Beirut weather 27.41 ° C
تاريخ النشر July 15, 2025
A A A
12 تموز 2006… دروس وعبَر
الكاتب: معن بشور - البناء

12 تموز/ يوليو 2006 لم يكن يوماً عادياً في حياة لبنان والوطن العربي والعالم الإسلامي، كما في حياة الصراع العربي/ الصهيوني.
12 تموز/ يوليو 2006 أراده الصهاينة يوماً للثأر من هزيمتهم في 25 أيار 2000 حين اضطرتهم المقاومة اللبنانية الى الانسحاب من أراضٍ احتلتها عام 1978 وأرادت من خلال احتلالها الذي توسع في حزيران/ يونيو 1982، ان تفرض اتفاقية إذعان في 17 أيار/ مايو عام 1983 على لبنان الذي ظنّ الصهاينة وحلفاؤهم انه بات جاهزاً للاستسلام.
12 تموز/ يوليو يوم أكد للأمة كلها انّ لديها مقاومة باسلة مؤمنة في لبنان قادرة على إذلال العدو وحلفائه تؤسّس لمرحلة جديدة من الصراع يستكملها اليوم المقاومون الأبطال في غزة وعموم فلسطين مدعومين مع جبهة الإسناد الممتدّة من جنوب لبنان مروراً باليمن الذي يات مفاجأة الأمة لنفسها ولقدراتها. وصولاً الى إيران التي أبلت بلاء حسناً في حرب 12 يوماً قبل أسابيع.
12 تموز/ يوليو 2006 هو يوم خرجت فيه جماهير الأمة كلها من القاهرة الى دمشق وعمّان وبغداد وعواصم المغرب العربي الى الخليج والجزيرة العربية الى السودان لتؤكد التحامها بالمقاومة اللبنانية ممثلة بحزب الله وهو التحام بات منذ ذاك الحين مستهدفاً من كلّ المتواطئين والمرتجفين في المنطقة الذين ظنوا انّ مقاومة العدو هي مشروع انتحاري فيما أكدت حرب 33 يوماً في لبنان انّ مشروع المقاومة هو مشروع مستقبلي وانتصاري.
في 12 تموز/ يوليو 2006 تعرّفت الأمة الى قادة من طراز جديد، وفي مقدمهم سماحة السيد حسن نصر الله (رحمه الله) الذي توجهت أنظار الأمة كلها الى البحر المتوسط يوم أعلن في ثالث أيام تلك الحرب عن استهداف بارجة صهيونية في عرض البحر المتوسط.
12 تموز/ يوليو 2006، عرف اللبنانيون انتصاراً على العدو وحلفائه مكّن لبنان من ان يتحوّل الى مركز اهتمام عالمي يحاول إضعافه اليوم الخائفون من احتمالات النصر التي تحملها معادلته التاريخية «شعب وجيش ومقاومة» والتي أسقطت معادلات الإذلال التي يصرّ الصهاينة، ومن ورائهم، إعادة لبنان الى أجوائها اليوم.
لذلك حين يؤكد الفلسطينيون وكلّ قوى الإسناد في الأمة انّ هذه الذكرى الخالدة ورموزها وبطولات المقاومين فيها كانت نقطة تحوّل تاريخية في مجرى الصراع ويواجهون كلّ ما يُحاك للبنان وفلسطين من مؤامرات وفتن تستهدف أن تفرض على الأمة ما عجزت عن فرضه بعد 17 أيار 1983 وبعد 14 آب 2006…
فليكن يوم الثاني عشر من حزيران يوماً يتحد فيه اللبنانيون حول جيشهم ومقاومتهم، ويبنوا سداً في وجه كلّ من يحاول التسلل من ثقوب الخلافات بين اللبنانيين ليتآمر على لبنان والأمة كما تآمر على مدى عقود…
وليكن يوم 12 تموز/ يوليو يوماً نعزز فيه وحدتنا الوطنية ونلتفّ حول مقاومتنا الباسلة التي كانت وستبقى أحد ركائز القوة لدولة لبنان وكلّ مؤسساتها ولكلّ مكوناتها، ولترتفع أصواتنا جميعاً…
وحدة الوطن قوة الجميع ومقاومة أعداء الوطن واجب الجميع…