Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر February 24, 2020
A A A
‫الاتحاد العام للصحافيين العرب أطلق اسم فلسطين على اجتماعاته والمؤتمر المقبل في بيروت‬

‫احتضنت القاهرة يومي السبت والأحد الماضيين، أعمال اجتماعات الأمانة العامة والمكتب الدائم للاتحاد العام للصحافيين العرب في مقر الاتحاد، برئاسة الأستاذ مؤيد اللامي وحضور أعضاء الأمانة العامة وأعضاء المكتب الدائم في الاتحاد. كما حضرها رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين الأستاذ يونس مجاهد والأمين المالي للاتحاد الدولي جيم بو ملحة، وتضمن جدول أعمال اجتماعات الأمانة العامة والمكتب الدائم قضايا تنظيمية ومهنية وسياسية.‬

 

‫ونظراً إلى الظروف الدقيقة التي تمر بها الأمة العربية، خصوصا ما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي تتعرض لمؤامرات خطيرة، فقد اتفق الحاضرون وبالإجماع على إطلاق اسم “فلسطين” على اجتماعات هذه الدورة.‬

 

‫وبعد المداولات المستفيضة التي ميزت أشغال هذه الدورة التي عكست عمق وعي التنظيمات المهنية الصحافية العربية بالأوضاع الدقيقة والصعبة التي تجتازها الأمة العربية وبما تتعرض له الحريات العامة خصوصا حرية الصحافة والتعبير والنشر من مؤامرات، وبعد أن صادق الأعضاء بالإجماع على تنظيم المؤتمر المقبل للاتحاد في العاصمة اللبنانية بيروت خلال الأسبوع الأول من شهر نيسان المقبل، وبعد ان وافق الحاضرون وبالإجماع أيضا على قبول عضوية نقابة الصحافيين الجيبوتيين، وبعد أن رحب المجتمعون بعودة نقابة الصحافيين الأردنيين إلى بيتهم الاتحاد، تم الاتفاق على إصدار البيان العام التالي:‬
‫إن الظروف العصيبة التي تمر بها الأمة العربية والتي يميزها تنامي مختلف مظاهر الفوضى والتشتت والحروب وتعميق الصراعات العربية العربية واستمرار تراجع مؤشرات حرية الصحافة والتعبير وباقي تجليات حقوق الإنسان، ما يستوجب المراهنة على تكثيف أشكال النضال المهني لمواجهة هذه التحديات.‬

 

‫والاتحاد العام الذي كان وسيظل في طليعة التنظيمات المهنية العربية للتصدي لمختلف المؤامرات وفيا لدوره في مواجهة كل هذه المخاطر والتحديات، فانه يحث الزميلات والزملاء الصحافيين العرب على ضرورة مواصلة التعبئة والقيام بأدوارهم المهنية لإحباط كل هذه المؤامرات. ويعبر الاتحاد عن استعداده للتعاون والتحالف مع كل التنظيمات المهنية والحقوقية العربية التي تؤمن بمبادئ الدفاع عن حقوق الإنسان والديموقراطية وسيادة الحريات، خصوصا حرية الصحافة والتعبير والنشر ومناصرة مصالح الأمة العربية والنضال من اجل تحقيق قيم العدالة الاجتماعية والمساواة والديموقراطية وحقوق الإنسان.‬

 

‫وبعد النقاشات المستفيضة التي ميزت أعمال هذا الاجتماع في جميع الموضوعات المطروحة في ما يتعلق بالقضايا المهنية والأحداث المختلفة التي تحيط بالأمة العربية وعلى الأخص قضية “صفقة العار” “صفقة القرن” اتفق الحاضرون على إصدار البيان التالي:‬
‫”إن الاتحاد العام للصحافيين العرب يجدد استنكاره وإدانته لمؤامرة القرن التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحت مسمى “صفقة القرن”، والتي تمثل اعتداء صارخا على حقوق الفلسطينيين في ديارهم وأملاكهم وحرياتهم، وما تضمنته من شرعية لاغتصاب إسرائيل للأراضي الفلسطينية خلافا لكل القوانين والشرائع الدولية وقواعد ومبادئ السلم العالمي، ومشاركة عملية للعدوان والجرائم التي يرتكبها المحتل الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني. ويؤكد الاتحاد أن الإدارة الأميركية وبالنظر إلى خطورة المواقف التي أعلنتها بانحياز تام ومطلق لفائدة العدو الاسرئيلي، فإنها بذلك جردت نفسها من جميع مواصفات وشروط التحكيم والوساطة لأنها لا يمكن أن تكون حكما وخصما فى نفس الوقت.‬

 

‫ويدعو المكتب الدائم النقابات والنخب العربية إلى توعية الجماهير العربية بمخاطر هذه الصفقة على القضية الفلسطينية وعلى الوطن العربي، والتي تمنح القدس للاحتلال الإسرائيلي كعاصمة موحدة وتثبت شرعية احتلاله للأراضي الفلسطينية، ولا وجود أصلا لمسمى دولة فلسطينية على ارض الواقع في هذه الصفقة، وتمثل هذه الصفقة أيضا اعتداء على الحدود المصرية والسورية واللبنانية والأردنية. ويثمن الاتحاد عاليا ردود الفعل الايجابية والمؤثرة التي عبر عنها الشرفاء من شعوب الأمة العربية ودول العالم.‬

 

‫ويهيب الاتحاد العام للصحافيين العرب بجميع التنظيمات الإعلامية في الوطن العربي لوضع برامج ضمن أنشطتها لمواجهة هذا المشروع الصهيوني والحرص على تكثيف الرسائل والدعوات التي تهدف إلى التصدي للتطبيع الذي يمثل اختراقا للصمود الشعبي والمهني.‬

 

‫ويناشد الاتحاد زملاءه في النقابات والاتحادات والجمعيات الصحافية إلى فتح مجالات واطر التعاون مع الصحافيين الفلسطينيين وإسنادهم والتنسيق معهم في ما يواجهونه من اعتداء سافر على حقوقهم والتضييق عليهم، ويؤكد الاتحاد تمسكه بوحدة وسيادة الدول العربية ورفض التجزئة والانفصال والتدخلات الخارجية.‬

 

‫ويعبر الاتحاد عن إدانته وتجريمه لأي اعتداء على الصحافيين ويستنكر ما يتعرض له الصحافيون في كل من اليمن والعراق ولبنان، ويدين استهداف الصحافيين السوريين خلال العدوان التركي على سوريا.‬

 

‫ويطالب الاتحاد الحكومات العربية بضرورة التعاطي مع مهنة الصحافة فى ضوء التطورات والمستجدات الحديثة وضرورة مراجعة التشريعات السالبة للحريات وإصدار تشريعات تمنح الممارسة الإعلامية العربية قدرا أوسع وآفاقا أرحب من الحريات.‬

 

‫ويعبر الاتحاد عن تضامنه المطلق مع اتحاد الصحافيين السودانيين جراء الضرب المباشر لحرية التنظيم النقابي ويدعو إلى تنسيق الجهود مع الاتحاد الدولي للصحافيين بهدف إيجاد الحلول الكفيلة بدعم الصحافيين السودانيين وحقهم المشروع في اختيار ممثليهم.‬

 

‫وعزم الاتحاد خلال مؤتمره المقبل على متابعة القضايا المطروحة بما يخدم مهنة الصحافة والصحافيين.‬

 

‫إن حرية الصحافة والتعبير تتعرض لها الدول العربية خلال هذه الظروف التي هي أبشع مظاهر الاستهداف والتضييق، ويتمثل ذلك في اعتقال الصحافيين وسجنهم واستخدام القضاء لاستصدار قرارات إداناتهم والى القتل العمد ناهيك عن الأشكال الاخرى من التضييق والتمييز التي تحد من هذه الحرية.‬

 

‫وبذلك يجدد الاتحاد إدانته الشديدة لجميع هذه الممارسات المتخلفة، ويلح في المطالبة بضرورة الإطلاق الفوري لسراح جميع الصحافيين المعتقلين وإلى تفعيل مبدأ عدم الإفلات من العقاب في حق مقترفي جرائم قتل الصحافيين، والى تحصين حرية الصحافة بضمانات قانونية قوية لتتمكن وسائل الإعلام من القيام بدورها في المراقبة ونشر الأخبار والمعلومات واحتضان النقاش العام فى مختلف القضايا المصيرية التي تهم الشعوب العربية وتوفر التربة المناسبة لاستنبات جيل جديد من الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولن يتأتى ذلك إلا عبر إعادة النظر في التشريعات المنظمة لحرية الصحافة والتعبير لتكون خالية من العقوبات السالبة للحرية”. ‬