Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر November 5, 2018
A A A
ڤيرا يمّين: فرنجيه بلغة اهل الشهداء

الأحد ٤ تشرين الثاني لم يكن يوماً عادياً على رزنامة العمر بل كان يوم تجديد المسح بميرون المحبة والتبارك بزيتون السلام.
سليمان فرنجيه وقف عارياً من ايّ تصنّع او تكلّف، وقف أمام أهله والكل أهلُه لأنه أهلٌ للثقة.
سليمان فرنجيه خاطب أهل الشهداء وأبناءهم ببساطة عارضاً وجهة نظره والنظر اليه مشدود كوتر ، والدمع في العين محبوسو الغصّة في الحلق ليس حزناً او حداداً بل تأثّراً بخطاب كان يوزّع فيه الكلمات برشاناً يكرّس الشهداء قرابين على مذبح لبنان.
وقف بينهم وهو منهم يحدّثهم بلغتهم، وعلى وقع نبضهم والنبض واحد قائلاً لهم نحن جسم واحد.
اربعون سنة مضت على الجرح والجرح لو انه لم يندمل ولن …. ولكنه كجراحات المسيح سيظلّ علامة على جسد الوطن نضع اصبعنا عليه فنبرأ، ننظر اليه فنؤمن. دموع الأمهات وزفرات الصبايا، قبضات الرجال ونظرات الشباب أحاطت به وحملته على بساط الرجاء وتحولت اصواتهم المخنوقة الى ما يشبه الدعاء لقائد “أنقذه الله منذ أربعين سنة” ليتقدّمنا واثقاً من خطاه أكيداً من خطواته.
الأحد ٤ تشرين الثاني وفي قصر الرئيس سليمان فرنجيه فاح بخور العفو ليعبق القصر بالغفران قصر من قدّم الشهداء “فدا لبنان” رافعاً شعار “عفا الله عما مضى”، قصر مَن مِن بيننا منذ شهرين بسلامٍ مضى.
سليمان فرنجيه جاء طارقاً الوضع امام أهل الشهداء وانتهى اللقاء محّملاً بشهادات الثقة والمحبة.
٤ تشرين الثاني ٢٠١٨ تاريخ محفور بذهب القلب ونبض الحب وعبق الايمان بأن شهداءنا ماتوا ليحيا لبنان، واننا كأبناء الايمان فاننا بالمسامحة حقّقنا لموتانا القيامة.