Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر August 4, 2021
A A A
٤ آب يوم آخر في أجندة العهد؟
الكاتب: نون - اللواء

ما يحصل في لبنان في «العهد القوي» لم يحدث مثيلٌ له حتى في بلاد الماوماو أو غيرها من البلدان الأكثر تخلفاً.

سنة كاملة مرت على أخطر إنفجار زلزالي ومدمّر وقع في مرفأ بيروت، وأهل الحكم مازالوا يتباهون بعجزهم عن التعاطي مع الإهتزازات البشرية والإجتماعية والإقتصادية لهذه الكارثة التي هزت ضمير العالم، ووصلت إرتداداتها إلى دول الجوار، وأدت إلى إستشهاد المئات، وتشريد الآلاف من منازلهم المتضررة، وإصابة عشرات المستشفيات والمؤسسات العامة والخاصة بخسائر فادحة. يفخر حكام الزمن الرديء بأنهم لم يُقدموا أدنى المساعدات للعائلات المنكوبة، أو حتى للمؤسسات شبه المدمرة، بل وأكثر من ذلك، عرقلوا وصول المساعدات الخارجية بمئات الملايين من الدولارات لأنهم يفتقدوا السمعة الحسنة، وتهم الفساد والفشل تلاحقهم في شتى تصرفاتهم، وأجهضوا مبادرة الرئيس الفرنسي ماكرون السياسية والإغاثية، وتعاملوا مع الشعب المنكوب على طريقة: لا برحمك. ولا بخلي رحمة الله تنزل عليك! وعوض أن تكون السنة التي أعقبت الإنفجار فرصة لإختراق المقاطعة الدولية والعربية لوطن الأرز، والعمل على لملمة الجراح الداخلية، والإسراع في تشكيل حكومة قادرة على إستعادة الثقة في الداخل والخارج، ووضع البلد على سكة الإصلاح والإنقاذ، توغل أهل الحكم في مناوراتهم الرخيصة، تمسكًا بمزيد من مغانم السلطة المتهاوية، وأمعنوا في ممارسة سياسة الهيمنة والإستئثار، ولم يفلحوا في تشكيل الحكومة التي تُطالب بها الدول المانحة مقابل المساعدات الموعودة.

هل يجوز أن يتعمد فريق العهد إفشال ثلاث محاولات لتشكيل الحكومة العتيدة، ودون أية مبالاة لمخاطر التدهور المستمر في مختلف القطاعات المعيشية، والذي وصل إلى حد الإفلاس الشامل للدولة والناس؟

ولماذا السكوت على العراقيل التي تعترض التحقيق العدلي الذي مازال يدور في دوامة الحصانات والإهمال، بدون الوصول إلى المصدر الحقيقي للأمونيوم والأطراف المستفيدة منه؟

من يتحمل مسؤولية بقاء البلد المفلس سنة كاملة بلا حكومة، بسبب الإصرار المضني على الإستحواذ على الثلث المعطل لفريق العهد، والضرب بعرض الحائط بمعارضة كل الأطراف السياسية الأخرى، والتصرف وكأن البلد محكوم بنظام الحزب الواحد؟

لماذا يبقى الحاكم في منصبه طالما هو فاشلٌ في إدارة شؤون البلاد والعباد، وأكثر من عاجز في الحد من هذا الإنحدار المستمر، والذي يتنقل من قعر إلى آخر في جهنم الحكم الحالي؟

لبنان يهوي من علياء جبال الأرز، والحكم يزداد عناداً في التعاطي مع ملف تشكيل الحكومة، وأكثر إصراراً على إنكار الأزمات المتراكمة، وأشد تمسكاً بمجلس الدفاع الأعلى، وكأنه مجلس وزراء العهد الحالي!

اليوم الذكرى السنوية الأولى لأكبر كارثة أصابت الوطن، فهل حاول العهد أن يكون مفصلاً نحو الإنقاذ؟

أم يوم عادي آخر في أجندة العهد؟