Beirut weather 24.1 ° C
تاريخ النشر June 13, 2025
A A A
١٣ حزيران… مجزرة إهدن التي لا تموت

كتب مسؤول النقابات والمهن الحرة في المرده المحامي جميل جبور

في صباح ١٣ حزيران من العام ١٩٧٨، استفاقت إهدن على واحدة من أبشع جرائم الحرب اللبنانية، حين وقعت مجزرة دموية راح ضحيتها ٣١ شهيدًا، بينهم طوني فرنجيه، وزوجته فيرا، وطفلتهما الصغيرة جيهان
التي لم تُمهلها الحرب حتى تكبر أو تنطق بكلمة “وطن”.
لم تكن مجرد جريمة اغتيال سياسي، بل طعنة موجعة أصابت صميم الوحدة اللبنانية الوطنية، وهزّت الوجدان الجماعي لكل من آمن بأن الدم لا يجب أن يكون لغة الخطاب.
لم يُقتل طوني فرنجيه فقط لأنه نجل رئيس سابق، بل لأنه مثّل نهجًا هادئًا، عاقلًا، رافضًا
للغة الكراهية والحقد، حاملاً لعروبة سياسية حضارية، لم تُرضِ غلاة الانقسام والتطرف، بل أرعبت دعاة التفرقة والفوضى.
رغم مرور ٤٧ عامًا، بقيت الندبة مفتوحة. تغيّرت التحالفات، وتبدّلت المواقع، لكن المجزرة ظلّت شاهدًا حيًّا على الخيانة، وعلى الصمت المُريب، وعلى غياب العدالة الحقيقية.
في 13 حزيران من كل عام، لا تُرفع أصوات، بل تُضاء الشموع وتُرفع الصلوات، في صمت يليق بالكرامة والوفاء.
آل فرنجيه لم ينتقموا، بل واجهوا الألم بثبات ومسؤولية وطنية، واختاروا أن يُكملوا الطريق من دون كراهية، رافعين الكرامة فوق الحسابات الآنية.
اليوم، تبقى جيهان الطفلة رمزًا لكل ما سرقته الحرب من هذا الوطن الجريح.
يبقى ١٣ حزيران محفورًا في الذاكرة، ليس مجرد تاريخ، بل صفحة موجعة من ذاكرة لبنان الجريحة، التي لم تُقفل بعد، ولن تُقفل طالما بقيت الحقيقة ناقصة، والعدالة مؤجلة.