أطلق بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان نداء بعنوان: “قفوا للدفاع بشجاعة عن شرعة حقوق الإنسان وعن حرياتنا الدينية”، خلال مشاركته في مؤتمر “فرسان كولومبوس” السنوي الذي عقد في تورونتو – كندا، وحضر المؤتمر 12 كاردينالا و120 أسقفا و200 كاهن جاؤوا من بلدان مختلفة.

وتطرق البطريرك يونان في الكلمة الإفتتاحية إلى “شرعة حقوق الإنسان، كما أعلنتها وثيقة الأمم المتحدة لعام 1948″، مؤكداً “ضرورة العمل الجدي لتطبيق هذه الوثيقة في يومنا هذا، وفي كل البلاد المنتسبة إلى منظمة الأمم المتحدة من دون استثناء، ومن دون التعلل بأي سبب كان، دينيا أو اجتماعيا أو ثقافيا”.

وتناول مسألة “الحرية الدينية التي تجابه الكثير من التحديات في العالم، وخصوصا في بلدان الشرق الأوسط، حيث تستأثر ديانة الأكثرية بحق الوجود رسميا وتحظى بالإمتيازات على حساب المكونات الصغيرة، ما عدا لبنان الذي وحده يفصل الدين عن الدولة ويحترم حرية الضمير ويسعى إلى تطبيق صيغة التوافق بين طوائفه”.

وآسف البطريرك يونان “للجهل والتجاهل من قبل الدول العظمى لعذابات الأبرياء، لا بل لتواطؤ بعض السياسيين الغربيين في إذكاء نار الفتن في أكثر من مكان، لا سيما في سوريا والعراق” معتبراً أن “هذه السياسة تخدم برامج العصابات التكفيرية أمثال داعش وغيرها، مما سيؤول إلى الكثير من الدمار والمآسي، ومن تفريغ المكون المسيحي من بلاد المنشأ في الشرق”.

وشكر “الكنائس والمنظمات المسيحية التي مدت ولا تزال تمد يد العون الإنساني للتخفيف من آلام مئات الآلاف من المسيحيين وغيرهم من المكونات الصغيرة، الذين اقتلعوا من أرضهم وساحوا تائهين في بلاد العالم”.

وتوجه إلى المشاركين في المؤتمر بالقول: “إن مسؤوليتكم الأولى اليوم هي الوقوف معا للتمسك بالحقيقة والدفاع الصريح والشجاع عن الحقوق المدنية لجميع المواطنين”.

ولفت إلى ان “الحرية الدينية يجب أن تشمل فعلا حرية العبادة وحرية الضمير، وهما الأساس الذي تبنى عليه الحقوق المدنية لجميع المواطنين، ومن دونهما لا ضمانة لمستقبل بلدان الشرق الأوسط”.