Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر May 15, 2018
A A A
يوم نقل السفارة الأميركية غرق بدماء الغزاويين
الكاتب: النهار

دشّنت الولايات المتحدة رسمياً سفارتها في مدينة القدس أمس، في خطوة مثيرة للجدل خلال احتفال تضمن كلمة مصوّرة للرئيس الاميركي دونالد ترامب، بينما قتل 52 فلسطينياً على الأقل وجرح نحو ألفين في مواجهات عنيفة تفجّرت على الحدود عند قطاع غزة. وهذا اليوم الأكثر دموية منذ نهاية الحرب التي شنّتها اسرائيل عام 2014 على القطاع.
وأصدرت وزارة الصحة التابعة لحركة المقاومة الاسلامية “حماس” بياناً جاء فيه: “سقوط 52 شهيداً برصاص الاحتلال بينهم سبعة أطفال وإصابة قرابة 2000 بجروح”.
وأعلن الجيش الاسرائيلي أيضاً شنّ غارة جوية على “خمسة أهداف ارهابية في مخيم للتدريب العسكري التابع لحركة حماس” شمال قطاع غزة.
وأفاد مراسلو “وكالة الصحافة الفرنسية” ان آلاف الفلسطينيين تجمعوا في مناطق مختلفة على طول الحدود، وحاول عدد منهم الاقتراب من السياج الأمني ورشقوا حجاراً في اتجاه الجنود الذين ردوا باطلاق النار.
وقال الجيش الاسرائيلي إن “40 ألف فلسطيني يشاركون حالياً في اعمال شغب في 13 موقعاً على طول السياج الأمني مع قطاع غزة”. وأضاف: “يلقي المشاركون قنابل حارقة وعبوات ناسفة على السياج الأمني وعلى القوات (الاسرائيلية) ويحرقون الاطارات ويلقون الحجار. كما يلقون مواد مشتعلة بنية اشعال حرائق في اسرائيل وإلحاق الأذى بالقوات”. وأشار الى أن الجيش “يستخدم وسائل مكافحة الشغب والنار” للرد.
وقدّم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تبريراً لاستخدام القوة ضد الفلسطينيين بقوله في بيان: “كل دولة لديها التزام للدفاع عن حدودها. حركة حماس الارهابية تصرّح بأن هدفها تدمير دولة اسرائيل وترسل آلافاً الى السياج الأمني لتحقيق هدفها… سنواصل العمل بحزم لحماية سيادتنا ومواطنينا”.
وصرّح الناطق باسم البيت الابيض راج شاه بأن “المسؤولية الكاملة عن هذه الوفيات المأسوية تقع على حماس”، وأن “من حق اسرائيل أن تدافع عن نفسها”. وقال إن افتتاح السفارة الأميركية في القدس والعنف في غزة لن يؤثرا على خطة السلام.
وأكدت “حماس” استمرار الاحتجاجات قرب الحدود بين قطاع غزة واسرائيل، محذّرة من أن صبرها “لن يطول”.
وندّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ”المجازر” في قطاع غزة، قائلاً إن الولايات المتحدة “لم تعد وسيطاً” في الشرق الأوسط بعد نقل سفارتها الى القدس. ودعا الى تنكيس الاعلام ثلاثة أيام حداداً على الضحايا، الى اضراب اليوم احياء لذكرى مرور 70 عاماً على النكبة.
ودعت البعثة الكويتية لدى الأمم المتحدة الى جلسة طارئة لمجلس الأمن صباح اليوم في شأن الوضع في الشرق الاوسط.
وعبّر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية “عن إدانة المملكة العربية السعودية الشديدة لاستهداف المدنيين الفلسطينيين العزّل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى”.
كذلك ندّدت الرئاسة الفرنسية بـ”أعمال العنف” في غزة. وقالت إن الرئيس ايمانويل ماكرون “سيتحدث مع جميع الأفرقاء في المنطقة في الأيام المقبلة”.
وقال ناطق باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي: “نحن قلقون من التقارير عن العنف وخسارة الأرواح في غزة، وندعو الى الهدوء وضبط النفس لتجنب أعمال مدمرة لجهود السلام”.
وصرحت ناطقة باسم وزارة الخارجية الألمانية: “ينبغي (احترام) حق التظاهر السلمي في غزة أيضا”.
وسئل الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف عما اذا كان نقل السفارة الأميركية يثير مخاوف روسيا من تفاقم الوضع في المنطقة، فأجاب: “نعم، لدينا مثل هذه المخاوف وسبق لنا أن عبّرنا عنها”.
وعلّق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: “نرفض هذا القرار الذي ينتهك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة”، ورأى أن “الولايات المتحدة اختارت باتخاذها هذا القرار أن تكون طرفاً في النزاع وتالياً تخسر دور الوسيط في عملية السلام” في الشرق الاوسط.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان “دعم مصر الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها الحق في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”.
ودعت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني الى “أقصى درجات ضبط النفس”.
وأبدى الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس “قلقه العميق” من الوضع في غزة.
وقال المفوض السامي للامم المتحدة لحقوق الانسان الامير زيد رعد الحسين إن “مقتل عشرات الاشخاص واصابة المئات بالرصاص الحي في غزة يجب أن يتوقفاً فوراً. على المسؤولين عن هذه الانتهاكات الفاضحة لحقوق الانسان أن يحاسبوا”.
وندّدت منظمة العفو الدولية بـ”الانتهاك الصارخ” لحقوق الانسان و”جرائم الحرب” في غزة.

احتفال نقل السفارة الاميركية
وفي القدس، شارك مسؤولون أميركيون بينهم ابنة ترامب ايفانكا وزوجها جاريد كوشنير في احتفال التدشين.
وقال ترامب في كلمة مصورة: “أملنا الأكبر هو للسلام” على رغم ان خطوته أغضبت الفلسطينيين.
وكرّر أن واشنطن “تبقى ملتزمة بشدة المساعدة على التوصل الى اتفاق سلام دائم”.
من جانبه، قال نتنياهو متوجها الى الرئيس الاميركي: “الرئيس ترامب، باعترافك بالتاريخ دخلت التاريخ”، مشدداً على انه “نحن في القدس ونحن هنا لنبقى”.