Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر August 23, 2018
A A A
يومٌ قضائي أسود لترامب
الكاتب: الراي

تلقّى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضربة قضائية مزدوجة وعاش أسوأ يوم له في مواجهة العدالة، مع سقوط اثنين من أبرز أركان فريقه، الأول هو محاميه السابق الذي عمد إلى توريطه مباشرة في قضية انتهاك قوانين تمويل الحملات الانتخابية، والثاني هو مدير حملته السابق الذي تمت إدانته في ختام محاكمته.
ويتم النظر في القضيتين المنفصلتين أمام محكمتين مختلفتين، غيرأن الظل نفسه يُخيّم فوق المحاكمتين في ألكسندريا قرب واشنطن وفي نيويورك، وهو ظل ترامب الذي تواجه ولايته مشاكل قضائية كثيرة تكبلها، وتطول العديد من المقربين منه وباتت تهدد بتلطيخه مباشرة.
ففي نيويورك، أقر محامي ترامب الشخصي السابق مايكل كوهن، أمام قاض فيديرالي في قاعة محكمة مكتظة بمنطقة مانهاتن، بثماني تهم موجهة إليه من ضمنها الاحتيال الضريبي والمصرفي وانتهاك القوانين الخاصة بتمويل الحملات الانتخابية خلال حملة الانتخابات الرئاسية في 2016.
واعترف كوهن، الذي بدا محبطاً ومتلعثماً، بأنه دفع مبلغي 130 و150 ألف دولار لامرأتين تقولان إنهما أقامتا علاقة مع ترامب لقاء لزومهما الصمت، مؤكداً أن ذلك تم «بطلب من المرشح (ترامب) وبالتنسيق معه وبتوجيهاته»، وكان الهدف تفادي انتشار معلومات «كانت ستضر بالمرشح».
ويشكل هذا الاعتراف قنبلة حقيقية لترامب، لأن ذلك يفترض أنه قد يكون هو نفسه ارتكب جرماً.
ويعتقد بعض الخبراء أن كوهن هو بمثابة «أمين أسرار» ترامب، وأن موافقته على التعاون مع التحقيق (بعد اعترافه) قد تفيد المحققين، وبعدهم المدعون العامون ممن سيترافعون في القضية، بأدلة كثيرة يمكن استخدامها في ملاحقة ترامب نفسه في وقت لاحق.
وفي تزامن قضائي مُذهل، دانت محكمة ألكسندريا قرب واشنطن مدير حملة ترامب الانتخابية بول مانافورت بتهم الاحتيال المصرفي والضريبي، وهي جرائم من المرجح أن تؤدي الى صدور حكم سجن بحقه يصل الى عشر سنوات.
ولم تصدر هيئة المحلفين سوى حكم جزئي إذ لم تتوصل إلى التوافق بشأن عشر من التهم الـ18 الموجهة إلى المدير السابق لحملة ترامب.
وبين سقوط محاميه ومدير حملته في قبضة العدالة، أثار لقاء عقده محامي البيت الأبيض دون ماغان مع فريق المحقق الخاص روبرت مولر، واستغرق 30 ساعة، قلق الرئيس الأميركي من إمكانية أن يقوم ماغان بإفشاء أسرار معلّمه.