Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر October 27, 2024
A A A
وهم “إسرائيل الكبرى”… أطماع اقتصادية في ثروات العالم العربي
الكاتب: باولا عطية - النهار

 

لم يعد المخطط الاسرائيلي التوسعي في المنطقة خفياً على أحد، بل أصبح حلماً مرسوماً على خريطة يجاهر بها اليمين الإسرائيلي المتطرف وكأنّه حقّ مكتسب، ولو أنّه بعيد المنال وصعب أن يتحقق. فالحلم الاسرائيلي ببناء دولة كبرى مترامية الأطراف، تضم دولاً عدة في المنطقة، يقوم على أطماع اقتصادية بمنطقة غنية بالموارد والفرص الاقتصادية، وإن حمل في طياته ذرائع دينيّة وسياسية.

يقول الخبير الاقتصادي المصري بلال شعيب لـ”النهار” إنّ المخطط الإسرائيلي “يستهدف عدداً كبيراً من الدول بناءً على مجموعة من الدوافع لدى الكيان الإسرائيلي، ومنها الدوافع الدينية، حيث يزعمون أن الأرض التي يدعونها تبدأ من نهر النيل في مصر وتنتهي بنهر الفرات”.

إضافة إلى الدوافع الدينية، ثمة دوافع اقتصادية تتعلق بالموارد الطبيعية في الدول العربية، كما يقول شعيب، مضيفا: “على سبيل المثال، تُعتبر مصر غنية بالثروات المعدنية مثل البترول والنحاس والفحم والحديد، إضافة إلى الموارد السياحية. أما العراق فيتميز بكميات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي. الأردن وسوريا غنيان بالمعالم السياحية والموارد المائية المهمة، مثل نهر اليرموك. وبذلك، تتجمع هذه الدوافع لتحقيق أهداف اقتصادية استراتيجية في ظل ما تمتلكه الدول العربية من موارد ضخمة”.

النفط والغاز
تعتبر المنطقة غنية بالموارد الطبيعية مثل النفط والغاز الطبيعي، خصوصاً في العراق والكويت والسعودية، ما يجعلها واحدة من أغنى المناطق بالطاقة في العالم. يعدّ احتياطي العراق من النفط الخامس عالمياً بنسبة تصل إلى 8% من إجمالي احتياطيات الخام العالمية، كما يمثّل 12% تقريباً من احتياطيات “أوبك”، و17% من الاحتياطيات المؤكدة في الشرق الأوسط. وحلّ العراق خامساً في قائمة الدول العربية التي تمتلك أكبر احتياطيات للغاز الطبيعي في عام 2023، بأكثر من 131 تريليون قدم مكعب في العام الماضي.

أمّا الكويت فتملك عاشر اكبر مصادر الطاقة في العالم، فلديها أكثر من 100 مليار برميل من احتياطيات النفط، وهذا يمثل 8% من احتياطي النفط العالمي. كما يستحوذ النفط على نصف الناتج المحلي الإجمالي الكويتي، ويساهم بأكثر من 90% من عائدات الصادرات الكويتية. كما تمتلك الكويت 63 تريليون قدم مكعبة من احتياطي الغاز الطبيعي، وتساهم الاحتياطيات الهيدروكربونية التي تملكها الكويت بنحو 90% من الدخل الحكومي.

أما السعودية فتملك ثاني أكبر احتياطي للنفط في العالم، ويقدر احتياطي المملكة بنحو 268,5 مليار برميل. كما تمتلك المملكة سادس أكبر احتياطي عالمي من الغاز في العالم، ويقدر بنحو 324,4 تريليون قدم مكعبة قياسية.

من جهتها، تمتلك مصر احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي، فتحتل مكانة مرموقة بين أعلى الدول الأفريقية من حيث الاحتياطيات (الترتيب الثالث)، حيث تقدر احتياطيات مصر من الغاز الطبيعي بنحو 2,1 تريليون متر مكعب. وتمتلك سوريا احتياطيات نفطية مؤكدة تُقدر بنحو 2,5 مليار برميل، تتركز أغلبها في شرق البلاد، خصوصاً في محافظة دير الزور.

موارد مائية
تمتلك المنطقة موارد مائية كبيرة، في مقدمها نهر اليرموك ونهر الأردن. وفي لبنان 40 نهراً، 16 منها أنهار دائمة الجريان. ويقدر إجمالي التدفق السنوي للأنهار مجتمعة بين 2,151 و3,900 مليون متر مكعب. ويشترك لبنان في 3 مصادر مياه سطحية رئيسية مع دول الجوار، وهي: نهر العاصي الذي يتدفق إلى سوريا وينتهي في تركيا، والنهر الكبير الذي يتدفق على طول الحدود الشمالية بين لبنان وسوريا، ونهر الحاصباني الوزاني في جنوب البقاع، ويشكل أحد روافد حوض نهر الأردن ويصب في البحر الميت.

وتقدر موارد مصر المائية بنحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، يأتي معظمها من نهر النيل، إضافة إلى كميات محدودة من مياه الأمطار والمياه الجوفية العميقة بالصحاري.

ويتدفق في سوريا 16 نهراً وروافدها، وخمسة منها مشتركة دولياً (الفرات ودجلة والعاصي واليرموك والنهر الكبير الجنوبي). ويمثل تدفقها 75% من إجمالي موارد المياه السطحية المنظمة في البلاد.

الموقع الجغرافي
تقع هذه المنطقة في موقع استراتيجي يربط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، ما يجعلها مركزاً حيوياً للتجارة والنقل، حيث تمر من خلالها العديد من الطرق التجارية المهمة، ما يسهل التبادل التجاري ويعزز النمو الاقتصادي. ويقول محلل الأسواق المالية جورج يرق لـ”النهار”: “إذا جمعت الاقتصادات المفترضة لوهم إسرائيل الكبرى فقد تتحول إلى اقتصاد يعد بين أكبر 10 اقتصادات في العالم، بناتج قومي يتراوح بين 1,5 و2 تريليون دولار”.

ويضيف: “تكمن أهمية هذه المنطقة في الغاز الموجود فيها وفي تأثير ذلك على أوروبا، لذا تطمع فيها إسرائيل، التي تريد أن تكون لاعباً رئيسياً في سوق الغاز العالمي. إضافة إلى ذلك، تطمع إسرائيل في أن تكون وجهة سياحية رئيسية عالمياً نظراً لتنوع المواقع السياحية والتاريخية والمناخ الرائع في هذه المنطقة”.