Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر August 17, 2021
A A A
وفاء لناصر جروس
الكاتب: محسن ا. يمين
7b798a27-73ba-415c-b77c-029db281723f 8b7ec239-576b-4e6f-9a6b-50643d0b7c40 24eccbfb-a49e-4c7c-91a2-d207957b89b7 37e5b33c-f157-448a-ab1e-1b512c972a2a 0221f182-4a82-4f23-9344-873527442f3c 410a3d4d-5602-4298-8369-61e38a0e124b 52777c29-addd-4146-b357-10f628ede416 e564a389-44b4-4677-9ae5-57d068602524
<
>

يوم أقلعت “دار جروس للنشر والتوزيع والكتاب المدرسي” التي تعمل حاليا تحت تسمية “جروس برس ناشرون”، بتجربتها الشمالية المميزة، عام ١٩٨٠، ترددت كثيرا في الأجواء تساؤلات عما اذا كانت الدار الناشئة، خارج قبضة مركزية العاصمة بيروت ، سيكون بوسعها شق الطريق، والتغلب على الصعوبات، وهي تحمل الشعلة، من طرابلس، من شارع عزالدين، إلى العالمين . لكن الغلبة كانت للحبر المنهل ماء رويا على الجفاف واليباس، وللإقلام ترفعها منائر في وجه الظلمة التي كانت الحرب تزيدها كثافة .وكانت التساؤلات المرافقة لولادتها تتبدد كلما خرج العنوان، بعد العنوان، إلى الضياء. وتتكلل التجربة بالنجاح الباهر.

وقد قدر للأستاذ ناصر جروس، بكر أسرة أديب جروس، أن يقود الدفة، متعاونا وشقيقيه المرحوم باسل ورفيق، وشقيقته رندا، ماخرا العباب، دون أن تتمزق الأشرعة، لغاية اليوم. وكان لمؤلفي الشمال، وزغرتا ضمنا، حصتهم الوافرة، في سياق منشوراتهم التي شعت في لبنان، البلدان العربية ، والعالم.

وإذا كانت إهدن قد نهضت لتكريمه، بلدية و”بيتا زغرتاويا”، فلعمر من النشر، ومن تعزيز المعرفة، ورفع راية الثقافة، وبسط رفوف ومنصات المعارض. وقت ان العديدين قد تنحوا خلال الحقبات المريرة، مفسحين المجال لسواهم في زحمة العطاء.
وأكثر ما يسترعي الإنتباه ، في حالة ناصر، أنه حين بلغ النجاح لم تدر النشوة رأسه. وحين تعثرت الأمور، حينا، وأعوزهم المال، وتعذر عليهم تحصيل مستحقاتهم، لم تخنه القدرة على مجابهة الظروف. فلكل حصان كبوة. لكن المهم أن لا يتأخر في النهوض، من حيث كبا. وقد فعل. حالما بزغت بارقة أمل. ولاح نور الشمس، مضيئا العتمة الحالكة.

وأنا ممن رافقوه طول الطريق، وواكبوا الحصاد، موسما تلو الموسم. ولذلك فانني أعرف، حق المعرفة، كم إندفع، وسعى، وبذل،وتحدى،وقلق، وغامر، وجالد، لتكون الرفوف في غناها، والنشر في سلطانه.
وأعرف، تاليا، كم يستحق التكريم بعد كل ذلك المجهود، بل المجاهدة، كي لا تنطفىء المنارة.
ولكم كان سروري عظيما وأنا اشهد، وأشاهد صديقي الأستاذ ناصر جروس يكرم على سطيحة مبنى الكبرى التراثي، وطقس إهدن ، بالشمس الجانحة إلى الغروب، يحمل إليه، وإلى المتحلقين حوله، بالعباءة الزغرتاوية، بعض رحيقه المسكر.