Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر December 5, 2017
A A A
وسيم بزي لـ”المرده”: مصلحة الحريري في السلطة… وحلف خماسي ينتظره
الكاتب: حسنا سعادة - موقع المرده

رأى المحلل السياسي الدكتور وسيم بزي في حديث لموقع “المرده” اننا نمر بلحظة شديدة الاشتعال اقليمياً، لافتاً الى ان “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحاجة ماسة ليؤمّن صيرورة نقل المُلك من الملك سلمان لنفسه، وان هذا الامر يجعله يدخل بمجموعة مغامرات تتابعية عنوانها الاساسي هو التصعيد بكل ملفات المنطقة، وهذا الامر تبدّى بالطريقة التي تمّ فيها التعامل مع الرئيس سعد الحريري ومسألة الاستقالة التي اتت عشية اعتقال الامراء في السعودية وان الرئيس الحريري استُدعي في ذلك العصر، لانه كان هناك قرار باعتقال الامراء سينفذ ليلاً. ولو نُفذ قرار اعتقال الامراء، والرئيس الحريري لم يكن قد ذهب بعد الى السعودية، لكان تمنّع عن الذهاب. وبالتالي هناك ربط محكم بين الذي جرى مع الرئيس الحريري والذي جرى داخل السعودية”.

واضاف: “ان العنوان الثاني للتصعيد هو السقف الذي تم جمع فيه ما يسمى بالمعارضة السورية في الرياض والبيان العالي النبرة والعالي المعطيات الذي صدر في نهاية الاجتماع الختامي. كما انّ التصعيد تبدّى ايضاً بمحاولة الانقلاب الداخلي في اليمن بتخطيط اماراتي – سعودي، اذ للأسف راهن علي عبد الله صالح وابنه احمد على إحداث شرخ داخلي باسقاط الجبهة اليمنية من الداخل بعد ان فشلوا على مدى سنتين وثمانية اشهر من اسقاط الجبهة اليمنية من الخارج”.

واعتبر بزي أنّ “موازين القوى الحقيقية تبدّت في ما جرى في صنعاء على مدى الايام الثلاثة الماضية، حجم البساطة والانسيابية الذي اجهضت فيه محاولة الانقلاب وقدرة الحوثيين على تحييد اجهزة الامن وقوى الجيش الاساسية والقبائل السبعة الاساسية المحيطة بصنعاء والاقتصاص مما تبقى من قوى مصرة على القتال، مع اسفي على المستوى الشخصي حيث لم اكن اتمنى ان تنتهي هذه العلاقة الطويلة من التصدي للعدوان على اليمن على مدى سنتين وثمانية اشهر هذه النهاية الدموية، لكن بما ان الخائن في النهاية لا يُرحم ولأن المعركة الى هذا الحد مصيرية ووجودية، دفع الرئيس علي عبدالله صالح من حياته بعد 33 سنة من الذكاء والقدرة على المناورة وتجاوز الاخطاء”.

وقال: “في النهاية غلطة الشاطر بالف، حسابات غير دقيقة ورطه فيها الاماراتيون بشكل مباشر عبر ابنه احمد المقيم هناك أدّت بالامور الى ما أدّت اليه. أيضا معركة البوكمال الاخيرة التي حاولت الولايات المتحدة الاميركية بكل ما ملكت من قوة ان تهزم المقاومة والجيش السوري و”حزب الله” والحرس الثوري والحشد الشعبي العراقي وكل الفصائل الاخرى المتحالفة التي كانت هناك وقد تعمّد السيد حسن نصرالله أن يسميها لاول مرة، هذه المعركة شكلت هزيمة كبرى للاميركي”.

ورأى أنّ “الربط البري بين سوريا والعراق بالشراكة الكاملة مع الروس قد حصل، ورسالة رئيس الـ”سي اي ايه” الجنرال مايك بومبيو للجنرال قاسم سليماني والتي رفض استلامها، تؤشر الى حجم اللعب على حافة الهاوية بين كل الاطراف المعنيين في الصراع سواء على المستوى الاقليمي او الدولي”.

وقال بزي: “انطلاقا من هذه الصورة لواقع الازمة، فإن ما جرى مع الرئيس الحريري أثبت أنّ الغرب بالشراكة مع الايرانيين وكل القوى بحلف المقاومة غير راغب بالمس بالاستقرار اللبناني، لذلك الرئيس الحريري أُخرج من اسر اكيد كان قد تعرض له، والروايات الغربية بكل صحف العالم اكدت هذا الامر، واُطلق من ضمن معركة خيضت في الداخل اللبناني عبر الوحدة الوطنية وبالخارج ادت الى اخراج الحريري بطريقة مثّلت هزيمة لولي العهد السعودي الذي اظهر انه يملك روح المغامرة والتهور اكثر مما يملك روح البصيرة والتأني، وبالتالي نجح لبنان بتجاوز المرحلة الاولى من القطوع وهي استعادة الرئيس الحريري، على ان تكون المرحلة الثانية هي تثبيت المسار السياسي وقوة الدفع التي نتجت عن المرحلة الاولى”.

وتابع قائلاً: “برأيي الشخصي ليس من المفترض ان يتأثر لبنان بما جرى امس واليوم واول من امس في اليمن لان المحددات الخارجية والداخلية مجمعة على ضرورة الحفاظ على الاستقرار اللبناني والنأي به عن النيران المشتعلة في المنطقة، لأن كل الاطراف المتصارعة على ضفتي الصراع تريد ان يبقى لبنان ساحة تلاقي بين المتحاربين والمتصارعين، ولبنان يعبّر ويختصر مصالح الجميع. وكما الاميركي موجود في لبنان كذلك الايراني موجود في لبنان والاهم من هذا ان لدينا مليون و600 الف نازح سوري، ونحن مستخدمون كمستودع لهؤلاء ويراد لنا ان لا ننفجر من داخلنا حتى لا يتشظى هؤلاء عبر المتوسط على اوروبا او ينفجر الـ1701 وتنفجر اليونيفيل وتؤثر على الامن الاسرائيلي، لذلك هم يحافظون على الاستقرار ليس من اجل “سواد عيوننا” ولكن من اجل مصالحهم ونحن نستفيد من هذه المسألة لاننا بحلف المقاومة لدينا مصالحنا”.

وعن امكانية ذهاب الحريري الى حلف رباعي او خماسي بمعزل عن موافقة السعودية قال: “هذا السؤال يطرح على مدار الثانية في هذه الايام ومما لا شك فيه ان الرئيس الحريري مقتنع ان مصلحته الحقيقية هي هنا في لبنان على رأس هذه الحكومة مع منظومة المصالح التي استطاع ان يرممها، وقلبه مع هذا الواقع، ومنطقيا اذا استمرت المعادلة التي ترسخت حتى الانتخابات سنكون امام حلف خماسي او حتى سداسي، واؤكد ان “المرده” لن يكونوا خارج هذا الحلف، لذلك الإشكال ليس في قدرة الرئيس الحريري على تجاوز المحددات السعودية لانه تجاوزها، لكن في مراعاة ماء وجه العلاقة مع السعودية، وبالتالي ما يجري اليوم صياغته حول مسألة النأي بالنفس هدفه الاساسي الحفاظ على ماء وجه السعودية وعدم احراج الرئيس الحريري، والا فان الامور بالنسبة للاطراف الداخلية وللرئيس الحريري واضحة جدا، ومنظومة المصالح مركبة والانتخابات على اساس القانون الذي اقر ستجري وفق هكذا رؤيا وهكذا تحالفات، وان كان بالنسبة لي انه من المبكر ان نحسم الامر قليلاً، لان حركية الواقع في الاقليم تفاجئ العالم بأجمعه وبالتالي التطورات تتسارع بقوة”.