Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر April 7, 2017
A A A
وسيم بزي عن الضربة الأميركية: فتشوا عن صراع النفط
الكاتب: حسنا سعادة - موقع المرده

أكد الناشط السياسي اللبناني وسيم بزي في حديث لموقع المرده أن الغارة التي وقعت في مطار الشعيرات في مدينة حمص السورية أتت متعددة الطبقات من حيث القراءة السياسية والمفاعيل الاستراتيجية التي تريد ان تفرضها على الارض.
فقال: “في القراءة السياسية في الجزء الاميركي الداخلي الواضح انها تأتي في اطار الصراع المحتدم بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب والدولة العميقة في الولايات المتحدة والتي تسعى الى ترويض الرئيس الاميركي ومحاولة ضبطه تحت حدّ الاحداث التي تريدها هذه الدولة وضرب علاقته بالروس كما انه من جهة ثانية معني بأن يثبت انه رئيس قادر على اخذ المبادة وقادر على التعامل مع الاحداث فور حدوثها ويريد ان يظهر بمظهر الرئيس القوي وان يعطي صورة مغايرة عن سلفه باراك اوباما.
ولفت في هذا السياق الى أنه “ايضاً في الجزء الاميركي الداخلي ان العسكر يملك شراهة عدوان ضد الروس لانهم يعتقدون انهم “كسروا الحرم” وفرضوا واقعاً جديداً ويريدون ارسال رسائل للروس والايرانيين، ومن الواضح ايضاً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو المعني الاول بتلقف الرسالة وكيفية التعاطي معها لأنه ومنذ دخوله الى سوريا بشهر 3 – 2015 والمنحى البياني لسوريا بحال الصعود حيث تحققت مجموعة كبيرة من الانجازات على الارض وهم يريدون كسر صعود هذا المنحى البياني”.
ومضى في حديثه يقول: “هذه الرسالة بالامكان القول انها محددة في الزمان والمكان وتريد ان تقول للروس بضرورة اخراج ايران وحزب الله من سوريا لتقف الامور عند الحدود الحالية ما يعني انها رسالة تحذير”.
واعتبر ان هناك ربطاً محكماً بين الذي قام بالغارة وبين الذي حصل في خان شيخون وكانت السببية تبرر الثانية ربطاً بالاول، واللافت ان هذه الغارة اختارت مطاراً يعتبر من الاهم في سوريا في جغرافيا الوسط اي في وسط حمص وتأثيراته متعددة بمعنى ان من قصف 59 صاروخاً من طراز توماهوك يريد ان يخرج هذه القاعدة من مفاعيل تأثيرها الاستراتيجي في قلب الوسط السوري وتحديداً تأثيرها على معركة البادية السورية من تدمر الى دير الزور والاميركي الذي يريد ان يقول ان الشرق السوري هو لي وممنوع على الروس والايرانيين ان يقتربوا من الشرق السوري فالمعركة الاساسية هي من يمسك بدير الزور وليس من يمسك بالرقة، وذلك لعدة أسباب فدير الزور هي عاصمة النفط وهي تتحكم بالحدود مع العراق كما تتحكم بالرابط الاستراتيجي بين دول محور المقاومة، بذلك فإن رسالة هذه الغارة ليست ضرب المطار بل الهدف الأبعد هو القول للايراني والروسي بأنه ممنوع الشراكة في الشرق السوري وممنوع الربط البري بين سوريا والعراق وتالياً بين طهران وبيروت.
كما ان الاميركي يريد ان يضع مكان داعش منطقة عازلة اميركية سنية هو من يريد ان يحدد احداثياتها وبالتالي تمثل حلقة كبيرة من مسلسل الانخراط الاميركي المباشر في الحرب السورية ومن المؤكد ان الحلف بين اميركا والارهابيين حلف كبير ومترابط لذلك بعد ان استنفرت اميركا الكبرى على اعتماد الوسائط البديلة نزلت الى الميدان بعد الهزائم التي تكبدها الارهابيون.
كما ان اميركا تريد ان توقف انهيار المجموعات المسلحة الحليفة لها بالاضافة الى انها تريد اعادة المعنويات للدول المتحالفة معها التي رأت ان دورها في طريقه ان ينهزم بعد التدخل الروسي.
واعتبر بزي ان هناك لعبة “عض اصابع” تجري بين الكبار الذين داسوا اليوم مباشرة بالميدان والرئيس الاميركي ترامب يريد ان يقدم نفسه بموقع الرئيس القادر.
ورأى انه لا يمكن للروس والسوريين عدم الردّ الا ان هذا الردّ سيكون عبر نوعين:
الأول استمرار فعل القضاء على المجموعات المسلحة والتقدم على الجبهات
والثاني ان اميركا ستواجه صعوبات في العراق واليمن محفوفة النتائج … وفي امكنة اخرى، لذلك نحن امام بداية تدحرج لوقائع كبيرة دخل فيها الكبار الى الميدان وهي وقائع مفتوحة الافق في المدى المنظور ما دامت الاجندات غير واضحة وموازين الصراع غير معروفة.
وأشار الى ان اختيار هدف وحيد وضربة محددة بالزمان والمكان لضبط ردود الفعل لا يمكن لقواعد الصراع بين محورين عالميين كبيرين ان تمرّ هكذا ضربة مرور الكرام لانه اذا مرّت هناك وقائع جديدة على صعيد الردع والهيبة والمعنويات.
وختم متوقعاً ان تستمر لعبة “عض الاصابع” في المدى المنظور، لافتاً الى أن هذه المواجهة المتدحرجة خاضعة للعبة تكريس موازين القوى والمنتصر فيها ليس من يطلق الرصاصة الاولى بل من يطلق الرصاصة الاخيرة.