Beirut weather 18.54 ° C
تاريخ النشر October 21, 2023
A A A
وسط نفاد الإمدادات الغذائيّة في قطاع غ ز ة… كم يمكن للإنسان البقاء حيًا بدون طعام او ماء؟
الكاتب: ندى عبد الرزاق - الديار

ان انعدام الامن الغذائي في قطاع غزة يتفاقم ساعة بعد أخرى، وإدخال المساعدات الى المدنيين بات امراً ملحاَ وضرورياً واساسياً وانسانياً. وفي هذا السياق، كان برنامج الغذاء العالمي قد حذّر من نفاد الطعام في غزة، وقال: “لا يوجد ما يكفي من الطعام في غزة، وان الشاحنات التابعة له وتضم 100 طن من الغذاء تتجه حاليا الى معبر رفح في مصر، ولضمان وصول هذا الغذاء الى العائلات، نحن بحاجة ماسة الى اتاحة دخول المساعدات بشكل آمن”. وكان أشار في وقت سابق، الى “ان مخزون المساعدات آخذ في التضاؤل”، لافتا الى انه “دون اتاحة الدخول الى غزة لن تستطيع المنظمات ان تعوض الاحتياجات من المواد الغذائية او مياه الشرب او امدادات الرعاية الصحية والايوائية”.

ففي أوقات النزاعات المسلحة يضيع الانصاف، ويقتل الأبرياء بدم بارد، ويحرم المدنيون من ابسط مقومات الحياة الاساسية، مثل العناية الطبية وتشمل الإصابات الجسدية والمعاناة النفسية والوفاة وتشريد الافراد والاسر، الى جانب فقدان الغذاء والمياه النظيفة. ويكون النزاع ذاته عاملًا أساسيًا في اضمحلال الأمن الغذائي، من خلال التكتيك الذي تتبعه الأطراف المتحاربة. ووسط أجواء الحرب، فان التهديدات تلاحق كل فرد.

لذلك قد يسأل سائل كيف يمكننا ان نبقى على قيد الحياة دون مأكل او مشرب، في حال طرقت الحرب الأبواب؟ وكيف نستطيع الوقاية في حال حدث الأسوأ؟ فالغذاء أساسي من اجل ديمومة البشر، كما ان الماء هو الذي يحييهم ويرويهم كما قال ربنا “وخلقنا من الماء كل شيء حي”.

وفي هذا السياق، اوضحت اختصاصية التغذية جاكي قصابيان في حديث لـ “الديار” ان “الانسان يمكن ان يبقى لـ 3 دقائق من دون اوكسجين، و3 أيام بدون ماء و3 أسابيع بلا طعام، وهذا مرتبط بعمر الشخص وجنسه وصحته. ويمكن للإنسان ان يبقى بلا ماء من 3 الى 5 أيام، وبلا طعام من 3 أسابيع الى 70 يوما”. وأشارت الى “ان الماء يبقى أهم من الغذاء وقد يهلك الانسان إذا لم يتناوله لأكثر من 3 أيام متتالية، اما إذا شرب حوالى 500 ملم في اليوم، فيمكنه ان يقاوم لـ 7 أيام، وهذا الامر يعتمد على الكمية التي يرتشفها، وهنا نعني أيضا الماء الموجود في الطعام”.

وأردفت “في حال لم يحصل الانسان على الكميات الكافية من الغذاء، فإن الجسم يبدأ باستخدام الدهون المخزنة كمصدر للطاقة، وهذا سيؤدي الى تكسير العضل والنحافة وظهور العوارض الأخرى، مثل وجع الرأس والتعب ويصبح عرضة للعدوى، ومعظم الذين يعانون من سوء في التغذية بسبب الحروب، يموتون نتيجة اصابتهم بالالتهابات”.

وشرحت مفصّلة: “إذا امتنع الانسان عن الطعام بشكل كلي لمدة 3 أسابيع، فإنه يحرق كل ما كان يخزنه وهذا يخرّب الجسد واجهزته، وفعليا يكون قد تلاشى من الجوع. اما إن كان يستهلك بشكل متقطع من 200 الى 800 وحدة حرارية في اليوم، فقد تزيد فرص نجاته من موت محتّم، لكن يكون عرضة للمشاكل الصحية، التي من المحتمل ان تساهم في تقصير حياته مثل: مشاكل في الكلى، عدم انتظام دقات القلب، نشاف في الجسم والعيون”.

واكدت “ان الجسم يحتاج الى كل العناصر الغذائية، لكن الغلوكوز الموجود في النشويات مهم جدا للأعضاء لتقوم بوظائفها بشكل جيد خاصة الدماغ، وتعتبر الدهون مصدرا رئيسيا للطاقة المرتفعة أي ما يوازي 9 وحدات حرارية في الغرام الواحد”. وأشارت الى “ان المواطنين في الحرب السورية ركزوا على البطاطا كمصدر نشويات، حتى وان أُكلت نيئة وبقشرتها التي تحتوي على الالياف، إضافة الى الزعتر البري والزيت الغني بالدهون، وبذلك يكون الشخص قد حصل على مصدر طاقة للأعضاء والدهون لزيادة السعرات”.

وختمت قصابيان قائلة “في ظل الاضطرابات الامنية في منطقة الشرق الأوسط عموما، لا يمكننا ان نفكر في البروتينات لان هدفنا البقاء احياء. اما بالنسبة لأهالي غزة فيمكنهم ان يعتمدوا على الكميات المخزنة من المونة، مثل: الأرز والحبوب كون هذه الأنواع لا تتأثر بالعوامل الطبيعية، الى جانب المعلبات والفواكه، وهناك بعض الأنواع البرية التي يمكن اكلها الى جانب الخضراوات التي تنبت في الأرض، ويمكن تناولها مع اوراقها وجذورها التي تحتوي على المعادن”.

واعتبرت اختصاصية التغذية كاتيا قانصو “أن الإنسان الذي يتمتع بصحة جيدة وفي مقتبل العمر، يمكنه الامتناع عن الماء لمدة تتراوح ما بين 3-8 أيام، وعن الطعام لمدة تصل إلى 8 أسابيع، ما دام لم يتزامن ذلك مع الحرمان من الماء. لكن ذلك لا ينطبق على الجميع، حيث يمكن أن يبقى البعض وفقا لحالتهم الصحية والبدنية لأكثر من ذلك، وقد يموت آخرون في أقل من هذه المدة”.

واوضحت عبر “الديار” انه “أثناء المجاعة أو الظروف الطارئة، من المهم تناول الأطعمة التي توفر العناصر الغذائية الأساسية للبقاء على قيد الحياة. ومن هذه الأطعمة الحيوية التي تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية:

– أولا: الحبوب والمواد النشوية: كالأرز، الشوفان، القمح والذرة.

– ثانيا: المصادر البروتينية مثل: البقوليات (فول، عدس، حمص)، التونة المعلبة، الفاصوليا واللحم المعلب (إن أمكن).

– ثالثا: منتجات الألبان والمنتجات البديلة: كالحليب المجفف والجبن المجفف.

– رابعا: الخضراوات والفواكه المجففة: كالتمر، الزبيب والحبوب الكاملة (مثل الشوفان).

– خامسا: الزيوت والدهون: ونقصد هنا زيت الزيتون وزيت الذرة.

– سادسا: الملح والسكر: يجب استخدامهما بحذر وفقا للحاجة الفعلية.

– سابعا: المياه: يجب التأكد من ان المياه المتوافرة نظيفة وآمنة للشرب.

– ثامنا: الأرز الأبيض: يعتبر مصدرا للكربوهيدرات، وهو عامل رئيسي كوقود للجسم، بالإضافة إلى ذلك فإن العديد من أنواع الأرز الأبيض، مدعمة بفيتامينات B التي قد تساعد في دعم مستويات الطاقة أيضاً”.

وعن كيفية الاعتناء بالأطفال قالت: “بالنسبة للرضع أثناء المجاعة أو الظروف الطارئة، يجب العمل على توفير التغذية الأساسية لهم لضمان بقائهم على قيد الحياة. لذلك يمكن الاستفادة من النصائح الاتية:

1- الرضاعة الطبيعية (إن أمكن) كونها توفّر التغذية الأساسية والمياه اللازمة للرضيع.

2- حليب الأم الصناعي: إذا لم تتوافر الرضاعة الطبيعية، يجب استخدام حليب الأم الصناعي كبديل، على ان يحضّر وفقاً للتعليمات الصحيحة.

3- التغذية بالملعقة: إذا لم يكن الرضيع قادراً على الرضاعة أو شرب حليب الأم الصناعي، يمكن إطعامه بواسطة ملعقة، كما يمكن تحضير طعام سائل خفيف مثل حساء الأرز أو الشوربة المخففة.

4- المياه النظيفة: ينبغي التأكد من وجود مياه نظيفة وآمنة للرضيع لمنع الجفاف”.