Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر May 27, 2024
A A A
وحسمها فرنجيه.. للرئاسة!
الكاتب: الاعلامي سركيس كرم - موقع المرده

“ليترشح الاقطاب وليصل من لديه الحيثية” قالها رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه بحزم ووضوح في إطلالته التلفزيونية على “الجديد”.
ولم يكتف بذلك، بل أعلنها بصراحته المعهودة “لا احد بامكانه المزايدة علينا بحيثيتنا وبمسيحيتنا وبوطنيتنا”.
انها الإطلالة التي وضع فيها المرشح الرئاسي الأبرز والأوحد أكثر من أي يوم مضى النقاط على كل الحروف، وتناول فيها كل المسائل وكل القضايا. ومد فيها يديه من جديد للجميع بما في ذلك أشد الرافضين لوصوله الى رئاسة الجمهورية.
مواقف فرنجيه معروفة وثابتة لأن الرجل لا يبدّل ولا يغيّر وفقاً لمصالح ضيقة وغايات آنية، لكنه هذه المرة “تحدى” معارضيه من “الأقطاب المسيحيين” ودعاهم للنزول الى المجلس النيابي والترشح ومنافسته على رئاسة الجمهورية، ولينتصر من يحظى بالحيثية الوطنية الكاملة وليس المجتزأة، وعندها لا بد من أن تنتهي أسطورة “التمثيل المسيحي” وتنكسر أسطوانة الإداعاءات “السيادية”، ويتم بالتالي إنتخاب الرئيس الذي يمثل إرادة الأكثرية الوطنية الراغبة في حماية العيش الواحد ووحدة لبنان.
“تحدي” فرنجيه لم يأت من إندفاعة حماسية غير محسوبة، وإنما من قراءة منطقية تؤكد بالأرقام والتوجهات أن “الأقطاب” الذين يزعمون أنهم الكبار في طوائفهم عددياً لن يحصلوا في أحسن الحالات إلا على أصوات نواب كتلهم مع عدد قليل من الأصوات الإضافية، بينما سيحصل فرنجيه على أصوات من طائفته ومن سائر الطوائف كما كانت الحال مع ال51 صوتاً الذين صوتوا له وكانوا يمثلون كل المكونات اللبنانية.
ومن المؤكد أنه بعد تأمين النصاب في الجولة الأولى لن يحصل أي من المرشحين على الثلثين وستذهب الجلسة الى جولات التصويت الأكثري، وهنا سيظهر من يمتلك حقاً الحيثية الوطنية.
إطلالة فرنجيه ومواقفه حسمت مرة ولكل المرات أفضليته وأحقيته وحيثيته الوطنية والمسيحية التي تضعه في المقعد الأمامي كمرشح يتمتع بجدية الطروحات وعقلانية الحلول، وبتأييد غالبية الشعب اللبناني من مختلف المكونات. ومما لا شك فيه أنه ما من أحد من بين أصحاب “التمثيل” والكتل الكبيرة يستطيع أن يزعم أنه يحظى بما يحظى به فرنجيه من تأييد وتعاطف على مساحة الوطن.
لقد حسمها فرنجيه، وقد عكست إطلالته طلة فخامة رجل الدولة الصادق والواقعي الذي يحتاجه الوطن والناس.
لقد حسمها فرنجيه بأنه سيكون رئيس الجمهورية القادم لأنه فعلاً ما من أحد يقدر ان يزايد عليه لا بمسيحيته ولا بلبنانيته ولا بعروبته ولا بمعرفته للطرق التي يتعين سلوكها لبلوغ الحلول المنشودة.
لقد حسم فرنجيه مصير الرئاسة لمصلحته لأنه يعطي ولا يأخذ، يجمع ولا يفرق، يسامح ولا ينتقم، يمد اليد ولا يتقوقع، يحاور ولا يفرض، يفاوض ولا يحاول إلغاء الغير..
حسمها لأن مواقع المسؤولية في لبنان وبكل بساطة باتت بأمس الحاجة الى الكثير من الصدق والشفافية والشهامة والعزيمة والسيادة الفعلية.
حسمها فرنجيه لأنه كما نعرف هنالك كثيرون يتقنون لغة الشعبوية والمزايدات.. أما هو فلا يتقن سوى لغة الصدق والواقعية والرؤية الإنقاذية…