Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر May 4, 2018
A A A
وجود فيرغسون ذكّر فينغر بأن أيام مجده قد ولّت
الكاتب: جيمي جاكسون - الشرق الأوسط

مزح آرسين فينغر بخصوص الاستقبال الذي حظي به قبل الهزيمة التي مني بها بنتيجة 2 – 1 أمام مانشستر يونايتد، موضحاً أن هذا الدفء بسبب أنه لم يعد يشكل خطراً. كان فينغر، الذي ينهي 22 عاماً قضاها في تدريب آرسنال بنهاية الموسم، قد تولى إدارة الفريق للمرة الأخيرة على ملعب استاد «أولد ترافورد» معقل مانشستر يونايتد. واحتفاءً بهذه المناسبة، قدم السير أليكس فيرغسون نيابة عن مانشستر يونايتد مزهرية إلى المدرب الفرنسي البالغ 68 عاماً.

وفي سؤال له حول رأيه في التحية التي نالها من الجماهير لدى سيره على امتداد خط التماس، أجاب فينغر: «عندما تتوقف عن كونك مصدر خطر، يحبك الناس»، وقال: «أشعر بالامتنان لمانشستر يونايتد للفتة اللطيفة. هذه المرة الأولى التي أحصل فيها على تكريم قبل انطلاق مباراة. هذه لفتة راقية للغاية منهم».

وخلال المباراة، استعان فينغر بتشكيل أساسي للفريق يفتقر إلى الخبرة ويعد الأصغر في تاريخ النادي منذ آب 2011. وبعد أن خسر بسبب هدف بالرأس أحرزه مروان فيلايني، أعرب فينغر عن اعتقاده بأنه بغض النظر عمن سيخلفه، فإنه سيتولى تدريب فريق قوي.

وقال فينغر: «سيشاهد خليفتي هذه المباراة، وآمل أنه سيخلص منها إلى نتيجة إيجابية، لأنني أعتقد أن هذا الفريق يمثل مستقبل آرسنال. لدينا فريق صغير السن للغاية ويقدم أداء إيجابياً». وأوضح: «يشعر اللاعبون بالانهيار لأنهم قدموا كل شيء وسقطوا في الدقيقة الأخيرة. كان هناك كثير من علامات الاستفهام إذا رغبنا حقاً في التحلي بالقوة الكافية للقتال، لكن يبقى مستوى جودة الأداء رفيعاً، وكذلك الروح المعنوية، وأبدى كثير من اللاعبين روح الإصرار. وقد شعرنا بالإرهاق بعض الشيء خلال الدقائق الـ20 الأخيرة من المباراة، وكنا تحت ضغط بعض الشيء. موجز المباراة أن النتيجة كانت سلبية، لكن الأداء جاء إيجابياً».

كان بول بوغبا قد افتتح الأهداف في الدقيقة الـ16 قبل أن ينجح لاعب خط الوسط الأرميني هنريخ مخيتاريان في تسجيل هدف التعادل في الدقيقة الـ51. ورغم أن الفوز يؤهل مانشستر يونايتد لإنهاء الموسم في المركز الثاني بين أندية الدوري الممتاز بإجمالي 77 نقطة مع 3 مباريات متبقية، فإن إصابة القدم التي تعرض لها المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو في وقت لاحق خلال النصف الثاني من المباراة تثير القلق لناديه، خصوصا فيما يخص مباراة نهائي بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي المقررة في 19 أيار الحالي.

من جانبه، قال مدرب مانشستر يونايتد، جوزيه مورينيو عن اللاعب: «لا أدري كيف حاله. بالنسبة له، فإنه لا يروق له البقاء بعيداً عن الملعب، فهو يرغب في المشاركة طيلة الوقت ولا يصيبه الإرهاق قط. وعندما قال: (عليك تبديلي على الفور)، كان ذلك لأنه عاجز عن اللعب. إلا أنه لا تزال هناك 3 أسابيع أخرى حتى النهائي. وتكمن المشكلة في قدمه». وأضاف: «آمل ألا تكون إصابته على درجة تستدعي غيابه عن مباراة لا يزال يفصلنا عنها 3 أسابيع، لكنني لا أعلم على وجه اليقين. عندما يتعرض لاعب ما للإصابة، لا أميل على الفور إلى الأخبار الجيدة أو السيئة».

وفي ما يخص فيلايني، الذي ينتهي تعاقده في حزيران المقبل، بدا مورينيو إيجابياً. وقال: «نحن الآن نقف على أعتاب إبرام اتفاق جديد، لكن في عالم كرة القدم تبقى كلمة (على أعتاب) غير كافية. تظل الحقيقة، مع ذلك، أننا أوشكنا على توقيع اتفاق جديد مع اللاعب؛ وأود أن أرى العقد بعيني مع مسؤولي النادي وعليه توقيع إد وودورد، نائب الرئيس التنفيذي لمانشستر يونايتد، قبل أن أشرع في الاحتفال».

في المقابل، يواجه فينغر مخاوف تتعلق بإصابات في صفوف لاعبيه قبل مباراة الذهاب في دور قبل النهائي ببطولة الدوري الأوروبي في مواجهة أتليتكو مدريد، هذا الأسبوع. وقال فينغر: «سحبت مخيتاريان إلى خارج الملعب بسبب تعرضه لإصابة بسيطة في ركبته، بينما يعاني حارس المرمى الكولومبي أوسبينا من مشكلة، ويعاني المهاجم النيجيري أليكس أيوبي كذلك من مشكلة في العرقوب. هل يعني ذلك أنه قطعاً لن يشارك، الخميس؟ لا».

وعودة إلى فينغر وفيرغسون، فقد نال فينغر استقبالاً حاراً بينما كان يخطو بخطوات كبيرة على امتداد خط التماس داخل ملعب أولد ترافورد، انتهى بتبادله العناق مع فيرغسون الذي كان في انتظاره. وقد حدث ذلك في منطقة بين المكانين المخصصين لجلوس أفراد الفريقين الفنيين لآرسنال ومانشستر يونايتد.

من جانبه، أبدى جوزيه مورينيو شكه فيما إذا كان المدرب الفرنسي قد استمتع بهذه اللحظة. وقد بدا المدرب البرتغالي متردداً إزاء الانضمام للرجلين مع احتشاد المصورين لالتقاط صور تذكارية لهما، لكنه انضم إليهما أخيراً للحظة وجيزة. وقد عزز ذلك الشعور بأن فينغر كان الشخصية الأولى في المواجهة بين الغريمين، خصوصا عندما نال مزهرية هدية من مدرب اعتزل التدريب منذ 5 سنوات حتى الآن.

ويعتقد فيرغسون أن العلاقة بينه وبين فينغر «صاغت شكلا معينا للدوري الإنكليزي» عندما كان الاثنان خصمين لدودين. قبل المباراة خالج مورينيو الأمل في أن يقترب مانشستر يونايتد من ضمان إنهاء الموسم في المركز الثاني، وأمل فينغر في أن يترك ذكرى ذهبية أخيرة لجماهير آرسنال. أما الذكرى الذهبية التي لا تزال محفورة في الأذهان بقوة حتى اليوم بخصوص مواجهات الفريقين فهي بالتأكيد الهدف الذي سجله الجناح الفرنسي سيلفيان ويلتورد في ايار 2002 والذي اقتنص آرسنال بفضله اللقب خلال أيام مجد فينغر. وانتهى الموسم كذلك بحصول المدرب الفرنسي على بطولتين للمرة الثانية في تاريخه مع النادي.

وإذا كانت الأعوام الـ14 المتعاقبة التي غاب خلالها درع بطولة الدوري الممتاز عن آرسنال السبب وراء رحيل فينغر اليوم بعد 22 عاما مع النادي، وذلك في منتصف مايو، فإن هذه المباراة كانت فرصة أمام فينغر لتحقيق إنجاز أخير أمام خصمه اللدود. ومن بين المؤشرات على الانحسار الذي حدث في عهد فينغر، حقيقة أن آرسنال حقق فوزاً واحداً على أرض «أولد ترافورد» منذ فوز عام 2002، وكان ذلك خلال المباراة التي انتهت بفوز آرسنال بنتيجة 1 – 0 بفضل هدف للمهاجم التوغولي إيمانويل أديبايور وذلك في أيلول 2006.

وبدت إمكانية إحراز فوز رابع في جميع المسابقات – كان الثالث في آذار 1998 – مستبعدة مع انطلاق مباراة الأسبوع الماضي. وبدا آرسنال ضعيفاً في المجمل على نحو بالغ، وضم في صفوفه المدافع اليوناني الجديد كونستانتينوس مافروبانوس البالغ 21 عاماً. وفي الوقت الذي شن فيه ضغطاً على مانشستر يونايتد لفترة وجيزة في بداية المباراة، ظهر فينغر في الدقيقة الـ16 للحديث إلى لاعبيه عبر خط التماس بعدما سجل بول بوغبا هدف التقدم لمانشستر يونايتد.

ودفع الهدف الجماهير صاحبة الأرض للغناء بنبرة متهكمة: «آرسين فينغر… نود أن تبقى». في المقابل، ردت الجماهير الزائرة بهتافات: «آرسين فينغر فاز بالدوري هنا». وردت الجماهير المقابلة بهتافات: «20 مرة 20 مرة مانشستر يونايتد» في إشارة إلى أيام المجد الغابر عندما كان الفريقان أقوى قوتين متناحرتين على مستوى الدوري الممتاز.

وتمثل التحدي الأكبر أمام فينغر هذا الموسم في استعادة المشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا من خلال الفوز بلقب المسابقة الأوروبية الثانية. أما التحدي أمام مانشستر يونايتد فتمثل في تحقيق أعلى عدد نقاط مع إنهاء الموسم في المركز الثاني وذلك منذ الفوز الـ20 الذي تحقق خلال الموسم الأخير لفيرغسون. في المقابل، فإن من أكبر تداعيات أفول نجم آرسنال تحت قيادة فينغر كان فقدان الفريق أي شخصية مميزة. ورغم أنه كان يضم ذات يوم كوكبة من كبار النجوم أمثال إيان رايت وباتريك فييرا ودينيس بيركامب، أصبح الفريق اليوم مفتقراً إلى أي شخصية مميزة في صفوف الفريق.

ورغم التغييرات الثمانية التي أدخلها فينغر على الفريق استعداداً لرحلة مدريد في إياب نهائي بطولة الدوري الأوروبي، فإنه كان لا يزال بمقدوره اختيار هنريخ مخيتاريان وبيير أميرك أوباميانغ وأليكس أيوبي وهيكتور بيليرين وغرانيت زاكا.

إلا أنه بحلول منتصف الوقت، بدا أن هذه مباراة أخرى من الأداء الواهن تحت قيادة فينغر. لدى انطلاق المباراة، حظي فينغر بتأييد قوي كان غائباً من جانب الجماهير خلال الهزيمة التي مني بها أمام وستهام يونايتد بنتيجة 4 – 1 على أرض «استاد الإمارات». وبعد فترة، نجح الفريق في إعطاء فينغر ما يريده في صورة هدف التعادل الذي سجله مخيتاريان الذي انتقل من مانشستر يونايتد إلى آرسنال في كانون الثاني الماضي من خلال كرة رائعة أطلقها مرت أمام حارس مرمى مانشستر يونايتد ديفيد دي خيا.

وسعياً وراء الفوز، استغنى مورينيو عن جيسي لينغارد وأندير هيريرا مقابل الاستعانة بأنتوني مارسيال ومروان فيلايني. ونجح الأخير في تسجيل هدف الفوز في الوقت الإضافي.

من جانبه، أكد فيرغسون أن فينغر ستبقى مكانته محفورة في تاريخ الدوري الممتاز بفضل روعة أداء الفرق الأولى في مسيرته. ومع هذا، يبقى ذلك على أرض واقع كرة القدم مجرد حديث عن التاريخ الغابر. ورغم ترديد جماهير آرسنال هتافات مؤيدة لفينغر أكدت فيها أن «هناك آرسين فينغر واحد فقط»، فإن الحقيقة أن آرسنال كان لديه اثنان: فينغر خلال الحقبة من 1998 – 2004، وآخر جاء بعده. وجاءت الهزيمة الأخيرة لتدعم هذه الفكرة.

وقال فيرغسون في تصريحات نقلها عنه الموقع الإلكتروني ليونايتد: «ثمة أندية كبيرة ومنافسة رائعة في الدوري الإنجليزي الممتاز الآن، إلا أن منافسة يونايتد وآرسنال كانت رائعة لصالح اللعبة. هي صنعت الدوري الممتاز». وأضاف: «تقريبا كل مباراة لعبناها ضد آرسنال، كان ثمة أمر ما على المحك. كانت ثمة مواجهات لوجود مدربين وفريقين يتنافسان على جائزة واحدة: لقب الدوري الإنجليزي الممتاز». وتابع: «خلال عهدي، خضنا في بعض الجدالات، إلا أنني لطالما احترمت الرجل لأنه قام بعمل مذهل في ناديه». وقاد فينغر آرسنال إلى سلسلة ألقاب أبرزها لقب الدوري الإنجليزي 3 مرات (1998، 2002، و2004).

وقال فينغر إنه سيشعر «بالاندهاش» لو استمر في العمل بالدوري الإنجليزي الممتاز الموسم المقبل رغم أنه لم يفكر بعد في أي خيارات متاحة بعد الرحيل عن ناديه اللندني الحالي في نهاية الموسم الحالي. وسيترك فينغر آرسنال في نهاية الموسم بعد قضاء نحو 22 عاما في المنصب وبعدما أصبح أنجح مدرب في تاريخ النادي بالدوري الممتاز.

وتعرض فينغر لسؤال عما إذا كان يتوقع مواجهة مورينيو مجددا بصفته مدربا، وقال: «لا أعرف بكل أمانة. هو سيكون في مانشستر يونايتد العام المقبل بكل تأكيد، وأنا لا أعرف أين سأكون. عملت على أعلى المستويات لمدة 35 عاما دون توقف، وأعتقد أني الوحيد الذي فعلت ذلك. أنا في مرحلة غموض حاليا. هل أحصل على راحة؟ سأشعر بالاندهاش لو واجهته العام المقبل».

وتقدم فينغر بالشكر لمشجعي يونايتد بسبب استقباله الحافل. وقال المدرب الفرنسي: «عندما لا تمثل خطرا يحبك الناس. أشكر مانشستر يونايتد لأنه قدم لفتة جيدة. هذه أول مرة أنال فيها جائزة قبل المباراة. هذا أمر رائع».

ويأمل فينغر في إضافة لقب أخير لسجله مع آرسنال قبل الرحيل، لكنه إن حدث؛ فسيكون لقبه الأوروبي الأول مع النادي. وسيلعب آرسنال مع أتليتكو مدريد في إياب الدور قبل النهائي للدوري الأوروبي اليوم الخميس بعد التعادل 1 – 1 في لندن.
*

المدرب الفرنسي أثنى على تكريمه من جانب رموز مانشستر يونايتد خصمه اللدود