Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر November 1, 2017
A A A
والدة شادي المولوي: إبني ضحية بعض مشايخ طرابلس
الكاتب: دموع الأسمر - الديار

«نزلوا شادي عن ضهركم» هكذا واجهتنا والدته بدموع القلق والخوف على ولدها الذي وفرت له افضل تربية وفي مدارس «الفرير» وبدمع العين هي ووالده الذي توفي السنة الماضية حزينا على ما آل اليه وضع ولده المتواري منذ احداث التبانة في عين الحلوة.

لم يخطر ببال الوالدة الحائزة على «دبلوم» تمريض من فرنسا ان يكون ولدها الذي ربته احلى تربية كما تقول ابرز المطلوبين الفارين بتهمة الارهاب. وهو الشقيق الثاني بعد شقيقه نزار الذي سلم نفسه عند بدء الخطة الامنية واوقف ثم افرج عنه وشقيقة متخصصة من كلية الاداب في الجامعة اللبنانية.

شادي الذي وصل الى القسم الثاني ثم انخرط بعمر الـ 18 في الجيش اللبناني لحوالى تسعة اشهر ثم غادر المؤسسة العسكرية ليبدأ بتلقي دروسا دينية لدى الشيخ داعي الاسلام الشهال الى حين توقيفه في العام 2007 اثر احداث نهر البارد بتهمة الانتماء الى «فتح الاسلام»، وسجن لمدة سنتين.

تؤكد الوالدة ان شادي وولديها الاخرين نزار وجنى تربوا تربية غير متزمتة وكان والدهم يتابعهم ويحذرهم من الانخراط في اي تنظيم ديني، ولكن البيت بالاجمال كاي بيت مسلم هو بيت متدين يمارس الجميع الشعائر الدينية دون تطرف بل ان المنزل الذي كانوا يقيمون به في القبة تميز بالجيران من مسيحيين وعلويين والعلاقة معهم استمرت مميزة.

تعتبر والدة شادي السيدة غزوى هاجر ان ولدها هو ضحية بعض المشايخ وبعض سياسيي طرابلس. بعض المشايخ الذين غرروا بولدها الشاب وورطوه ثم تخلوا عنه وبعض السياسيين الذين مولوه وسلحوه. ورغم ذلك فانه لم ينخرط في معارك التبانة جبل محسن باي معركة ضد الجيش اللبناني. ولكن انخرط في المعارك ضد جبل محسن بعد الشحن والتجييش اللذين تلقاهما على ايدي بعض المشايخ.

تذكر الوالدة غزوى ان والده المرحوم كان دائما يقول لشادي لا تحلموا باقامة «امارة اسلامية» لان لبنان متعدد الطوائف والمذاهب ونعيش كلنا مسلمين سنة وشيعة ودروز وعلويين ومسيحيين في بلد واحد. فلا يمكن ان تقوم قائمة لامارة اسلامية بل ان والده كان يتتبعه وعلى خوف ان يتورط ابنهم ولكن تقول الوالدة حين يكبر الولد لا نعد نستطيع ضبطه.

تؤكد السيدة غزوى ان ولدها شادي قد غادر عين الحلوة منذ اكثر من اسبوعين وانها كانت دائمة الدعاء له بالتوفيق والنجاة، وعند وصوله الى الحدود التركية اتصل بها مطمئنا اياها بوصوله بخير بسبب دعائها له.

وتشرح التفاصيل عن ولدها ان شادي كان مدللا وعاشوا في بيئة مختلطة فيها المسيحي والشيعي وانه حين التحق عام 2005 بالجيش اللبناني لانه احب فتاة وشاء ان يؤمن مستقبله لكي يتزوج ولم يحصل النصيب ثم ترك الجيش وبدأ يعمل مع اخواله في بيع الادوات البلاستيكية بعد وصوله الى البكالويا القسم الثاني دون ان يكمل تعليمه. ثم عمل مع خال له في مكتبة في ساحة النجمة وفي العام 2007 بدأ يتلقى الدروس الدينية عند الشيخ داعي الاسلام الشهال لانه كان يريد ان يصبح شيخا ومنذ ذلك الوقت بدأ يظهر التغيير الفكري على شادي والتشدد والالحاح عليّ وعلى شقيقته بالحجاب الشرعي.

وبعد فترة اسسنا له محلا في محلة القبة لبيع اكياس النايلون ويبدو انه في هذا المحل تردد عليه متطرفون فتغير شادي كثيرا. ثم اوقف العام 2007 بتهمة الانتماء الى «فتح الاسلام» وسجن لسنتين ويبدو انه تعرف في السجن على موقوفين اسلاميين فخرج من السجن اكثر تشددا واكثر تطرفا.

وتتابع السيدة غزوى انها هي من تنفق على زوجته واولاده الثلاثة الذين يقيمون في القبة بعد عودتهم من عين الحلوة. ثم نقلت اليه حين كان في عين الحلوة حصته من ميراث والده الذي توفي العام الماضي وحين عدت سمعت الناس يقولون ان شادي يرتدي حزاما ناسفا وانا اؤكد لهم ان هذا الكلام غير صحيح. تقول انه حين اتصل بها مؤخرا تمنت عليه عدم التورط من جديد وقالت له ان خروجك من التبانة الى عين الحلوة كان معجزة وخروجك من عين الحلوة ايضا كان معجزة فرجاء ابتعد عن كل المشاكل وكل ما يورطك من جديد وهي لا تسامح من ورطه في كل هذه الاحداث.

تستبعد السيدة غزوى ان يكون ولدها قد خرج من عين الحلوة بصفقة ولم يخبرها شادي بنيته الخروج من عين الحلوة وهو لا يؤمن بنهج «داعش». وتتمنى ان يحصل في لبنان عفو عام وان يشمله هذا العفو كي يعود الى عائلته فاولاده في كل يوم يسألون عن والدهم، وترجو ان يستقر ولدها في بلد عربي او اوروبي بعيدا عن كل المشاكل.

وتتذكر السيدة غزوى انها كانت تزور ابنها فـي التـبانة قبل ان يغادرها وفي كل مرة كانت تسأله عما اذا كان واجه الجيش وحاربه فكان يجيب في كل مرة بالنفي وان ما تسمعه عن مواجهته للجيش مجرد اكاذيب. ولكن تقول يا ريت سلم نفسه للدولة من اجل التسوية لكان اليوم قد عاد ليكون بجانب عائلته واولاده. وتؤكد ايضا ان ولدها لم يكن يملك الاموال والدليل ان نفقات عائلته كانت منها.

وتقول ان البيت الذي تربى فيه شادي كان فيه جو مختلط وان لامشكلة لها مع الطائفة الشيعية بل انها كانت في السابق تستمع الى السيد حسن نصر الله اما اليوم فلا تسمعه لانه يعتبر ان ولدها ارهابي وتسأل اذا كانوا اولادنا ارهابيين فماذا عن شباب الشيعة الذين يقاتلون في سورية، هذا ما كان يقوله شادي لها.

ايضا لا تكره هي والعائلة بقية الطوائف لان العائلة ترعرعت في جو منفتح. ثم تؤكد ان شادي لم يتورط بدماء احد. ولكن لا تنفي تشدده وتطرفه حسب ما تلقاه من تعليم ديني لدى بعض المشايخ.