Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر June 8, 2018
A A A
واشنطن بوست: إيران الفائز الوحيد في الأزمة الخليجية
الكاتب: منال حميد - الخليج أونلاين

قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، إنه بعد عام على الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين على قطر في الخامس من حزيران 2017، فإن الرابح الوحيد من هذه الأزمة هي إيران التي تبدو بمظهر المنتصر. وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة الخليجية “بمنزلة صداع استراتيجي في رأس واشنطن، التي تريد فرض عقوبات اقتصادية على إيران، وهي بحاجة إلى مساعدة حلفائها في الخليج العربي الذين يجب أن يكونوا متحدين”.

وأضافت الصحيفة أن الأزمة الخليجية التي مضى عليها عام كامل، “أربكت إدارة الرئيس دونالد ترامب، وسببت صدعاً جديداً في الشرق الأوسط”، موضحة أن الصراع الخليجي – الخليجي “متجذر؛ بسبب خلافات قديمة للعائلات الحاكمة، وأيضاً بسبب الصراع الإيديولوجي الأوسع، فلطالما انتقدت الرياض وأبوظبي، الدوحة بسبب سياستها الخارجية المستقلة، كما استنكرت تغطيات قناة الجزيرة التي تمولها الحكومة القطرية، واتهمت الدوحة برعاية التطرف الإسلامي”.
رفض القطريون هذه الادعاءات، وتجاهلوا المطالب التي قدمتها الدول الأربع، السعودية والإمارات ومصر والبحرين، وعوَّضت قطر النقص الحاصل في إمدادات الغذاء بسبب الحصار، مستفيدة من ثروتها الضخمة، كما فتحت خطوط نقل جديدة مع كل من سلطنة عُمان والكويت وتركيا وإيران، تقول الصحيفة.

ويقول الباحث في السياسة الخارجية، حسن حسن، إنه وعلى الرغم من أنه لم يحدث تحول كبير في سياسات قطر الخارجية عقب الحصار، فإن المراقبين الغربيين “يمنحون الدوحة أفضلية في صراعها مع جيرانها الخليجيين”. وأضاف: “لطالما استاءت الرياض وأبو ظبي من الدوحة بسبب دعمها للأحزاب الإسلامية الشعبوية، لا يمكن لقطر أن تضع نفسها في مكانها الداعم للقضايا الشعبية العربية والمسلمة، بدلاً من تحقيق مكاسب جيوسياسية وقتية، ساخرة بذلك من الملكيين المعادين للتغيير”. وتابع حسن: “العرب في الشرق الأوسط باتوا ينظرون إلى الدول الأربع على أنها دول استبدادية، تقود مؤامرة ضد تطلعات الشعوب العربية التي خرجت بثورات الربيع العربي عام 2011”.

من جهته اعتبر سلطان بركات، الباحث في جامعة يورك والزميل السابق بمعهد بروكينجز، أن “الدوحة رفضت طيلة سنة الحصار الانزلاق نحو الانتقام التافه، لقد تمتعت قطر بمكانة أخلاقية عالية، ورفضت الانخراط في دبلوماسية معلبة، وحاولت اتباع القانون في تعاملها، لقد نجحت في تحويل الرأي العام لمصلحتها”.

ورغم وجود إجماع دولي يقف مع قطر في حصارها، دعا وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مقالة له بصحيفة نيويورك تايمز، دول الحصار إلى التحلي بالمسؤولية ووضع حد لهذا الأمر، مؤكداً أن الحصار المفروض على بلاده يُنظر له على نطاق واسع على أنه حصار تحت ذرائع وحجج زائفة، وأنه قوض استقرار الشرق الأوسط، وأن هذه الأزمة لا رابح فيها، وعلى دول الحصار أن تتخلى عن أوهام الانتصار، وتعطي الأولوية للمصالح الأمنية في الشرق الأوسط.

بعد عام من الحصار، لا يبدو أن هناك أفق حل قريباً، بحسب الصحيفة، “فالسعوديون والإماراتيون يرغبون باستمراره إلى أجل غير مسمى، ورغم أن المخاوف من اندلاع نزاع أكبر قد انتهت فعلياً، فإن المعارك على الإنترنت لا تزال مستعرة، فقد انخرطت الدوحة والرياض هذا الأسبوع في حرب كلامية على خلفية مساعٍ قطرية للحصول على منظومة دفاع “إس 400″ من روسيا”.

بالنسبة لواشنطن فإن الأزمة الخليجية بمنزلة “صداع غير مرغوب فيه”، فهي أزمة أدت إلى تهميش دول مجلس التعاون الخليجي كمنظمة فعالة يمكن أن تعمل أميركا معها، بحسب ما كتبه جيرالد فييرستين، الدبلوماسي السابق والخبير في شؤون الخليج بمعهد الشرق الأوسط، مضيفاً، في مقال له بصحيفة “وورلد فيو”، أن “الأزمة كشفت انقسامات يمكن أن تستغلها إيران”.

عملياً تحتفظ قطر بخياراتها المفتوحة، تقول الواشنطن بوست؛ فقد أعلن وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، خالد العطية، في مؤتمر أمني بسنغافورة، أن بلاده لن تغذي حرباً على إيران، ما يعني فعلياً أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على شن حرب على إيران من قاعدتها في قطر.
*

العرب في الشرق الأوسط باتوا ينظرون إلى دول الحصار على أنها دول استبدادية