Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر December 4, 2018
A A A
… وإما على البلد وأهله السلام..!
الكاتب: نون - اللواء

فتنة الجبل تمّ وأدها في المهد، وكنا نتمنى، مع بقية اللبنانيين، أن يمرّ القطوع الأمني من دون إراقة نقطة دم واحدة، ومن دون سقوط محمد بو دياب ضحية الإشكال الذي حصل في بلدة الجاهلية.
عائلة بو دياب ورفاقه اعتبروا أن دماءه أنقذت الجبل من فتنة، وحالت دون وقوع الأسوأ على مستوى البلد كله، ولكن حتى يتحقق هذا الأمر فعلاً، ولا يبقى قولاً، لا بدّ لأهل العقل والحكمة أن يأخذوا المبادرة بالتحرّك، والعمل على تطويق التداعيات، والحؤول دون العودة إلى اللعب بنيران الفتنة، لأنه وعلى طريقة المثل الشعبي المعروف «ليس في كل مرّة تسلم الجرّة»!
لا نخال أن ثمة مصلحة لأي طرف سياسي أو حزبي بتوريط البلد في صراعات نارية ودموية، وإعادة عقارب الساعة إلى توقيت الحروب العبثية، التي دفع الوطن، ومعه كل اللبنانيين، أثمانها الغالية، وما زالوا يتحملون نتائج أوزارها حتى اليوم، رغم مرور ثمانية وعشرين عاماً على طيّ صفحة الاقتتال البغيضة.
ولا أحد يستطيع أن يتحمّل، أمام الوطن والتاريخ، مسؤولية الإطاحة بما تبقى من التسوية السياسية التي أخرجت البلد من دوامة الفراغ الرئاسي، وضرب مسيرة العهد الحالي، وإنهاء كل ما يتردد عن «العهد القوي»، الذي ما زال ينتظر ولادة حكومته الأولى.
وإذا أضفنا إلى كل ما سبق، حراجة الأوضاع الاقتصادية، والتي وصلت إلى شفير الانهيار المالي المدمر، ندرك حجم المخاطر المحدقة بالبلد، وبكل اللبنانيين، ومن دون أي تمييز سياسي، أو طائفي، ولا مناطقي، في حال الاستمرار في سياسة العناد والتعطيل، وتضييع فرص الإنقاذ المتاحة، وفي مقدمتها قرارات مؤتمر «سيدر» والمشاريع التي تنتظر ملياراته.
الأطراف السياسية كلها أمام اختبار وطني، بل مصيري وحاسم: إما التضحية بالمصالح الفئوية والحزبية والأنانية على مذبح الوطن وإنقاذه، وإما على البلد وأهله السلام!