Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر September 16, 2023
A A A
هل ينطلق “النقاش” الأسبوع المقبل؟
الكاتب: ميشال نصر - الديار

 

بين عين التينة وعين الحلوة، توزعت اهتمامات السياسة اللبنانية.فوسط التناقضات الداخلية الشديدة التعقيد انهى الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف زيارته لبيروت، من حيث بدأها من مقر الرئاسة الثانية، في وقت نجحت فيه الوساطات في تمرير وقف لاطلاق النار افساحا في المجال امام محاولة جديدة لتفكيك صاعق انفجار الوضع الفلسطيني، سواء في “عاصمة الشتات” او خارجها، حيث اللعب مع الوقت قاتل.

في اي حال ووفقا لمصادر السراي فان لودريان ابلغ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ان نتائج محادثاته كانت ايجابية، وهو ما تقاطعت معه اجواء عين التينة التي اشارت الى ان “ابو مصطفى” وبالتنسيق مع الموفد الفرنسي سيزخم مبادرته خلال الايام القادمة لتامين شروط نجاحها، وحشد التاييد الكافي لها، وهو ما سيحدد تاريخ عودة ممثل الرئيس ماكرون الى بيروت، التي ستكون بالتاكيد بعيد اجتماع “ممثل” خماسي باريس ببابا الفاتيكان حيث سيحضر لبنان بقوة على الطاولة، في ظل الحديث عن مبادرة للحاضرة البابوية.

 

 

ورات المصادر ان الحركة الدبلوماسية التي شهدتها العاصمة اللبنانية، ومحورها منزل السفير السعودي، بداية باجتماعه مع نظيره القطري، ومن ثمة رعايته للقاء نواب الطائفة السنية ومعهم مفتي الجمهورية بلودريان، انما جاءت للتاكيد على عدم وجود خلاف سعودي – فرنسي، وكذلك عدم وجود نفور بين الرياض والدوحة، التي حاولت ان تظهر من خلال جولات سفيرها في لبنان على ان مبادرتها لا تتعارض والمبادرة الفرنسية وانها متممة لها بتنسيق مع الجانب السعودي.

وكشفت ان شكل “النقاش” (كما اسماه لودريان) حسم لجهة ادارته من قبل نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، وان “النقاش” سينطلق من ورقة تسلمتها عين التينة من لودريان، بعد جمعه لخلاصة الآراء المختلفة التي سمعها من الاطراف السياسية المختلفة، فيما يبقى الموعد وتوجيه الدعوات رهن الاتصالات التي ستشهدها نهاية الاسبوع.

واعتبرت المصادر ان دخول المملكة بقوة على الخط وتاكيدها انها لا تزال الممسكة بالورقة السنية على الساحة اللبنانية، انما جاء ليضع حدا للنقاشات حول التدخل السعودي في المعركة الرئاسية وحدوده، ورغبة الرياض بالعودة الى بيروت، خصوصا ان لبنان هو واجهتها الانسب على البحر المتوسط في اطار استراتيجية ولي العهد الامير محمد بن سلمان 2030، التي واضح ان لبنان يشكل جزءا منها.

وختمت المصادر بان الخطوة السعودية الاخيرة قطعت الطريق على محاولات اخذ النواب السنة بالمفرق، وبات هذا الفريق اساسيا في عملية تسمية وايصال رئيس للجمهورية الى قصر بعبدا من خلال عدده الوازن الذي يتخطى العشرين نائبا.

هل يعني كل ما تقدم ان انتخاب رئيس للجمهورية بات قاب قوسين؟ الأكيد ان الحراك الاقليمي والدولي جدي، وان ثمة قرارا اتخذ بضرورة اخراج لبنان من مرحلة الشغورالقاتل، لكن احدا لا يمكنه الجزم بان الامور ستصل الى خواتيمها السعيدة، في بلد الربع الساعة الاخيرة. لذلك، فان حظوظ النجاح والفشل متساوية، وان كانت التحليلات ترجح انتخاب رئيس قبل نهاية العام الحالي، في حال “زمطت” التسوية الاقليمية.