Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر May 12, 2020
A A A
هل يمهّد ملف السجناء لحوار قريب بين واشنطن وطهران؟
الكاتب: سبوتنيك

تحركات كبيرة تبذلها القيادة الإيرانية لإتمام صفقة تبادل السجناء بينها وبين الولايات المتحدة، وذلك بعد إعلان طهران استعدادها القيام بالأمر دون شروط مسبقة.

 

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن إيران أعلنت في 2018 أنها مستعدة لتبادل جميع السجناء الأميركيين في إيران مع جميع الإيرانيين المسجونين في الولايات المتحدة أو في دول أخرى تحت ضغط أميركي.

 

وفي ظل حديث البعض عن مباحثات سرية بين واشنطن وطهران، طرح البعض تساؤلات بشأن أمكانية أن يؤدي التوافق حول تبادل السجناء إلى جلوس الطرفين على طاولة مفاوضات واحدة، وذلك بعد فشل كافة المحاولات الدولية في ذلك.

 

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في وقت سابق، إن طهران سبق أن عبرت عن استعدادها لتبادل السجناء منذ بعض الوقت وإن الولايات المتحدة لم ترد بعد.

 

وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية على ربيعي إن إيران مستعدة لإجراء تبادل كامل للسجناء مع الولايات المتحدة.

 

وتابع: “نحن مستعدون لتبادل السجناء الإيرانيين والأميركيين ونحن على استعداد لبحث هذه المسألة ولكن الأميركيين لم يردوا بعد.

 

وأضاف: “نشعر بقلق على سلامة وصحة الإيرانيين الموجودين في السجون.. ونحمل أمريكا مسؤولية سلامة الإيرانيين وسط تفشي فيروس كورونا المستجد”.

 

وقال المحلل السياسي الإيراني، محمد غروي، إن تبادل السجناء طرح إيراني سابق لأزمة انتشار وباء كورونا، والجائحة زادت من إصرار طهران على الانتهاء من الأمر في حال كان هناك إرادة أميركية.

 

وأضاف أنه رغم العرقلة الأميركية الشديدة لهذه المساعي، هناك أجواء إيجابية لإطلاق بعض السجناء الإيرانيين والأميركيين أيضًا، في الفترة القادمة.

 

وبسؤاله عن إمكانية أن ينسحب الأمر على حوار قريب بين البلدين، قال: “لا أتوقع هذا، لا علاقة بين إطلاق السجناء، والمفاوضات الأميركية الإيرانية، لأن الأمر في هذا الصدد وصل لطريق مسدود.

 

وأكد المحلل السياسي الإيراني أن الشروط الإيرانية للعودة لطاولة التفاوض واضحة وسهلة، وهي رفع أمريكا للعقوبات التي وقعتها على طهران بعد خروجها من الاتفاق النووي، والعودة للاتفاق مجددًا.

 

وأشار إلى أنه “بدون هذه الشروط لا مجال للعودة للتفاوض، وأي حديث عن مفاوضات سرية خلال الأيام الماضية، إما غير صحيحة، أو وصلت لطريق مسدود”.

 

من جانبه قال الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيران: “حسب ما ورد على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس الموسوي الإفراج عن السجناء موضوع يعود بحثه لعامين مضت”.

 

وأضاف أن ظريف قال إن إيران لن تجلس على طاولة المفاوضات قبل أن تقوم الولايات المتحدة بتغيير تصرفاتها.

 

وتابع: “وفي الواقع لا يمكن لإيران أن تجلس على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة دون أن تكون هناك ضمانات بتنفيذ الاتفاق، لأن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وعدم تنفيذ تعهداتها أدى إلى إيجاد جو عدم ثقة يجب رفعه قبل أي مفاوضات”.

 

ودعت الولايات المتحدة طهران، أمس الاثنين، إلى إرسال طائرة لإعادة 11 مواطنا إيرانيا تريد واشنطن ترحيلهم، متهمة إيران بعرقلة عملية عودتهم.

 

وقال القائم بعمل نائب وزير الأمن الداخلي الأميركي، كين كوتشينيلي، في عدد من التغريدات على تويتر “لدينا 11 من مواطنيكم، وهم من الأجانب الذين دخلوا (بلدنا) بصورة غير شرعية، ونحاول إعادتهم إلى بلدكم. فجأة تقولون إنكم تريدون عودتهم، حسنا. لم لا ترسلون طائرة ونعيدهم جميعا مرة واحدة؟”.

 

وأضاف أن واشنطن حاولت على مدى شهور إعادة سيروس أصغري، أستاذ العلوم الإيراني الذي جرت تبرئته في تشرين الثاني من سرقة أسرار تجارية، لكنه لا يزال رهن الاحتجاز بالولايات المتحدة وتؤخر طهران عملية عودته.

 

ولم يشر كوتشينيلي بأي صورة إلى تبادل السجناء بين البلدين اللذين قطعا العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل 40 عاما. وكانت مصادر إيرانية قالت إن تبادل السجناء قيد الإعداد، وفقا لرويترز.

 

وفي هذا الصدد رد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، على تويتر قائلا، “كفوا عن هذا الكلام الهراء! منذ أيلول 2018 طرح جواد ظريف مسألة تبادل السجناء على الطاولة، وحث الولايات المتحدة على التصرف بشكل مسؤول بحق الرهائن الإيرانيين هناك وفي مناطق أخرى. رد فعل نظامكم اتسم بالاستهتار وعرض حياتهم للخطر. أطلقوا سراح مواطنينا!”.

 

وقال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن أميركا يمكن أن تتملص من أي اتفاق في أي لحظة.

 

وتابع الوزير في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، أن الإدارة الأميركية الحالية عليها “تصحيح سلوكياتها بدلا من اختلاق التبريرات”.

 

وأشار ظريف إلى أنه “ليس هناك أي حوار يجري مع أميركا، لأن الأميركيين أثبتوا أن لا جدوى من الحوار معهم ولا يمكن الاعتماد على نتائج مثل هذا الحوار”.