Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر May 31, 2024
A A A
هل يضمن “التشحيل” في “البرتقالي”.. مستقبل باسيل؟
الكاتب: مرسال الترس

كتب مرسال الترس في موقع “الجريدة”

يعتقد كثير من الأفرقاء السياسيين في لبنان بأن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، هو أحد المعرقلين الرئيسيين للانتخابات الرئاسية في لبنان منذ تسعة عشر شهراً، انطلاقاً من موقف بنى عليه مسبقاً، وهو أنه لن يؤيد ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، كما فعل “الثنائي الشيعي”، قبل أن يأخذ وعداً من الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بتأييد ترشيحه في الانتخابات التالية بعد الانتخابات الحالية المنتظرة.
ويبدو، أن السيد نصر الله لن يفعل مع باسيل كما فعل مع فرنجية عام 2016، حين تمنى على الناجي الوحيد من عائلته الصغيرة في مجزرة إهدن، تسهيل انتخاب العماد ميشال عون ليكون هو التالي في التأييد، ربما من منطلق أن لباسيل سلسلة مواقف متناقضة في عدة محطات مفصلية، بعكس فرنجية الذي يعتبر، لدى أعدائه قبل أصدقائه، أنه مبدئي و”كلمته كلمة” حتى في أدّق المواضيع واللحظات الحرجة.
موازاة مع ذلك، باشر باسيل حركة واسعة في أكثر من اتجاه لتعزيز حضوره في الشارع المسيحي، فحاول في أكثر من مناسبة فتح خطوط باتجاه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي قرّر أن لا يُلدغ من الجحر مرتين، إستناداً إلى حيثيات “الانقلاب” الذي نفّذه باسيل على “اتفاق معراب” الذي فتح باباً رئيسياً أمام وصول العماد ميشال عون الى قصر بعبدا.
عندها رأى باسيل، نتيجة القانون النسبي، أن النافذة التي ستعزز مستقبله السياسي، هي في قطع الطريق على أية منافسة له ضمن “التيار الوطني الحر”، والذي وصل إلى رئاسته بفضل رعاية عمه الرئيس عون الكاملة والحاسمة. وبدأ بعد الانتخابات النيابية في العام 2018، وعلى الرغم من الدعم القوي الذي حققه من وراء تحالفه مع “حزب الله” في أكثر من منطقة، والذي أمّن له نجاح عدة مرشحين للتيار على حساب باقي الحلفاء، والإسراع إلى الإعلان أنه حقق الأولوية في التمثيل المسيحي عبر كتلة “لبنان القوي”، فسارع حزب “القوات اللبنانية” لإنكار الأمر عليه من خلال العدد الذي أمنته كتلة “الجمهورية القوية”!
هل سينجح جبران في إقامة السياج المناسب لمستقبل مسيرته السياسية، من خلال “التشحيل” الممنهج الذي ينتهجه داخل “التيار البرتقالي” منذ سنوات، لكل من يمكن أن يشكل أي عائق أمام تفرده برئاسة هذه المؤسسة الحزبية التي ظن كثيرون انها ستكون مختلفة في آدائها عن بقية الأحزاب اللبنانية؟
وأحدث “حبة” في هذا “التشحيل” يرجح أن تطال النائب آلان عون، الذي يتفاخر أن خاله الرئيس عون. ولكن العارفين ببواطن الأمور، وواكبوا “التيار” منذ نشأته قبل عقدين من الزمن، وخلفيات الأعضاء الذين انتسبوا اليه، على قناعة تامة أن من يحمي باسيل ليست القرارات، الديكتاتورية أحياناً، التي يلجأ إليها وإنما هالة الرئيس عون أطال الله بعمره.