كتب مرسال الترس في موقع “الجريدة” في ٢٠٢٥/٤/٢٢:
في ربيع العام الماضين ترددت أخبار أن الفاتيكان طلب من البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي التنحّي عن منصبه، كما حصل مع سلفه البطريرك الراحل الكاردينال نصر الله صفير لأسباب لم تتضح خلفياتها ولكنها أتت بعد زيارة لسيد بكركي إلى كرسي القديس بطرس.
وبعد بضعة أشهر، تردّد أن البطريرك الراعي قد يتنحى في شهر أيار من العام 2025 على هامش انعقاد مجلس المطارنة العام الذي يضم مختلف رؤساء الأبرشيات من بلاد الاغتراب، بحيث يصار إلى دعوة المجلس إلى الإنعقاد بجلسات مغلقة لإجراء عمليات الإقتراع المكررة لإنتخاب الخلف من بين المشاركين حتى تصاعد “الدخان الأبيض”.
فهل سيتم التغيير فعلاً وسريعاً بعد حادثة “تعثر البطريرك بثوبه”، كما ذكر بيان صدر عن البطريركية، في قداس عيد الفصح المجيد؟
بلغ البطريرك الراعي من العمر 85 سنة في شهر شباط الماضي. وتقول المراجع الطبية إنه ـ في العادة ـ عندما يتقدّم الانسان في العمر قد يتعرض لكسر في الورك ويقع أرضاً بسبب مرض ترقق العظام وليس العكس، لا بل إن بعض المرضى يتعرضون لكسور في عظامهم وهم يستلقون على فراشهم.
في إحدى زيارات نائب رئيس “المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى” العلامة الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين إلى المقر الصيفي للبطريركية المارونية في الديمان، دعاه البطريرك الراحل نصرالله صفير، إلى إطلالة على الوادي المقدس الذي يحوي إحدى أقدم مقرات البطاركة، من على منصة “البلاطة” المعروفة بـ”بلاطة المطران يوسف الدبس”، والتي هي عبارة عن جرف صخري تحت المقر البطريركي وعلى حافة الوادي.
وفيما هما يسيران إلى موقع البلاطة ويسير وراءهما المفتي الجعفري آنذاك الراحل الشيخ عبد الأمير قبلان والنائب البطريركي العام الراحل المطران فرنسيس البيسري، قال المفتي قبلان للمطران البيسري ممازحاً على مسمع بعض الإعلاميين: “تعالى ندفعهما إلى الوادي، وبذلك نحل محلهما”. فأجاب البيسري، وكان معروفاً أيضاً أنه صاحب نكتة: “أنت بتزبط معك بصورة تلقائية، أما أنا فبحاجة إلى عمليات انتخاب معقدة وليست مضمونة”… وضحك الجميع.
فهل ستبدل الوفاة المفاجئة للبابا فرنسيس الأول في ما كان معداً للبطريركية المارونية، أم ستسير الأمور وفق ما كان مقرراً؟ الجواب يبقى رهن الأسابيع المقبلة حيث يتم انتخاب خليفة للبابا الراحل، بعد 15 أو عشرين يوماً، لا سيما أن للفاتيكان تأثير معنوي فعّال على انتخاب أي بطريرك ماروني جديد، كما بات يلاحظ منذ عقود.