Beirut weather 22.43 ° C
تاريخ النشر May 11, 2018
A A A
هل يؤدي القرار الأميركي لجرّ المنطقة إلى حرب؟
الكاتب: سعدى نعمه - موقع المرده

يبدو أنّ عداء الرئيس الذي شغل المعمورة بقراراته المفاجئة تجاه الاتفاق النووي الذي وُقّع العام 2015 قد تعمَّق لدرجة أنه عمد الى الانسحاب منه متناسياً ان بلاده كانت عرابته ورأس الحربة فيه وقد حظي قراره هذا بتأييد خجول ولكن علني من قبل اسرائيل​، ​السعودية​، ​الامارات​ والبحرين.
بينما القارة العجوز تقف سنداً للجمهورية الايرانية وقد تبين من خلال المواقف التي اطلقت أن ترامب يهاجم من عقر داره حيال هذا القرار.
“ان ترامب جعل نفسه نسخة أميركية عن القذافي بعد موقفه الأخير من الاتفاق النووي مع إيران”، بهذه الكلمات سخر الصحفي روبرت فيسك من الخطوة التي اقدم عليها ترامب بالانسحاب من الاتفاق.
وكتب فيسك في هذا الصدد أن “ترامب بهذا الشكل الذي اتخذ به القرار وما فيه من اتباع لأهوائه وعدم إنصات للآراء الأخرى قدم نفسه للعالم على أنه نسخة أميركية عن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي كان منفصلاً عن الواقع بشكل كامل”.
وسر الصحفي البريطاني لقرائه بأنه كان يفكر عند كتابة مقالته في “الطريقة المخزية والمندفعة التي انسحب بها ترامب من اتفاق دولي، وبمن يذكره ترامب”، وعنّ له أن يقارنه بالرئيس الأميركي “المتبجح والعنصري ثيودور روزفلت الذي كان يستمتع بالحروب وإطلاق التهديدات”، إلا أنه رسا في النهاية على أن ترامب تحديداً هو من يذكره بالقذافي.
وفي قراءة سريعة لهذا الحدث، أكد الدكتور في التاريخ السياسي شارل رزق الله في حديث خاص لموقع المرده أن “قرار الرئيس الأميركي يعتبر مخالفاً لمجلس الأمن، لأنه سيزعزع الاستقرار ويؤدي إلى صراعات ونزاعات جديدة في المنطقة. فمعظم الدول العربية رحبت بهذا الاتفاق لأنه اعتمد من قبل مجلس الأمن بالقرار 2231”.
وقال: “لكننا نرى اليوم أن الرياض وتل أبيب متفقتان مع واشنطن، مما يشير إلى تشكيل جبهة حربية ضد إيران”.

واشار رزق الله الى أن ترامب لم يفكر قبل اتخاذ هذا القرار أو نسي لا بل تناسى أن الشعب الاميركي لن يتهاون مع اي رئيس سيزجّ بجنوده في حرب لا يعلم احد كيف ستنتهي وقد لا تُحمد عقباها اذاً هذا الموقف الأميركي ببساطة ضريبة لن يقبل الاميركيون بدفعها من جديد.
ورأى رزق الله أن القرار الأميركي ربما يؤدي الى فرض حصار اقتصادي جديد يجر المنطقة إلى حرب هدفها شل الجمهورية الإسلامية.