Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر July 28, 2024
A A A
هل هناك من استثمارات جديدة في لبنان مع الحرب والانهيار؟
الكاتب: جوزف فرح

كتب جوزف فرح في “الديار”:

مع استمرار المعارك في الجنوب اللبناني والتهديدات الاسرائيلية المستمرة ضد لبنان ومع استمرار الانهيار المالي والاقتصادي والدستوري وانعدام المسارات الطبيعية يطرح السؤال: هل يمكن الاستثمار في لبنان وماذا يفعل اتحاد المستثمرين اللبنانيين برئاسة جاك صراف الذي طرح الواقع الاستثماري بالقول :

من ينظر إلى الواقع المأسوي الذي نعيشه في البلاد يقول ان الاستثمار معدوم لكن الحقيقة أن لبنان قد خرق الصورة السوداء وتحدى كل المقاييس السلبية وواجه الظروف الصعبة وصمد تماما مثل الجنوب الصامد اليوم رغم الحرب الدائرة فيه ورغم كل المآسي التي يعيشها ان أهلنا في الجنوب صامدون وباقون في أرضهم. كذلك رجل الأعمال اللبناني يعيش مرحلة صمود وهو مؤمن بأن لبنان وطن لا مثيل له في اي مكان آخر من العالم ، وهو متمسك بالبقاء والاستثمار فيه رغم كل الظروف. نحن عندما ننظر إلى المنطقة حولنا نجد ان الكل يبحث عن استثمارات ما وقد تم اخيرا في العراق تأسيس اتحاد المستثمرين العراقيين إذ اطلعت الوفود العراقية التي تزورنا في لبنان على تجربتنا واسست مثلنا اتحاد المستثمرين العراقيين ونحن نأمل أن نوقع معه اتفاقا خلال زيارتنا المقبلة إلى العراق في شهر تشرين الثاني. أما بالنسبة للقطاع الصناعي في لبنان وهو قطاع اساسي فنجده اليوم يستثمر في تحديث ماكينته الصناعية كي تحافظ على وجودها وتطورها . ان الصناعة الغذائية بنوع خاص او الصناعة الدوائية او صناعة الدهان في لبنان جميعها تحدث آلاتها وتوجد بقوة في الساحة اللبنانية والساحات العربية. في آخر عشر سنوات ومن بينها خمس السنوات الأخيرة وهي سنوات الأزمة الاقتصادية وجدنا للحقيقة أن اهم زبون لصادراتنا وهنا الدهشة هو المواطن السوري الذي يعيش منذ العام ٢٠١١ أزمة كبرى ومن ناحيتنا تزايدت صادراتنا إلى سوريا بشكل كبير . اننا رغم كل الأزمات ما زلنا نحافظ على قوتنا ووجودنا. أما الزبون الثاني عندنا فهو العراقي الذي يمر أيضا بازمات مختلفة تماما مثل سوريا ولبنان لكنه في السنوات الأخيرة عاد إلى الخط السليم وهو يعتبر اليوم ثاني زبون لصادراتنا . انا اعتقد بأنه لو أن هذه الدول الثلاث لديها تعاون فيما بينها ولا تعيش الأزمات الحالية لكنا نعيش في عرس وتطور شعبي كبير . ان الصناعة مهما بلغت مشاكلها في الاستثمار ما زالت تستثمر وكل القطاعات اليوم كما سبق وقلت تستثمر في تحديث ماكيناتها وخلق أصناف جديدة ولكي نجد اصنافا جديدة في السوق اللبناني وخارجه لا بد من الاستثمار ايضا في التسويق. ان الاستثمار بالنتيجة لم يتوقف رغم كل ما يجري في لبنان . نحن نرى كيف أن السياحة حية بالاعداد التي تتوافد يوميا إلى لبنان إذ يدخله حوالى ١٥٠٠٠ نسمة يوميا وهم من اللبنانيين المنتشرين او المقيمين في الخارج . يوجد حاليا استثمار مهم في المطاعم وبشكل كبير وفي كل مناطق لبنان رغم كل الأزمات التي نعيشها، كذلك يوجد استثمار في الفنادق والشقق الفندقية والشقق المفروشه الصغيرة التي لا تتعدى مساحتها ٦٠ او ٧٠ مترا وهي موجهة للسياح اللبنانيين المقيمين في الخارج. كذلك يتوافد إلى لبنان عدد كبير من السياح المصريين والعراقيين وقد سألت مؤخرا مالك احد اكبر الفنادق في بيروت عن نسبة التشغيل في فندقه فقال انها حوالى٤٠% انا افهم اننا نعيش في أزمة ومن يأتي إلى لبنان فهو يتحمل المخاطر لكنه بالمقابل يتمتع بجمال لبنان وطقسه المعتدل بينما كل الدول حولنا تتخطى درجة الحرارة فيها ٤٠درجه نجد ان الحرارة في لبنان في أقصى حد لا تتعدى ٣٠ درجة. ان الأرقام أيضا في التجارة لم تتراجع رغم أن المعاناة كبيرة لا سيما في قطاع المقاولات. ان الظروف الاقتصادية صعبة في العالم ككل حتى ان فرنسا تعيش حاليا بأزمة سياسية شبيهة بازمتنا ونحن لا يمكننا تصور ما يحدث حاليا فيها. ان الإستثمار يتطلب وجود سياسة مستقرة رغم أن الحقيقة تقول ان حياة الاستثمار تبدأ بعد ٣ سنوات حيث نبدأ بتلقي مردوده . اننا نحتاج أيضا إلى محاكم وقضاة وبنية تحتية متينه في لبنان تساعد المستثمر اللبناني على التميز وحماية لبنان باستثماراته .

وعن الدور الذي يقوم به اتحاد المستثمرين اللبنانيين في هذا الواقع يقول صراف :

نحن نعلم اننا بتحركنا ظاهريا واعلاميا نفتح افكار من لديهم نقص إذ يوجد عدد كبير من هؤلاء خارج اطارنا المغلق والعيون كلها بالنتيجة شاخصة الى المستثمر وتتساءل عما يفعل ومن أين جاء بالمال وماذا يفعل وسط الأزمة المالية؟!… اي مشروع استثماري يقام اليوم “يصاب بالعين ” اننا نقول لهؤلاء بالعربي الدارج “حلوا عنا” . اننا نحافظ على أنفسنا وأعمالنا وعمالنا ومؤسساتنا ونحن نستثمر ونطور أعمالنا ولا نريد منكم إلا تركنا وابعاد شركم عنا . انا أقول ذلك للجميع من سياسيين وصولا إلى إعلاميين .

وحول ما قاله وزير الصناعة عن عدد المصانع الجديدة وارتفاع ارقام الصادرات الصناعية قال صراف ان إدارة الجمارك هي التي تصدر أرقام الصادرات وهي تقول اننا لم نصل إلى أربعة مليار إنما إلى ما دون ذلك . احب القول أيضا ان وزير الصناعة لا يعطي اي معاملات رسمية لأي مصنع اذا لم يكن مسجلا في وزارة الصناعة ورئيس جمعية الصناعيين سليم الزعني يتفاعل مع ذلك بشكل إيجابي وسليم . ان الكل يريد الاستفادة من جمعية الصناعيين ولا يريد أن يكون عضوا فيها تهربا من دفع رسم الاشتراك والجمعية تقول للصناعيين بشكل مباشر ان عليهم دفع هذا الرسم اذا أرادوا الاستفادة منها خصوصا ان البعض من رجال الأعمال تفكيره صغير وهو غير مؤمن بوطنه ولا يريد الا الاستفادة منه فقط، فكيف يريد أن يعمل فيه ويستفيد منه ولا يدفع ضريبة؟… ان رسوم كالسلع التي تصل إلى المرفأ قد خفضت بمعدل ٥٠%. ان رئيس الجمعية يعمل بشكل حثيث على تسهيل أعمال الصناعيين كما المشروع الذي قدمه النائب فيصل كرامي بالنسبة للتعويضات وقد وافق عليه اتحادنا . انا أقول اخيرا أن لا شيء يقوينا الا اتحادنا وتعاوننا.
على الصناعي الانتساب إلى الجمعية فبالنتيجة نحن نقوى مع بعضنا ومن بعضنا.

وحول التعاون والتنسيق بين اتحاد المستثمرين ومؤسسة ايدال قال :

يوجد حاليا تطور هائل في ايدال وهذا يشكر عليه المدير العام لايدال وقد مدد الاعفاءات الضريبية لسنة أخرى بعد ثلاث سنوات من التمديد بسبب الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد. ان هذه الخطوة هي نوع من البلسم في السنوات الصعبة التي نمر بها.

انطلاقا من خبرتكم ومركزكم كرئيس لاتحاد المستثمرين اللبنانيين ما هو الاستثمار الناجح حاليا في لبنان؟

على المستثمر أولا أن يتمتع بخبرة وافية بالازمة التي نعيشها خصوصا ان اللبناني منذ العام ١٩٧٥وهو يتنقل من أزمة إلى أخرى منها الداخلية ومنها الخارجية والمحيطة به في المنطقة وقد كونت لديه نوعا من الحماية الذاتية ومعرفة بكيفية حماية مصالحه وكيف يدير اعماله في ظل وجود الأزمات. انا مثلا لم يكن لدي مشكلة بتوزيع أعمالي بين لبنان والعراق وان أطوره هناك . رغم كل الأزمات لا يوجد احلى من لبنان ومن يريد النجاح فيه عليه التمتع بالخبرة في كيفية إدارة أعماله وسط المخاطر إذ ان لبنان هو مركز مخاطر قوي وعلى المستثمر أن يجيد السير وسط هذه المخاطر. ان هذا الأمر لا ندرسه في الجامعات إنما نتعلمه في الشارع وعلى أرض الواقع.