Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر August 17, 2019
A A A
هل نستعيد انتصارات أيام تموز المجيدة..؟
الكاتب: نون - اللواء

الاحتفال بيوم انتصار لبنان في حرب تموز، في مثل هذه الأيام عام ٢٠٠٦ يجب أن يكون احتفالاً وطنياً شاملاً، يُجسّد وحدة اللبنانيين وتلاحمهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي، بعيداً عن خلافاتهم السياسية التقليدية، وتجاوزاً لتناقضاتهم الطائفية والمناطقية المعهودة.

لقد وقف اللبنانيون صفاً واحداً وراء الجيش والمقاومة في التصدي للاعتداء الصهيوني الغاشم، حيث كانت الوحدة الوطنية السلاح الأقوى في منع العدو من تحقيق أهداف عدوانه، كما كانت بمثابة المفاجأة الصاعقة للإسرائيليين الذي راهنوا على الانقسامات الداخلية اللبنانية، وعلى الصراعات الحزبية التي احتدمت إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

ورغم الإمكانيات المحدودة للجيش اللبناني في تلك الفترة، فقد استبسل ضباطه وجنوده في الدفاع عن الأرض والشعب، وافتدوا بأرواحهم ودمائهم الوطن، الذي واجه أطول وأشرس المعارك في تاريخ الحروب العربية الإسرائيلية.

ولم تنفع محاولات العدو الخبيثة في تقليب اللبنانيين عن مواقفهم الوطنية، عبر استهداف البنى التحتية الأساسية من طرقات وجسور وأوتوسترادات، لتقطيع أوصال البلد، وعرقلة تنقل المواطنين بين بيوتهم ومراكز أعمالهم، فضلاً عن التركيز الإجرامي على محطات الكهرباء والمستشفيات، والذي يتنافى مع أبسط المعاهدات والقوانين الدولية.

وتجلى التضامن الشعبي الواسع في إفشال تداعيات العدوان بأبهى صوره في الحماس الذي أبدته مختلف الطوائف والمناطق في استقبال مواطنيهم الجنوبيين الذي اضطروا إلى مغادرة بيوتهم وبلداتهم بسبب وحشية الغارات الإسرائيلية، التي لم تميّز بين الأهداف العسكرية والمواقع المدنية الآهلة بالسكان المدنيين العُزّل، حيث سقط المئات من الأطفال والنساء والشيوخ شهداء الغدر الإسرائيلي.

سقى الله تلك الأيام المجيدة التى سطّر فيها اللبنانيون بوحدتهم الوطنية أروع البطولات والانتصارات، التي سرعان ما ضاعت في خضم الإنقسامات اللعينة التي شطرت الجسد اللبناني بين محوري ٨ و ١٤ آذار، وما زالت مضاعفاتها المدمرة تنهش في جسد الوطن.

فهل يستطيع السياسيون تجاوز خلافاتهم الأنانية، واستعادة انتصارات أيام تموز المجيدة؟