Beirut weather 12.99 ° C
تاريخ النشر February 19, 2017
A A A
هل ستوجَد قارة ثامنة ؟
الكاتب:

 

أعلن علماء لدورية “جيولوجيكال سوسايتي أوف أمريكا” عن عثورهم على قارة مساحتها ثلثا مساحة أستراليا تحت مياه المحيط الهادي في الجزء الجنوبي الغربي.
وذكر العلماء أن مساحة اليابسة في هذه القارة 4.5 مليون كيلومتر مربع يقع 94% منها تحت الماء، ولا يظهر منها فوق السطح إلا أعلى نقطتين وهما نيوزيلندا وكاليدونيا الجديدة.
وقال نيك مورتيمر الخبير بمعهد العلوم الجيولوجية والنووية في نيوزيلندا “إنه أمر محبط لنا نحن الجيولوجيين بسبب مياه المحيط هناك. “لو كان بإمكاننا سحب مياه المحيط ستتضح القارة للجميع. هناك سلاسل جبلية وقارة كبيرة واضحة فوق قشرة المحيط”.
وقاد مورتيمر فريق الباحثين في الدراسة التي حملت عنوان “زيلانديا: القارة المخفية على الأرض” والتي تشير إلى أن الاكتشافات الجديدة تثبت ما كان العلماء يشتبهون فيه منذ فترة.
وقال مورتيمر: “منذ عشرينات القرن الماضي تقريباً والناس يستخدمون في أبحاث الجيولوجيا من آن لآخر كلمة “قارية” لوصف أجزاء مختلفة من نيوزيلندا وجزر كاثام وكاليدونيا الجديدة. “الاختلاف الآن هو أننا نشعر أننا جمعنا معلومات كافية لتغيير كلمة “قارية” إلى “قارة”.
وقال مورتيمر إن الجيولوجيين عثروا في فترة مبكرة من القرن السابق على قطع غرانيت من جزر قرب نيوزيلندا وصخور متحولة في كاليدونيا الجديدة تشير إلى جيولوجيا قارية. وإذا أقر العلماء الاكتشاف الأخير فقد يتحتم على راسمي الخرائط إضافة قارة ثامنة إلى الخرائط والأطالس.
وتعود فكرة وجود قارة في تلك المنطقة إلى العام 1995، عندما وضع العالم الجيوفيزيائي بروس لويندايك مصطلح “زيلانديا” للمرة الأولى. وبعد عشر سنوات من الأبحاث، وجد العلماء أنها ليست مجرد جزر متناثرة بل جسم بحجم قارة منفصلة.
وقد طلب العلماء المشرفون على الدراسات من العالم الاعتراف بزيلنديا كقارة جديدة. وهم يعتمدون في طلبهم هذا على معطيات عدة أبرزها: أن أراضي هذه القارة حتى وإن كان أغلبها تحت سطح المحيط إلا أن لها خصائص جيولوجية مميزة عن سواها من القارات الأخرى، كما أن ملامحها واضحة برغم وجودها في المحيط وسماكتها نافرة تماماً ومرتفعة بشكل لا يحمل الشك عن قعر المحيط الهادئ.
شدد العالم الجيولوجي النيوزيلندي نيك مورتيمر الذي خط التقرير المنشور باسم فريق العلماء المتخصص، على أن «إضافة اسم زيلنديا كقارة مهم جداً. ولسنا نطالب بإضافته فقط لمجرد زيادة اسم قارة على لائحة القارات». أضاف أن «غرق هذه المساحة الضخمة من اليابسة تحت سطح المحيط من دون أن تتفكك أراضيها أو تتشقق سيساعد حتماً العلماء في المرحلة المقبلة على فهم أعمق لآليات تماسك القشرة القارية وتفككها».
ومن المعتقد أن “زيلانديا” انفصلت عن أستراليا منذ نحو 80 مليون عام وغرقت تحت البحر مع انقسام القارة العظمى التي كانت تعرف باسم جندوانا لاند.
درسنا في مراحلنا الدراسية الأولى أن الأرض فيها سبع قارات فقط، هي: “أفريقيا، وآسيا، وأوروبا، وأمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية، وأستراليا والقارة القطبية الجنوبية”، لكن يبدو أن كتب الجغرافيا ستضطر إلى إضافة قارة جديدة إلى تلك القائمة.