Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر September 9, 2023
A A A
هل ستعود بيروت الى عزها وازدهارها ودورها التاريخي؟
الكاتب: جوزف فرح - الديار

رغم الازمة المالية التي يعانيها البلد وتراجع الرسوم البلدية الى نحو لا يمكن لاي بلدية ان تلبي خدمات المواطنين يلاحظ كل من يدخل الى بلدية بيروت عودة الروح اليها والنشاط بمختلف اشكاله تمهيدا لعودة العاصمة الى عزها ودورها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفني وان تكون مدينة الاشعاع والنور .

صحيح ان هذه الاشياء بحاجة الى دعم مالي ولكن عندما توجد الارادة والتصميم والتحفيز لا بد ان يصل المرء الى ما يبتغيه.

رئيس بلدية بيروت الجديد عبدالله درويش الذي تم انتخابه بعد استقالة الرئيس السابق جمال عيتاني لاسباب صحية يبدو انه يعمل لتامين صحة العاصمة و له رأيه الصريح في كل ما تعانيه المدينة وهو يشكو من ضعف الإمكانات المادية التي لا تسمح بتنفيذ العديد من المشاريع لكنه يقول ان البلدية بصدد رفع رسومها وهي تتكل على الفعاليات والجمعيات الأهليه لمساعدتها خلال هذه الفترة الصعبة.

يعتبر درويش ان اعادة الحياة الى المدينة هو موضوع سياسي وامني بامتياز وعلينا الانتظار ريثما يتم انتخاب رئيس للجمهورية والخطوات التي ستلي ذلك خصوصا ان المطاعم والمحلات التجارية لم تعد الى الوسط التجاري الوسط التجاري بعد ان انتقلت المنطقة الى مكان اخر من العاصمة والعودة تحتاج إلى مزيد من الوقت لذا آمل أن تكون العودة قريبة.

ويشدد درويش انه لا يوجد أي مشروع اليوم بهذا الخصوص فهذا الأمر هو على مستوى الوطن ككل وبلدية بيروت هي مثل كل البلديات تعاني حاليا على الصعيد المالي ولا إمكانيات مادية لديها إلا أنها بالتعاون الكلي مع محافظ بيروت وهو رجل مستقيم ومحترم ويحب بيروت نأمل القيام بشيء مهم للمدينة. اننا نعمل اليوم بالمتوافر لدينا لكننا نعمل حاليا ونستعد لموسم الشتاء فنقوم بمختلف الإجراءات الضرورية من تنظيف وتزفيت ورش وإزالة كل المخالفات عن الطرقات بأمر من المحافظ.

وحول موضوع رفع الرسوم البلدية بنسبة ٤٠% يقول درويش : اجتمعت مع المحافظ مؤخرا وهو يدرس الزيادة التي قدمت له والأمور لم تتبلور بعد نهائيا لكن الأكيد أن الزيادة على السكن مختلفه عن الاشغال التجاري . أن الدراسة ما زالت لدى المحافظ وهو يتولى دراستها وقريبا سيصدر القرار النهائي الذي سنطبقه.

ويشدد درويش ان الحركة الاستثمارية موجودة بشكل دائم فلبنان وبيروت يمرضان لكن لا يموتان.

هل الفكرة الداعية إلى تقسيم البلدية قد طويت تماما أم أنها ما زالت قائمه؟

أنا لا أستطيع الجزم بالأمر أو تحديد ذلك إنما القوى السياسية هي التي تعطي الضمانات بخصوص المناصفة. لقد كان يوجد فريق سياسي تولى إعطاء الضمانات منذ العام ١٩٩٨ وقد انسحب هذا الفريق حاليا من العمل السياسي ليبدأ الكلام في أمور أخرى لذا اذا جاء فريق سياسي وأعطى الضمانات المطلوبة بخصوص المناصفة فلا أحد عندئذ له مصلحة بتقسيم بيروت التي آمل الا تقسم . أن كلمة تقسيم هي كلمة ثقيلة وبشعة تعيدنا بالذاكرة إلى الحرب الأهلية التي اكرهها.

في ظل الظروف الحالية وعدم القدرة الماليه لا يوجد حاليا اي مشاريع. لقد كانت بلديتنا من أغنى البلديات لكن كل شيء انتهى بعد أن تم صرف المال على أساس سعر ١٥٠٠ليرة .

لقد عانينا من مشكلة تقنية على صعيد دفع الرسوم وقد عادت الأمور إلى مجراها الطبيعي بعد أن حللنا إننا نعمل على رفع وتعديل الضريبة ولا نحتاج الى شيء آخر لكن هذا يحتاج إلى بعض الوقت.

توجد جمعيات أهلية تساعد بلدية بيروت وقد كانت المدينة في العام الماضي غارقة في العتمة فبادرت هذه الجمعيات وبعض الشخصيات المقتدرة الى إنارة المدينة . نحن نتمنى استدامة هذه المساعدة لكي نستطيع إكمال “المشوار” لا سيما بعد تعرض بيروت لثالث أضخم انفجار في التاريخ حسب التصنيف العالمي وقد عادت إلى الحياة بفضل مساعدة هذه الجمعيات والهيئات الأهلية.

برأيكم متى ستعود بيروت إلى الإشعاع مجددا؟

هذا مرتبط بالعمل الحكومي والدولة ككل. ان الدولة اليوم مفككة فلا رئيس للبلاد والحكومة هي حكومة تصريف أعمال وبلدية بيروت لا تستطيع وحدها إعادة بيروت الى إشعاعها السابق. أنها تبذل أقصى جهدها على صعيد تأمين الخدمات إنما على السياسيين القيام بواجباتهم والاتفاق فيما بينهم وانتخاب الرئيس وتنفيذ كل الخطوات الإصلاحية وبعدها خذوا منا ما يدهش العالم. اننا لسنا فقراء إذ ان الإمكانات موجودة لكن علينا إعطاء ثقة للعالم وهذا غير ممكن طالما أن البلد اليوم مكبل إذ لا رئيس ولا حكومة والمشاكل متفاقمة على أكثر من صعيد.

لقد عاشت مدينة بيروت مؤخرا حدثا فنيا مهما حضره الآلاف من الناس لذا هل يوجد تفكير بحدث آخر مماثل يعيد الحياة إلى المدينة؟

أن هذا الحدث الفني تراوح عدد حضوره بين ٣٤٠٠٠ و ٣٦٠٠٠ نسمة وقد تميز بتنظيمه الجيد ولم يحدث فيه اي حادث او مشكل يذكر او حتى شكوى ما . لقد نزلت على الأرض وعاينت كل شيء بنفسي وقد طلبت من المنظمين معاودة الكرة وتنظيم المزيد من هذه الفعاليات المفرحة.