Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر June 6, 2019
A A A
هل تلقت الأجهزة الأمنية تقارير حول حدوث عمليات إرهابية محددة؟
الكاتب: ابتسام شديد - الديار

فجرت عملية طرابلس الارهابية التي استهدفت الجيش والامن الداخلي سجالا داخليا ابعد من الارهاب الخطير العائد باشكال اخرى مغايرة عبر ما يسمى عملية «الذئاب المنفردة» تجلى بالسجال السياسي الذي وقع وأفرز جبهتين ووزيرين وجهازين يتقاذفان التهم بالتقصير والمسؤولية حول الاحكام القضائية والتعاطي مع المحكومين وملف الارهاب قضائيا بدون ان يسرق هذا السجال الضوء عن الحدث الخطير المتمثل بـ«الذئاب المنفردة» او المجموعات التي تنفذ عمليات انتحارية بدون تنسيق وتواصل مع «القاعدة» او «التنظيم».
وفق اوساط سياسية وامنية كانت التوقعات تشير الى احتمال وقوع مثل هذا الحادث وفي اي وقت ، فالخطر قائم من اللحظة التي تلقت فيها المجموعات الارهابية والتكفيرية ضربات موجعة في لبنان وتم تقويض حركتها مما جعلها تندفع الى العمل المنفرد الذي صار اسهل عليها من العمل ضمن المجموعة خصوصا ان الاجهزة الامنية اللبنانية سطرت انجازات كبيرة في ملف مكافحة الجريمة والارهاب.
نظرية «الذئاب المنفردة» في كل الاحوال لا تتطابق مع التوجه السياسي لاعطاء اسباب تخفيفية للمجرم الارهابي حول ضعف قدراته الذهنية والعقلية، فالارهابيون او مشاريع الانتحاريين الذين يعملون افراديا من اخطر الارهابيين على الاطلاق لانهم يملكون القدرة على التخطيط وتنظيم اهدافهم، وقد ثبت ان الارهابي عبد الرحمن مبسوط كان مدركاً طريقه وقام بتفجير نفسه .في الحالتين، فان حادثة طرابلس فتحت الباب امام معطيات ووقائع لا يمكن تجاهلها، بان الارهاب يمكن ان يطل برئاسه بعناوين مختلفة بعد ان لجأ الارهابيون الى تبديل الاستراتيجية وطريقة العمل نتيجة الملاحقة الامنية والضربات التي تلقاها التنظيم في سوريا ولبنان.
ان ما يسمى «بالذئاب المنفردة» هي مجموعات خطيرة تعمل بصورة افرادية وتتنامى في ازماتها الكبرى بعد ان تضعف بنيتها التنظيمية وتفقد قدراتها اللوجستية ونتيجة الضعف في هرميتها التنظيمية.
في النظرية الامنية، فان نجاح القوى الامنية في تفكيك الخلايا الارهابية والتصدي لعمليات انتحارية كبيرة وتفكيك عبوات على وشك الانفجار وافشال مخططات انتحارية يدفع التنظيمات الى اللجوء الى هذا الاسلوب. الذي يعتبر فرصتها الوحيدة لتحقيق اهدافها.
وتبين وفق الاوساط ان الاجهزة الامنية احسنت التعامل مع كل الحالات الارهابية في الماضي وفي حالة «الذئاب المنفردة» في عملية طرابلس، فان اداء المؤسسة الامنية بشهدائها اثبتت انها على جهوزية تامة للتصدي لهذه الحالات وعلى جهوزية للتعامل مع الاحداث. التفسيرات التي اعطيت من قبل المسؤولين وتحديدا وزيرة الداخلية ريا الحسن ومدير عام قوى الامن الداخلي كان هدفها عدم بث الخوف والشائعات في النفوس، فليس كل المعلومات التي تمتلكها الاجهزة يمكن وضعها امام الرئاسي العام لكي لا تكشف المخططات الارهابية.
وفق المعلومات، فان الاجهزة الامنية كانت متحسبة لاي خطر او خطأ ورفعت مؤخرا من مستوى جهوزيتها وهي كانت تضع في حساباتها حدوث اي طارئ وقد تكون الاجهزة تلقت تحذيرات من دول غربية ادت الى افشال مخططات وعمليات معينة بعدما تنامى اليها وجود خلايا نائمة ومشاريع انتحاريين ولعل سقوط شهداء عسكريين في المواجهة هو الدليل الحسي على الجهوزية بحسن التعاطي مع المسائل والحالات المماثلة.
الارهاب الذي ضرب مدينة طرابلس ليس معزولا عن الموضوع الارهابي في المنطقة وعن تطورات واحداث داخلية ومسائل اخرى تتعلق بعملية اطلاق الارهابيين والمحكومين بملفات خطيرة، وادخال المؤسسة العسكرية في خلاف الموازنة والتعيينات والتسوية السياسية، والاهم البحث في من أعطى اخلاءات سبيل لارهابيين خطرين واطلاق المحاسبة لتشمل سياسيين مارسوا ضغوطا لاطلاق سراح ارهابيين يشبهون عبد الرحمن مبسوط الذي سجن تسعة شهور في لبنان وأطلق سراحه ليعود بفكر ارهابي اكثر تشددا وينفذ عمليات انتقامية ضد الجيش.