Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر March 13, 2017
A A A
هل انقلب سحر القراصنة على الساحر داخل السي أي آي؟!
الكاتب: سعيد طانيوس - نوفوستي

انشغل المحققون الأميركيون بالتحقيق مع إدارة المقاولين المتعاونين مع وكالة لإستخبارات المركزية، مفترضين وقوفهم خلف تسريب معلومات سرّية خطرة نشرها موقع ويكيليكس عن الوكالة وتجسّسها.

وفيما يشبه انقلاب السحر على الساحر، تحوّل مصممو ومصنعو برامج القرضنة الخبيثة لصالح الاستخبارات الأميركية، إلى كاشفي أسرارها وفاضحي عمليات تجسسها، حيث ذكرت وصحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مصادر مطلعة على التحقيق، أن السلطات عثرت على “البصمة الرقمية”، التي تشير إلى أن مجموعة من مطوري برمجيات القرصنة المتعاونين مع وكالة الاستخبارات المركزية، هم الذين افشوا أسرارها الخطيرة.

وقالت الصحيفة استنادا إلى مصدرها، أن هذا الفريق المختص بتصاميم الأدوات التي تستخدمها وكالة الإستخبارات لإدارة عمليات قرصنة الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية وأجهزة التلفزيون الموصولة  بشبكة الإنترنت، هم أكثر المشتبه بهم في عملية تسريب المعلومات.

واستجوبت سلطات التحقيق يوم الخميس مجموعة من المقاولين المتعاونين مع وكالة الإستخبارات المركزية في شركتين بولاية فرجينيا، ألا أنها لم تتخذ أي إجراء باعتقال أحد منهم.

وكان موقع ويكيليكس قد ذكر نقلا عن وثائق سرية حصل عليها،  أن وكالة الإستخبارات المركزية تتخذ من القنصلية الأميركية في مدينة فرانكفورت الألمانية مركزا “لقرصنة”  المعلومات وعمليات التجسس في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.

ووفقا لمصدر وول ستريت جورنال، فإن أكثر من ثمانية آلاف صفحة من الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس، يعتقد أنه تمّ تسريبها من “الخادم الألكتروني” للمجموعة المختصة بإجراء التصاميم الهندسية لصالح وكالة المخابرات المركزية، والتي لا يمكن “سوى لعدد قليل من المتعاقدين” الوصول إليها.

ووفقا للصحيفة، فإن وكالة المخابرات المركزية توظف حوالي 12 شركة فقط في “مشاريع القرصنة” التي تقررها ، معظمها تقع في ولاية فرجينيا. وفي الأشهر الأخيرة كانت هناك شائعات عن خلافات وعمليات تنافس ضارية بين بعض هذه الشركات. ووفقا للمصدر،فإن واحدة من شركات مجموعة المقاولات كانت تدير نشاطها من الخارج وتأمل في الحصول على مشاريع عمل مع وكالة الاستخبارات المركزية في داخل الولايات المتحدة، إلا أن الأخيرة تخلت عن خدماتها في وقت لاحق.

ووفقا لعاملين في موقع ويكيليكس، فإن الإستخبارات الأميركية أصدرت جوازات  سفر دبلوماسية، ووفرت غطاء من وزارة الخارجية لجميع قراصنة المعلومات العاملين معها، حسب الوثائق السرّية التي حصلوا عليها. وكشف هؤلاء أن وثيقة من الوثائق التي بحوزتهم تضم قائمة من تعليمات السفر لكبار القراصنة إلى فرانكفورت في ألمانيا، ونصائح لهم بالرد على أي سؤال أو استفهام حول الهدف من مكوثهم مع موظفي القنصلية هناك، بالإجابة أنهم منخرطون في تقديم المشورة الفنية لهم.