هل اصبح عدم الامتثال لحاجز امني جريمة يعاقب عليها المواطن رمياً بالرصاص؟
حتى الساعة يخيم على مدينة طرابلس اجواء من الحزن والألم وسط استنكار عارم لدى كافة الشرائح الطرابلسية من الجريمة التي ارتكبت بحق شاب اعزل كل ذنبه انه لم يمتثل لحاجز قوى الامن الداخلي.

نزيه حمود الشاب الذي اسلم الروح عند حاجز قوى الامن في منطقة ابي سمراء على بعد امتار من منزله الذي يسكنه وعائلته المؤلفة من زوجة وثلاث بنات وصبي واحد روعهم نبأ الحادثة خصوصا ان نزيه حمود شاب طرابلسي يملك محلا للدواليب والدراجات النارية في القبة ومعروف عنه هوايته في سباق الدراجات النارية مع التزامه بكل شروط قيادة الدراجة النارية.

هذه الحادثة التي صدمت كل ابناء طرابلس دفعتهم الى الاعراب عن استنكارهم بكل اشكال الاستنكارحيث اكدوا ان ما حصل جريمة موصوفة متسائلين باي ذنب يرمى مواطن بالرصاص؟ هل اصبح عدم الامتثال للحاجز جريمة يعاقب المواطن فيها رميا بالرصاص؟

ليس هذا وحسب بل ما صدم شهود عيان والرأي العام الذي تابع ما بثته بعض مواقع التواصل الاجتماعي لتسجيلات كاميرات مراقبة حول وقائع الحادثة وما جرى بعد اطلاق الرصاص حيث لم يسع عناصر الحاجز لانقاذ حياة نزيه حمود بل بقي وقتا على الارض ينزف حتى فارق الحياة ثم عمد عناصر الامن على رفعه من الارض ووضعه في جيب الدرك بطريقة غير لائقة وخلال توجههم الى المستشفى صادفتهم سيارة الاسعاف التي نقل نزيه عبرها الى الطوارئ لكنه كان قد فارق الحياة.

ما جرى مع نزيه حمود دفع بالمواطنين الى رفع الصوت عاليا فانطلقت حملة شجب واسعة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي انتشرت فيها صور نزيه حمود ومقاطع الفيديو توضح كيف قتل الامر الذي اعتبره الطرابلسيون انه عمل لا يليق بالمؤسسة التي تحترم الدستور والقوانين. واطلق اصدقاء حمود عريضة طالبوا فيها بمعاقبة مطلق الرصاص ومحاكمته حتى يكون عبرة لغيره.

كذلك زوجة المغدور يسرى غمراوي طالبت كافة السياسيين عدم طمس هذه الجريمة بالعفو عمن ارتكب الجريمة كذلك طالبت بمحاكمة مطلق الرصاص بالاعدام او بالسجن المؤبد او بنفيه خارج لبنان. واكدت ان زوجها كان على صلة دائمة مع القوى الامنية من خلال نشاطه المتنوع ونال عدة دروع تكريمية من القوى الامنية.

شرائح طرابلسية واسعة اكدت ان الطرابلسي دائما يدفع الثمن دون غيره من المواطنين في حالة الحرب وحالة السلم يكون للطرابلسي حصة مما يجري الامر الذي دفع بهيئات نقابية واجتماعية وسياسية للمطالبة بوضع حد لهذا الاستخفاف بالطرابلسيين ومحاكمة كل من تسول له نفسه الاستخفاف بارواح المواطنين.

هذه الجريمة التي هزت اركان المدينة دفعت بالغيورين الى توجيه رسائل الى النواب المنتخبين وسر غيابهم عن شاشات التلفزة لاستنكار هذه الحادثة ام ان هذه الجريمة ارتكبت بعد الانتخابات ولو انها حصلت قبل المعركة الانتخابية لكان هناك حديث اخر.

تعتبر الاوساط الطرابلسية ان قضية نزيه حمود ليست مأساة عائلة وحسب،بل باتت قضية مجتمع ومدينة بأسرها حيث من غير الجائز ان تهدر دماء شباب بالمجان ودائما يدفع الشباب الطرابلسي ثمنا لاخطاء ترتكب من هذا وذاك ولا طائل منها.