Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر November 16, 2017
A A A
هكذا يؤثّر اكتئاب الأهل على الطفل
الكاتب: صحتي

انّ الاكتئاب الذي يُصاب به الأهل عموماً والأمّ خصوصاً، يؤثّر سلباً على نفسيّة الطفل على المدى القريب والمدى البعيد.
قد يُصاب الأهل بالاكتئاب لأسبابٍ عدّة أبرزها ضغوط الحياة اليوميّة والروتين القاتل أو عدم استقرار الجو الأسري، وهذا الشّعور بالاكتئاب يُفقد الأهل لذّة الحياة والمرح. لهذا الواقع السيّء تأثيرٌ مباشر على نفسيّة الطفل ويتجلّى من خلال ما يلي:
– الأمراض النّفسيّة: قد يُصاب الطّفل ببعض الأمراض النّفسية جراء إصابة أهله بالاكتئاب؛ مثل الخوف والقلق والفزع والاكتئاب ذاته.
– الأمراض الجسديّة: عادةُ ما يتجاهل الأهل بعض الأعراض التي يُصاب بها طفلهم لأنّهم لا يُدركون سببها. إصابتهم بالاكتئاب قد تجعل الطّفل يفقد الشهية، وقد يُصاب باضطراباتٍ معوية واضطرابات الإخراج كالتبوّل اللاإرادي.
– اضطرابات الحواس والكلام: اكتئاب الأهل قد يصيب الطّفل باضطرابات الحواس واضطرابات الوظائف الحركية واضطرابات الكلام؛ مثل تأخر الكلام والتلعثم والثأثأة.
– النّزعات العصبيّة: كما انّ الطفل في حال اكتئاب والديه قد بُصاب ببعض النزعات العصبيّة مثل قضم الأظافر ومصّ الأصابع والأزمات الحركية المتعدّدة.
– اضطرابات النّوم: قد تواجه الطّفل في هذه الحالة اضطرابات النّوم المختلفة؛ مثل المشي أثناء النوم والبكاء قبل النوم أو خلاله، وكثرة النوم والأحلام المزعجة والمخاوف الليلية وقرض الأسنان أثناء النوم.
– التأخير الدّراسي: يُعتبر من أهمّ آثار الضّغوط النفسيّة واكتئاب الوالدين على الطفل؛ فقد يكون تأخّرٌ دراسي عامّ وفي كلّ المواد الدراسية، وقد يكون تأخرٌ خاص في مادّةٍ معيّنة مثل مادة الحساب.
– تشتت الانتباه وقلّة التركيز: من أكثر الأمور التي قد تواجه الطّفل في حال اكتئاب والديه تشتّت الانتباه وعدم القدرة على التّركيز وضعف الذاكرة واضطرابات الفهم.
الاكتئاب وسوء التّغذية
أشارت بعض الدّراسات البريطانية إلى انّ اكتئاب الأمّ يؤدّي إلى سوء التّغذية وهذا يؤثّر مباشرةً على طفلها. إذ انّ ضعف التغذية لدى الأمّ وطفلها خصوصاً خلال أوّل سنتين بعد الولادة يشكّل السبب الأساسي في حدوث حوالى 3.5 مليون وفاة سنوياً، و35 في المئة من أمراض الطفولة وعددٍ كبير من الأمراض التي تتطوّر مع الزمن.
وقد وجدت الدراسة أن ضعف نمو الطّفل خلال أول سنتين من عمره قد يؤدٍّي إلى أضرار يصعب علاجها بما فيها قصر قامته عند البلوغ وضعف تحصيله المدرسي ومحدودية دخله كراشد وضعف أوزان مواليدهم.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الأطفال الذين عانوا من ضعف التّغذية خلال أوّل سنتين من عمرهم ثمّ ازداد وزنهم بشكلٍ سريع في ما بعد، يُصبحون عرضةً للأمراض المزمنة المرتبطة بالتّغذية مثل ارتفاع السكر وارتفاع ضغط الدم وازدياد نسبة الدّهون في الدم.
أخيراً، فإنّ عدم توافر وسائل التّرفيه التي تُشعر الطّفل بالبهجة وحبّ الحياة تجعله يُصاب هو نفسه بالاكتئاب وليس أهله فقط.