Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر August 3, 2017
A A A
هكذا وافق “التلي” على الانصياع
الكاتب: ياسر الحريري - الديار

 

ايام ثلاثة مضت، اعتقد فيها ابومالك التلي انه منتصر، لأن المقاومة قالت انها مستعدة لتأمين انسحابهم، الى حيث يريدون، الا ان جمال حسين زينية” ابو مالك التلي، وبتغرير من بعض الاغبياء اللبنانيين اعتقد انه يستطيع ان يأخذ من حزب الله والمقاومة ولبنان الدولة ما يريد، اذ اقنعوه انه منتصراً ويستطيع ان يأخذ ما لم يستطعه في الحرب.

مصادر متابعة لهذا الملف الوطني الامني،تحرّك البعض في لبنان، وقالوا هناك “مجاهدون” في مخيم عين الحلوة يريدون الخروج معك،نغمة قديمة جديدة كان البعض، من الفصائل الفلسطينية، اقترحها سابقاً على المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، لاخراج هذه الجماعات التي بالفعل لايزيد عددها عن مئة وخمسين مسلحاً من لبنانيين وفلسطينين وسورين،فكان الجواب من يومها ان لا مجال لهذا الحديث، فحاول التلة عبر بعض المرضى استغلال الموقف، تحت اعتبار انهم يستطيعون سرق انتصار لبنان على “جبهة النصرة”. اضافة لكل ما اشيع عن الافراج عن موقوفين.

التفاوض انتهى بمساء اول من امس، وكان ردّ المقاومة الموضوع انتهى، وابلغوا التلة الآتي: “معه مهلة حتى الثانية عشرة ليلاً ان اراد السير بما اتفقنا عليه، والا بعد هذا التوقيت العودة الى الميدان”، هنا نشطت الاتصالات من كل الاتجاهات الداخلية والاقليمية، الا ان المقاومة اصرت وقالت كلمتها، يجري تسليم الموقوفين الثلاثة بعد ان وافق القضاء على اطلاق سراحهم كون لا احكام بحقهم، وتسليم ميادة عبوش وامرأة ثانية، مقابل اطلاق الاسرى الثلاثة، على ان يجري استكمال الملف كما جرى الاتفاق عليه وانتهى.

هنا الوسيط المقرّب من النصرة شعر بجدية موقف المقاومة والدولة اللبنانية، فيما المقاومة كما يقولون ” شحّمت المدفعية” مجدداً واعادت اعطاء التعليمات، الى القيادة الميدانية، ان استعدوا للحسم مع ما تبقى من جماعة التلة، بعد الثانية عشرو والدقيقة الواحدة.

المفاوضون ابلغوا التلة وقالوا ننتظر الى الثانية عشرة ليلاً، حينها جرت اتصالات بين التلة وابوطاقية، والبعض يقول بين قيادة “النصرة” في ادلب وعواصم محددة، ونصحوا بأن حزب الله جدي جداً، ولا تنهوا الموضوع بقتل ما تبقى من جماعتكم ، لأنه سيصار الى اخراج من يريد الخروج من النازحين كما كان الاتفاق، هنا دق هاتف اللواء عباس ابراهيم قرابة العاشرة والنصف ليلاً ليقولوا له انه ابومالك وافق على بدء التنفيذ، وعلى تسليم الاسرى الثلاثة الليلة، على ان يجري تسليم الموقوفين الثلاثة، من جماعته اضافة لتاجر المخدرات عبد الرحمن الحسن.

تبلغت قيادة حزب الله بالموافقة وبدأت العملية اللوجستية للتنفيذ ، لكن بشرط ان تُستكمل اليوم مع السماح ببعض المسائل المتعلقة بالنازحين لتوضيب اغراضهم مجددأ انهاء اللوائح الاسمية، مع ابقاء المجال مفتوحاً لمن يريد الخروج مع “النصرة”، وباقي الشروط العادية التي كانت الموافقة عليها كالستائر داخل الباصات التي ستنقل المقاتلين والنازحين، وبذات الوقت فسر البعض الموضوع، ان التلي لا يريد لاحد ان يراه يخرج مهزوماً وان اجتمع مع عناصره واخبرهم انه منتصر، وان الهجرة من مكان الى مكان ليست هزيمة .

بالعودة الى مخيم عين الحلوة، فأن ملف المطلوبين تماماً كملف التلي لا حزب الله والدولة اللبنانية وافقوا على ان يسلك موكب التلي والنازحين معه – اي بيئته الحاضنة- الاراضي اللبنانية، لأن الجيش والمقاومة اللذين رفضا سلوك قاتل العسكريين والابرياء اللبنانيين، الطرق والاودية اللبنانية، يعلمون انهم لا يمكلون قدرة حمايته على الطرقات اللبنانية، كما ان المنطق الوطني لن يسمح لهم بالقبول والموافقة على ان يسلك هذا المجرم التكفيري القرى اللبنانية، ليذهب حيث يريد، وما كان لاحد من اللبنانيين ليسمح بمروره في قراه، وكانت وقعت واقعة لا احد يعلم اين ستؤدي، لذلك حسناً فعل كل من الجيش والمقاومة برفضهما مرور هذا المجرم التكفيري، الاراضي اللبنانية. لا بسلاحه الفردي او لو كان اعزلاً، وهذا كان موقفاً سيادياً واضحاً كما انه موقفا قانونياً، اي جيش واي جهة امنية تملك قدرة حماية التلي داخل الاراضي اللبنانية من الشعب اللبناني. وليس فقط من أهالي العسكريين الشهداء او الاسرى الى اليوم مع داعش ، الذين كانوا في منزل ابوطاقية ووزعهم على “النصرة” وعلى تنظيم “داعش”.

وفي هذا الموضوع كما قال المدير العام للامن العام، اللواء عباس ابراهيم (كان هناك وسيط ولا تحريك للوساطة الان).
وفي الحقيقة كما تفيد بعض المعطيات، ان الوسيط هو سوري الجنسية من منطقة القصير،كان يتبادل الرسائل حول الاسرى العسكريين مع تنظيم الدولة واميرها،وهو كان يعلم ان الاسرى كانوا مع هذا الامير الذي انتقل الى الرقة وقتل هناك فيما ذهبت زوجته الى تركيا وهي قد تكون تعلم بعض المعلومات عن مصير العسكريين، وهل بالفعل ظلوا في منطقة “داعش”، او انهم انتقلوا للرقة، او انهم استشهدوا او جرى تقسيمهم اى مجموعتين، او ان بعضهم انشق كما جرى اشاعته في الاعلام اوغير ذلك.

مهما يكن من امر ليل الاربعاء فهم التلي وجماعته انه بات امام خيار لا ثان له اما ان يوافق على ما جرى او ليحضر نفسه للمعركة الحاسمة مع حزب الله، وان احتماءه بلنازحين لن ينفعه ولن يعطية افضلية، وهو يعلم كيف كان اليوم الاول والثاني من المعركة وكيف انهارات مجموعاته امام مجاهدي المقاومة في الجرود، وليأخذ الدرس ويفهمه، وهذا ما جرى.