Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر June 27, 2023
A A A
هكذا نعت فيرا يمين “اسعد”

نعت عضو المكتب السياسي في المرده السيدة فيرا يمين الفنان عبدالله حمصي “اسعد” قائلة:
“عيني ما تشوف النوم يا ديب
حاكمها قلق ونعاس يا ديب..”
وقد غفوت ولا يزال موالك والصدى يتردّد في أروقة طفولتنا.
“أسعد” أسعد سهراتنا وكان يطلّ مرة في الأسبوع على الشاشة بالأسود والأبيض وبالألوان “سيكام” مع زملاء الضحكة والوجع وجلّهم من طرابلس المدينة الزاخرة بالمواهب التي زرعت الأرض فنّاً حينما كان الفنُ يُغني الذوق ولا يغتني أصحابه وقد رحل معظهم وهو يُعاني لولا بعض وفاء من أهل الوفاء.
“دويك” الذي لبس ثوب الضيعة وهو ابن المدينة لينزح الى بيروت “وصبحك بالخير ستنا بيروت” حاملا بقجته وأحلامه لمدينة تبحث اليوم عن وجهها في مرايا البحر.
“أسعد” الذي أقسم بيمينه أن لا يغادر شماله كان له تعاون بطعم التعب مع جورج يمّين عملا مسرحيا وحلقات إذاعية وجلسات ودّ الى أن يغفو قمر القلعة في آخر الطلعة في بيته المركون تحت “دكانة أسعد” في أبي سمراء والى جانبه رفيقة دربه وقلبه.
استاذ عبدالله أناديه فتدمع عيناه وقد آلمته إحداهما من غير أن تؤثّر على نظره لأنه كان ينظر بقلبه.
فنان أضحك فأبكى، صمت فأحدث وقعاً لأن الصمت أشدّ تأثيراً من الضجيج وأصدقُ إنباءً من الصراخ.
“كيفو حبيبنا” سؤاله الدائم ” سلميلي عليه يرحم جورج” وكان دفء السلام يسبقني الى “حبيبنا”.
رحل “أسعد”ولا يزال حضوره في “سينمائيات” ومروره في “إهدنيات”مطبوعا كظلّ الشربين المنحدر على المدرّجات.
عبدالله حمصي في تواضعك كل الكبر وفي وفائك فيض من محبة ووعي. أما موهبتك فحالة من الطبيعي -لندرتها- أن لا تتكرّر.