Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر November 11, 2016
A A A
هكذا أصبح اللبناني “عبد الله حمود” أصغر نائباً أميركياً!
الكاتب: النهار

“لو لم يكن لبنان وطني لاخترتُ لبنان وطناً لي”. كلمات قالها عبدالله حمود الشاب الذي رفع اسم بلده في الاغتراب، بعدما اجتاز الخطوة الأولى في طريق السياسة بنجاح، منتزعاً مقعد الحزب الديموقراطي لتمثيل مدينة ديربورن في مجلس نواب ولاية ميشيغن (الدائرة الـ15) بتفوّقه على خمسة مرشحين ديموقراطيين، ليكون أصغر نائب أميركي من أصل عربي يتبوَأ موقعاً نيابياً في الولاية.

“لهذا ترشّحتُ”
سيذكر التاريخ لعبدالله المدعوم من “اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي” إنجازه الكبير، بعدما حصل على 3477 صوتاً في الانتخابات التي أجريت الثلثاء الماضي، فهو من أبرز الناشطين فـي مجال البيئة والصحة، عملَ مستشاراً متطوعاً للعمل فـي وكالة الأمم المتحدة للإغاثة “أونروا” بالأردن فـي الرعاية الصحية للاجئين الفلسطينيين، ليتولَى بعدها عضوية “تجمع العرب الأميركيين” فـي الحزب الديموقراطي فـي ميشيغن، وهو مستشار للرعاية الصحية للنظام الصحي لمستشفى هنري فورد وشركة “هاب” للتأمين الصحي.
لم يسبق لحمود (25 عاماً) ان تبوأ منصباً سياسياً، لذلك عندما سألته “النهار” عن شعوره ضحك وقال بلغة عربية ممزوجة بالانكليزية: “احمد الله ان النتيجة صدرت لمصلحتي، وأشكر جميع من وقف الى جانبي، ولا سيما المجموعة التي عملت معي يداً بيد”. وكيف اتخذ قرار الترشح، أجاب: “منذ ست سنوات أعمل في السياسة، وعندما فتح باب الترشيحات سألني المقرّبون إن كنت أفكر في الأمر. ناقشت الموضوع مع أصدقائي وعائلتي والقادة المنظمين في ديربورن، وبعدما نلت الدعم منهم ترشحت”.
ابن بلدة كونين الجنوبية زار لبنان مرة واحدة “عام 2007: “أردت التعرف الى جدي وجدتي اللذين كانا يسكنان حينها في الضاحية الجنوبية، وبالتحديد في حارة حريك، فمكثت عند اقربائي في تبنين نحو اسبوع قبل أن أعود الى أميركا. أرغب اليوم في معاودة زيارة وطني، رغم وفاة جدي عام 2010 وسفر جدتي الى الولايات المتحدة”.
لعبدالله أربعة أشقاء وشقيقة، ولفت إلى أنّ “والدتي من عائلة بزي من بنت جبيل، وتوفي شقيقي بذبحة قلبية قبل شهر من ترشحي للانتخابات، وهو ما أحزنني كثيراً، فأنا متعلق بالعائلة والأصدقاء، وأكثرُ ما أحبّ فعله تمضية الوقت معهم الى جانب ممارسة رياضة كرة القدم والطائرة”.
وعن طموحه، قال: “أركز اليوم على معرفة ما يجب فعله غداً، لا أفكر في المستقبل البعيد، وسأعمل بعد نجاحي على مواضيع الصحة والثقافة والبيئة والاقتصاد”.

فخر لكلّ لبنان
كونين فخورة بما حقّقه ابنها، وبحسب ما قاله جواد، عمّ والده حسين لـ”النهار”: “ما حققه عبدالله فخرٌ لكل لبنان، على الرغم من ان والده حسين ولدَ في السعودية، وقد شاءت الظروف ان ينتقل الى الولايات المتحدة الأميركية، تزوّج في ذلك البلد وأسس عائلة، ابنه عبدالله الذي نفتخر بما حققه حتى الآن، شابٌ طموحٌ ولدَ في مدينة ديربورن، درس في مدارسها، وتخرج في ثانوية “فوردسون”، ثم في جامعة ميشيغن في “آناربر” حيث حازَ شهادة البكالوريوس في البيولوجيا وشهادة الماجستير في الصحة العامة”. وأضاف ان “آخر مرة زارَ فيها حسين لبنان كانت عام 2010 عندما توفيَ والده، جاء وعائلته من دون عبدالله بسبب انشغالاته الكثيرة، لكن هو دائم الاتصال بي، يطمئن إليّ بين الحين والآخر”.

غدٌ أفضل
وقفت الجالية العربية خلف حمود، لكونه، بحسب جواد، “شاباً موهوباً ومتواضعاً الى أبعد الحدود، دأبَ على خدمتها وتقديم كل مساعدة ممكنة لها”.
وفي احتفال النصر، خاطبَ حمود أنصاره قائلاً: “هذا الفوز هو فوزكم أنتم، وليس فوزي على الإطلاق، وسكان مدينة ديربورن آمنوا بالدور الذي يمكن أن أضطاع به تحت قبة الكابيتول في لانسنغ كنائب عنهم. أما أولوياتي فهي العمل لغد أفضل من خلال التركيز على قضايا الصحة النفسية ومكافحة تعاطي المخدرات والإدمان، والتلوث البيئي، ولا سيما تلوث الهواء، في منطقة “الساوث إند” وتأمين التمويل الضروري في مجال التعليم والمدارس، اضافة الى الضغط من أجل توسيع شبكة النقل العام في المدينة وغيرها من القضايا”.
مرة جديدة يسطع نجم لبناني في سماء الاغتراب، ليؤكد أن هذا البلد الصغير قادر على أن يضيء العالم!