Beirut weather 15.21 ° C
تاريخ النشر April 18, 2022
A A A
هذا ما ورد في مانشيت “النهار”
الكاتب: النهار

لا صوت يعلو صوت الحملات الانتخابية ومع ذلك لا يظهر اللبنانيون بعد الحماسة في الحد الأدنى للانتخابات. هذه الانطباعات تكونت من خلال أيام العطلة المديدة فيما بدا من باب لزوم ما يلزم كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال حضوره للمرة الأخيرة قداس الفصح في بكركي امس لجهة تكرار التاكيدات الرسمية الجازمة باجراء الانتخابات النيابية في موعدها. ولكن الغرابة في كلامه انه امتنع عن تسمية معطلي التحقيق العدلي في انفجار مرفأ بيروت مكتفيا بالتلميح بدون التصريح الى الثنائي الشيعي فيما بدا لافتا تذكير البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الفصح في حضور عون بأهمية التصميم على انتخاب رئيس جديد للجمهورية كاستحقاق أساسي يعقب الانتخابات النيابية. وقد شهدت عطلة الفصح تكثيفا للحملات الانتخابية فيما بدأت وتيرة الانتهاكات لحرية التحركات الانتخابية تتصاعد كما برزت حركة مناهضة واسعة لهذه الانتهاكات. اذ بعد منع أعضاء لائحة معارضة للثنائي الشيعي من إقامة حفل انتخابي في الصرفند اول من امس مزقت لافتة انتخابية كبيرة في وسط بيروت امس للائحة المدعومة من الرئيس فؤاد السنيورة .
وقد استنكر 70 مرشّحاً من 11 لائحة تغييرية في 11 دائرة إنتخابية الإعتداء الذي طال المشاركين في إطلاق لائحة المعارضة في دائرة صور الزهراني، معتبرين أن هذا الإعتداء ينذر بنيّة أحزاب السلطة وعلى رأسها أمل و”حزب الله” منع أي نشاط إنتخابي ديمقراطي في مناطق نفوذها.
وقد وقّع البيان المشترك مرشّحون عن دوائر الشمال الأولى (عكار)، الثانية (طرابلس المنية الضنية)، الثالثة (شمالُنا عن بشرّي الكورة زغرتا والبترون)، جبل لبنان الثالثة (بعبدا)، جبل لبنان الرابعة (الشوف وعاليه)، بيروت الأولى، بيروت الثانية، البقاع الأولى (زحلة)، البقاع الثانية (البقاع الغربي وراشيا)، الجنوب الثانية (صور الزهراني) والجنوب الثالثة (مرجعيون، حاصبيا، نبطية وبنت جبيل).

اما في بكركي حيث عقد الرئيس عون خلوة مع البطريرك الراعي سبقت قداس الفصح فتمنى عون: ” قيامة لبنان، لأننا اليوم نعيش مأساة صعبة تراكمت فيها المشاكل، اعيشها انا كما تعيشونها انتم وما اصابكم اصابني أيضا”. وأضاف: “اطمئنكم كما اطمئن اللبنانيين ان الانتخابات النيابية ستحصل والتحضيرات كافة جاهزة لذلك، الا اذا حصل شيء لا سمح الله. ان اول سؤال يطرحه جميع اللبنانيين والأجانب علي هو اذا ما كانت الانتخابات ستحصل، وفي كل مرة اطمئنهم على انها حاصلة، كما اطمئن الجميع اليوم”.
وتابع: “حدثت اليوم أمور إيجابية منها الاتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي لربما تشكل بدايته بداية لخروج لبنان من الهاوية التي يرزح تحتها، بالإضافة الى عودة الدول العربية اليه وسيادته الطبيعية كما كانت من دون بذل أي جهد”.
وسئل عن التشكيلات القضائية المتعلقة برؤساء محاكم التمييز وبيان وزير المال أمس الذي تحدث عن “خطأ أساسي” فيها، أجاب: “ليس هناك من خطأ أساسي بل هناك عرقلة ويجب ان تعلموا من يعرقل، فليتوقفوا عن الكذب عليكم”.
وردا على ما يقوله لأهالي شهداء مرفأ بيروت الذين حاولوا لقاءه وهم لا يعرفون حتى الآن حقيقة من فجر مدينتهم، قال: “عليهم ان يتوجهوا الى معرقلي القضاء، وجميعكم تعلمون من هو المعرقل، فمن اوقف مجلس الوزراء؟ لماذ تسألون أسئلة تعرفون جوابها؟”
وفي عظته قال الراعي : “فخامة الرئيس، نسر معكم ببروز تباشير توحي بقرب دحرجة الحجر عن الوطن والشعب: فواعدة زيارة قداسة البابا فرنسيس للبنان في حزيران المقبل، وهي بمثابة جسر بين عهدكم وعهد من سيكون خلفكم. وسررنا بزيارتكم لحاضرة الفاتيكان في آذار الماضي ولما تبادلتم مع قداسته ومعاونيه من هموم وتطلعات بشأن لبنان وشعبه. والارتياح يعم جميع اللبنانيين لتأكيد حصول الانتخابات النيابية في موعدها المقرر، وكان تصميمكم بشأنها ثابتا على الرغم من محاولات الإطاحة بها من هنا وهناك. وهذا التصميم إياه تعملون به من أجل تأمين انتخاب خلفكم على رأس الجمهورية في موعده الدستوري. الكل يقدر مساعيكم الهادفة إلى إقرار الموازنة العامة والاتفاق على خطة التعافي، وإلى إقرار الإصلاحات كممر ضروري للنهوض بالبلاد، وإلى صوغ العقد مع صندوق النقد الدولي بعد إجراء التعديلات الضرورية عليه ليتوافق مع الواقع اللبناني، بحيث تأخذ توصياته في الاعتبار حق المودعين بأموالهم، وحماية السرية المصرفية، وخصوصية المجتمع اللبناني ونظام إقتصاده الليبرالي، الذي شكل سر نمو لبنان وازدهاره؛ كما تأخذ في الاعتبار حماية حرية اللبنانيين، وتجنب التأثير على الاستثمارات وتمويل التصدير والاستيراد وتبادل التحويلات بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر. فلا يجوز، تحت عنوان إنقاذ لبنان، أن يتم تغيير هوية نظامه الوطني الاقتصادي التي لا تخضع لأي تسوية دستورية أو مساومة سياسية. إننا على ثقة بأنكم، من موقعكم كرئيس للجمهورية وحامي الدستور، ورمز البلاد، ستسهرون على كل ذلك بالتعاون مع الحكومة والمجلس النيابي”.
أضاف: “في كل حال، لكي تأخذ الإصلاحات كامل مداها إنما تحتاج إلى أن يرافقها بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، وتوحيد السلاح والقرار، عملا بقرارات مجلس الأمن، واعتماد الخيارات الاستراتيجية التي تعزز علاقات لبنان مع محيطه العربي والعالم الديمقراطي. وفيما تعود الدول الخليجية تدريجا إلى لبنان لتساهم في حركة استنهاضه، من الواجب احترام سيادة الدول وحسن العلاقات معها، وتوقف الحملات على هذه الدول الشقيقة، خاصة وأنها حملات لا علاقة لها بمصلحة لبنان، بل بمصالح دول أجنبية”.

بدوره اعتبر ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة في عظة الشعانين انه : “لو كان أحد المسؤولين الحاليين مكان المسيح، لما قبل بما عاناه الرب، ولكان طلب مؤازرة لإسكات كل معارض وصاحب رأي حر، بأي شكل من الأشكال، قائلا في نفسه: يموت لأحيا أنا. أما المسيح، الذي قدم للجميع درسا في احترام حرية الآخر حتى أقصى الحدود، فقد قبل طوعا بأن يصلب، وبعد صلبه برهن للجميع أنه هو الحق والحياة، وأن ما فعلوه به، بتأثير من رؤساء الشعوب، كان خطيئة. ومع ذلك غفر للجميع خطاياهم، وأقامهم معه بقيامته، غالبا تسلط الجحيم وسائر جنود الشر. هذه الحرية يجب أن تكون مصانة في كل الأوقات، لأنها عطية من الله وليست منة من أحد، وعلى الإنسان أن يستعمل حريته بحكمة وتعقل، لكي يمارس حقه دون أن يسيء إلى حرية الآخرين.
هنا أود أن أؤكد لجميع أبنائنا أن عليهم القيام بواجبهم الوطني بكل حرية ومسؤولية، دون أن يتأثروا بأحد، وأن الكنيسة لا تدعم أي مرشح على حساب آخر لأنها تحترم حرية أبنائها”.
واعتبر انه “على صعيد الوطن، الإمتحان الأكبر الذي نقف أمامه اليوم، هو: هل يملك شعبنا إرادة التغيير ويسعى من أجل التغيير أم أنه سينكفئ ويختار القديم الذي اعتاده؟ عندئذ سيتحمل مسؤولية اختياره ولن يلقى لشكواه أذنا سامعة، ولن يكون لأنينه أثر في نفوس سامعيه، لأنه اختار مصيره بإرادته”.

على صعيد المشهد السياسي والانتخابي كان البارز المواقف اللافتة للحزب التقدمي الاشتراكي اذ اعتبر رئيس الحزب وليد جنبلاط في حديث مع “الاغتراب” أن “المحور السوري الإيراني هو ضد ما تبقى من قرار وطني مستقل في المختارة وغيرها واللقاء الديمقراطي مستهدف بكامله لكن هذه ليست معركة تيمور جنبلاط بل معركة القرار الوطني العربي السيادي المستقل”.
وعن الترشيحات، أكد أنه “قمت بالتغيير الممكن والمطلوب ولم أفعل الباقي لأن مروان حمادة ذهب إلى الموت وعاد وذلك بسبب معركة الاستقلال ورفص التمديد للحود ومن خلفه السوري والإيراني وأكرم شهيب كان بعز الحصار من الذين وقفوا معنا”. واعتبر “ان حزب الله لا يؤمن بالحوار ولاحظنا الموضوع من رفيق الحريري الى لقمان سليم ولكن علينا ان نتعاطى ببرودة أعصاب ونواجه”.
ولفت إلى أن “الدول غنية بممتلكاتها ولا أدعو إلى البيع بل إلى الاستثمار ومثلاً يمكن تلزيم قطاع الكهرباء لعشر سنوات بعد اخراج الملف من أيدي جبران باسيل”.