Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر June 14, 2020
A A A
هذا ما ورد في افتتاحية الراي
الكاتب: الراي

هل ينزلق لبنان إلى الفوضى الأمنية، فيلتحق خطرُ فقدانِ السيطرة على الشارع الملتهب أو محاولة توجيه «عصْفه» وفق مقتضيات اللحظة الاقليمية المتفجّرة بالأزمة «المثلثة الرأس» المالية – الاقتصادية – السياسية التي تقبض على البلاد منذ أشهر؟
سؤالٌ أطلّ برأسه من خلف دخان الحرائق والمواجهات التي اندلعتْ في بيروت وطرابلس في «الليل العصيب» (الجمعة – السبت)، من الاحتجاجاتِ الشعبية على وهج الارتفاع «الجنوني» لساعاتٍ في سعر صرف الدولار.
وتهيّبتْ أوساطٌ ديبلوماسية وسياسية، مشهدية التوترات المستجدّة في لبنان الذي يبدو أنه دَخَل في مدارِ «قانون قيصر»، مع بدء العدّ التنازلي لسريانه (بعد 3 أيام)، وتأثيراته التي يُراد أن تكون «مُزَلْزلةً» للأرض التي تقف عليها طهران وحلفاؤها في سورية.
ورأتْ الأوساط السياسية عبر “الراي” أنه لا يمكن قراءةُ «الهبّةِ الساخنة» على أنها حركة خارج «رقعة شطرنج» اللحظة المفصلية في المواجهة الأميركية – الإيرانية والتي يُعتبر «قيصر»، بمفاعيله التي تصيب شظاياها سوريا والمتعاونين معها وحلفاؤها، مسرحاً جديداً لها قد يكون الأكثر إيلاماً.
واعتبرت الاوساط نفسها أنه بعد إنجاز سلّة التعيينات المالية التي بات معها حاكم «المركزي» محاصَراً بأربعة نواب اختيروا من ضمن محاصصة بين الائتلاف الحاكم، وهي التعيينات التي تقاطعتْ المؤشرات عند أنها قوبلت بعدم رضا أميركي، جاء «مناخ الانقضاض» على سلامة ليكمل هذه «الرسالة» ولو تفادتْ السلطةُ، أقلّه حتى إشعار آخَر، «قطْع ورقة» لحاكم مصرف لبنان كان من شأنها في هذا التوقيت الاقليمي وفي غمرة المفاوضات المستمرة مع صندوق النقد الدولي حيال برنامج تمويل إنقاذي للبنان أن «تحرق المراكب» في العلاقة مع واشنطن ومن ورائها المجتمع الدولي وتقضي على آخِر الآمال ببلوع تفاهُم مع الـIMF لا يُبْدي «حزب الله» أصلاً حماسة له.
وفي رأي الأوساط أن «حزب الله» وعبر البطاقة الصفراء التي رُفعت بوجه سلامة، والتي بدا رئيس الحكومة حسان دياب الأكثر استعجالاً لتحويلها «حمراء»، حقق جملة أهداف بينها تأكيد قدرته على تحريك أوراق القوة التي يملكها واستعداده للدفع بها في اتجاهاتٍ تصعيدية ربْطاً بمقتضيات التصدّي لـ«قيصر» ومحاولة استدراج استثناءٍ للبنان الرسمي من التزام موجباته أقلّه في ما خص حركة الترانزيت عبر سورية «المنْفذ» الوحيد البري للبنان إلى دول الجوار، وصولاً إلى نجاحه في جرّ «المركزي» لضخّ دولاراتٍ – بالكاد تكفي أصلاً لتغطية استيرد مواد استراتيجية للبنان (لنحو سنة ونصف السنة) – تتقاطع تقديرات الخبراء عند أنها لن تتمكن من لجْم ارتفاع الدولار إلا لفترة قصيرة، ولكنها ستزيد من عمليات تهريبه إلى سورية «دعماً لصمود النظام وتعطيلاً للعقوبات الأميركية الآتية».
ولم يحجب هذا البُعد من المشهد اللبناني وتوتراته التصاعُدية، الأنظار عن المخاطر المتدحرجة جراء الإمعان في استباحة وسط بيروت بأعمال شغب وتحطيم محلات تجارية وحرق فروع مصارف، وهو المشهد التخريبي الذي شهدت طرابلس أيضاً ليل الجمعة فصولاً شبيهة له، عادتْ وتجدّدت عصر أمس، مع مواجهاتٍ بين محتجين والجيش أدت إلى عشرات الجرحى وأعقبت محاولة اعتراض شاحنات محملة بمواد غذائية، اعتبر شبان غاضبون أنها مهرَّبة إلى سورية.