Beirut weather 15.21 ° C
تاريخ النشر May 1, 2024
A A A
هذا ما ورد في افتتاحية “البناء”
الكاتب: البناء

جاء إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن نيّته مواصلة الحرب حتى القضاء على حركة حماس، سواء تمّت صفقة الهدنة والتبادل أم لم تتمّ، ليوجّه رصاصة الرحمة لمشروع الصفقة التي عرفت بصفقة بلينكن نسبة لوزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الذي جال عواصم المنطقة ويصل اليوم إلى الأردن لتسويق مشروع الصفقة. وجاء كلام نتنياهو بعد لقائه بوزير أمنه الداخلي ايتمار بن غفير الذي جدّد التهديد بفرط الحكومة إذا قرر نتنياهو الخروج من الحرب وتراجع عن الهجوم على مدينة رفح، ويأتي كلام نتنياهو رداً على تصريحات عديدة أميركية وأوروبية تقول إن الخيارات أمام نتنياهو هي بين الصفقة ومعركة رفح.

 

بالمقابل لم تقل بعد حركة حماس التي تحمل تفويض فصائل المقاومة كلمتها النهائية، رغم الضغوط التي تتعرّض لها خصوصاً على الصعيد العربي، بعد اتصالات الرئيس الأميركي جو بايدن بالرئيس المصري وأمير قطر طالباً مساعدتهما بإلزام حماس بقبول صفقة بلينكن.
مصادر فلسطينيّة تتابع مسار التفاوض، قالت إن المقاومة مستعدّة لإبداء المزيد من المرونة في قبول تجزئة الحل الشامل على مراحل، لجهة نقل بنود من مرحلة إلى مرحلة، لكن بشرط أن يتضمن الحل الشامل كل المبادئ والشروط المعروفة منذ نهاية الهدنة في أول كانون الأول من العام الماضي عندما رفضت المقاومة القبول بهدنة جديدة منفصلة عن حل شامل يقوم على إنهاء الحرب على غزة وفك الحصار وإعادة الإعمار إضافة لملفات التبادل والمساعدات وعودة النازحين. ولا يوجد عاقل يستطيع تخيّل قبول المقاومة بهدر دماء الذين استشهدوا منذ ذلك التاريخ والقبول بما تمّ رفضه لستة شهور.

 

في العالم تستمرّ التحركات الطالبية التضامنية مع فلسطين وغزة، وتجتاح المزيد من العواصم والجامعات، وفي أميركا يزيد التوتر في عدد من الجامعات مع محاولات اقتحام الشرطة لبعضها، وقام أمس متظاهرون من الطلاب المؤيدين لفلسطين باقتحام مبنى في جامعة كولومبيا رفضاً للعدوان على غزة واطلقوا عليه اسم الطفلة الفلسطينية الشهيدة هند بركات، رافعين عليه لافتة تحمل اسمها ورسم حنظلة أيقونة رسام الكاريكاتير الفلسطيني الشهيد ناجي العلي.
في المنطقة مزيد من التصعيد، خصوصاً في عمليات المقاومة البطولية في غزة، واستهداف متجدّد لقوات الاحتلال في شمال قطاع غزة وجنوبه، بينما جبهات الإسناد تشتعل بمزيد من العمليات النوعية، حيث أقرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، باستهداف القوات المسلحة اليمنية لسفينة إسرائيلية في المحيط الهندي. من جهتها، أقرت القيادة المركزية الأميركية، باستهداف القوات المسلحة اليمنية سفينة «سيكلاديز» التي حاولت العبور سراً إلى موانئ فلسطين المحتلة.
وقالت القوات الأميركيّة إن «جماعة الحوثي أطلقت 3 صواريخ باليستيّة مضادة للسفن ومسيّرات باتجاه السفينة سيكلاديز»، مشيرةٍ إلى أنّها اشتبكت مع مسيّرة تابعة للحوثيين في البحر الأحمر. بينما قالت وكالة أسوشيتد برس إن السفينة «إم إس سي أوريون» التي تعرّضت لهجوم في المحيط الهندي، تديرها شركة «زودياك ماريتايم»، وهي شركة مملوكة للملياردير الإسرائيلي «إيال عوفر»، وأضافت أن الهجوم من اليمن على السفينة «إم إس سي» في المحيط الهندي يثير تساؤلات حول الكيفيّة التي تمكّن بها اليمنيّون من تنفيذ هجوم بحريّ على مسافة بعيدة على هدف متحرك، دون امتلاكهم أسطولاً بحريّاً أو أقماراً صناعيّة. وفي صنعاء قام الاعلام الحربي بنشر مشاهد توثق لحظة استهداف سفينة (CYCLADES) في البحر الأحمر بطائرة مسيّرة من نوع شهاب بعد انتهاكها قرار حظر مرور السفن المتّجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة.

 

اما على جبهة جنوب لبنان فقد اعترف إعلام كيان الاحتلال بسقوط عدة إصابات في عملية إطلاق حزب الله لصاروخ مضاد للدروع تجاه آلية في راموت نفتالي في الجليل الغربي. ونقلت القناة 12 العبرية عن اللواء في قوات الاحتياط والنائب السابق لرئيس الأركان «يائير جولان» قوله، «بينما يفكر نتنياهو في عملية خالية من أي أهمية استراتيجية في رفح، تتلقى المطلة نيراناً من حزب الله، المدن مهملة والفشل الذريع مستمر بشكل أسوأ. نتنياهو سحق الشمال وسلّمه لرحمة حزب الله».
عشيّة وصول رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فونديرلاين إلى بيروت غدا الخميس 2 أيار الحالي، برفقة الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، حضر ملف النزوح السوري في السراي أمس. فاستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري نصري خوري الذي زار قائد الجيش أيضاً، وعرض معه التطوّرات الراهنة والأوضاع بين البلدين والملفات المشتركة، وسبل تسهيل عودة النازحين السوريين. واستقبل ميقاتي رئيس بعثة لبنان الدائمة لدى الاتحاد الأوروبيّ السفير فادي حاج علي وبحث معه التحضيرات لزيارة رئيسة المفوضيّة الأوروبيّة أورسولا فونديرلاين الى لبنان الخميس.
ورأس رئيس الحكومة اجتماعاً في السراي شارك فيه وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، وزير البيئة ناصر ياسين والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمد المصطفى. بعد الاجتماع قال حجار «اجتمعنا كلجنة وزارية مصغرة لمتابعة تطورات الحرب في الجنوب، وتباحثنا بشأن ما نقدّمه حالياً للنازحين من مساعدات حتى ولو كانت ضئيلة وكيفية تقديم هذه المساعدات إن كان على صعيد المواد الغذائية او الإيواء او الدعم المادي. كما بحثنا في ما يمكن تقديمه للجنوبيين من دعم لتخفيف الأعباء. وهذا الامر سيُطرح لاحقاً في الموضوع البلدي وبعض الفواتير الثابتة التي يتحملها الجنوبي وخاصة القاطنين ما بعد الليطاني. كما بحثنا ما تقوم به وزارة الصحة حالياً ووزارة الشؤون لمواكبة أوضاع الناس»، أضاف: «وفي حال حصل وقف لإطلاق النار تباحثنا في كيفيّة متابعة الحكومة لعملية مسح الأضرار، على أن نعقد اجتماعات لاحقة لعرض السيناريوهات المحتملة، وفي حال تدهور الأوضاع تباحثنا في الوضع على المستويين الصحيّ والغذائيّ وكيفية تأمين المحروقات والمياه والأوكسيجين وغيرها، وسنبقي اجتماعاتنا مفتوحة لمتابعة الأوضاع وما يعني الوضع في الجنوب».

 

الى ذلك التقى وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، نظيره «الإسرائيلي» يسرائيل كاتس، في تل أبيب، حيث تأتي هذه الزيارة التي تستغرق 24 ساعة بين القدس وتل أبيب، كجزء من جولة في الشرق الأوسط استهلّها من لبنان. وقال سيجورنيه بشأن لقائه كاتس: «أكدت موقفنا بوجوب إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة وخفض التصعيد في لبنان». وأضاف» «شاركنا مع «إسرائيل» مقترحات قدّمت للبنان لتهدئة التوتر مع حزب الله». وأشار إلى أن أساس المقترحات التي قدمت للبنان وإسرائيل هو ضمان تنفيذ القرار 1701.

 

وتتضمن الورقة الفرنسية للتهدئة بلبنان وقف الأعمال العسكرية بين حزب الله والجيش الاسرائيلي وعودة النازحين في المرحلة الثانية من كلا الجانبين ومن ثم العودة إلى مفاوضات تثبيت ترسيم الحدود البرية وإيجاد حل لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر.
وتشير أوساط سياسية مطلعة لـ»البناء» الى أن التعديل في الورقة الفرنسية تضمن استخدام عبارة «تموضع» بدلاً من «انسحاب حزب الله من جنوب نهر الليطاني»، مع إشارة الأوساط نفسها إلى أن الورقة تشدّد على أهمية تفعيل تفاهم نيسان 1996.
وليس بعيداً قالت مصادر سياسية إن حزب الله تسلّم نسخة عن الورقة الفرنسيّة عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان من جهته قد تسلّمها مساء الاثنين. وفيما أشارت المصادر الى ان حزب الله أبدى ارتياحاً للتعديلات التي وردت على الورقة الفرنسية لجهة استخدام عبارة «إعادة تموضع»، فضلاً عن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من النقاط الست العالقة، اكدت ان الحزب لا يزال على موقفه الرافض لأي تفاوض قبل وقف الحرب على غزة.
وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدتي العديسة ويارون وعلى بئر المصلبيات بين بلدتي حولا ومركبا واستهدف أيضاً بلدة عيتا الشعب، وشنّ غارة بين كفركلا والعديسة على عويضة لجهة الطيبة.
في المقابل، أعلن حزب الله أنه «وبعد ‏رصد ومتابعة لحركة دبابة ميركافا إسرائيلية كانت تعتدي على أهلنا وقرانا وتتحصّن داخل ‏موقع المطلة، باغتها مجاهدونا واستهدفوها بالصواريخ الموجّهة ما أدى إلى إصابتها وتدميرها وسقوط ‏أفراد طاقمها بين قتيل وجريح». وأن مجاهدي الحزب استهدفوا «تموضعاً لجنود العدو ‏الإسرائيلي خلف الشادر العسكري داخل موقع المطلة بالصواريخ الموجّهة وأصابوه إصابة ‏مباشرة وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح».‏
وهزّت 6 انفجارات بين مباني مستعمرة المطلة الإسرائيلية باستهداف مباشر من لبنان. واعلن حزب الله أن عناصره قاموا بنصب كمين محكم ‏ضد آلية عسكرية «إسرائيلية» عند ‏مثلث «يفتاح» – «رموت نفتالي»، وعند وصولها إلى نقطة المكمن تم استهدافها بالأسلحة الصاروخية الموجّهة وأصابوها إصابة مباشرة ‏حيث ‏جرى تدميرها واحتراقها بمن ‏فيها.

 

ونقلت وسائل إعلام إسرائيليّة عن العقيد كوبي ماروم، في قوات الاحتياط في جيش العدو الإسرائيلي، قوله: «إن المستوى السياسي تجنّب اتخاذ القرارات الصعبة في الشمال في ظل عدم اليقين، خوفًا من التصعيد، واختار الذعر وأظهر الضعف». وأضاف ماروم: «أنّ حجم التسلح أدى إلى حقيقة أنّ حزب الله يمتلك اليوم مجموعة من الصواريخ والقذائف التي تغطّي كامل أراضي دولة «إسرائيل»، بما في ذلك القدرة على ضرب مواقع وقواعد استراتيجية مختلفة»، وقال إن: «تهديد حزب الله لا يُعرّض الجيش الإسرائيلي للخطر فحسب، بل يُعرّض الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة بشكل رئيسي».
وتابع: «إننا نشهد حرب استنزاف يستخدم فيها الجيش الإسرائيلي القوة الجوية والمدفعية والدبابات ضد حزب الله، وعلى الرغم من النجاحات التكتيكيّة، لكننا نتجاهل الإنجاز الكبير الذي حقّقه حزب الله، حيث أنشأ منطقة أمنية في الأراضي الإسرائيلية، وأجبر أكثر من 70 ألف مستوطن على إخلاء منازلهم». وختم ماروم: «يبدو أنّ «إسرائيل» تفشل في تحقيق الهدف الأهم، وهو خلق واقع أمنيّ يسمح بعودة المهجّرين إلى منازلهم، والعمليات العسكرية لا تُلغي الإنجاز الاستراتيجيّ لحزب الله، وهو – كما ذكرنا – إجلاء سكان الحدود الشمالية الذين نزحوا من منازلهم منذ أكثر من ستة أشهر».
رئاسياً، كتبت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا على منصة «إكس»: «في لقاء مع السفير البابوي المونسنيور باولو بورجيا، أكدنا ضرورة تعزيز الجهود الجماعيّة للمساعدة على دفع عملية انتخاب رئيس للجمهورية قدماً وتعزيز مؤسسات الدولة في لبنان».
الى ذلك، وفي الملف الرئاسي أيضاً، أعلن الوزير المكاري أن «نظرية انسحاب رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه أم لا هي نظرية خاطئة، إذ ان الذهاب الى الحوار فقط في حال انسحابه لم يعد حواراً، ومن يقرر انسحاب فرنجيه ام لا هو فرنجيه نفسه»، داعياً الفريق الآخر الى» الاتفاق على مرشح». وأوضح ان «موضوع ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور اصبح خارجاً والترشيح لم يكن جدياً بل فقط لإخراج فرنجية من السباق».

 

 

وأكد عضو كتلة «الاعتدال الوطني» النائب وليد البعريني أن «مبادرة الكتلة مستمرة بانتظار التسوية الداخلية – الخارجية لانتخاب رئيس للجمهورية»، مشيرا إلى ان «هناك نقاطاً إيجابية تدفع تلك المبادرة باستمرار». واعتبر أن «الموضوع المعرقل لانتخاب رئيس، هو الدعوة إلى الحوار ومن ثمّ إلى جلسة انتخابية»، لافتاً إلى أن «رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يقبل بأن يدعو تكتل الاعتدال الوطني إلى الحوار»، مشيراً إلى أن «كلًّا منا يقوم بدوره».

وعقد لقاء أمس في منزل النائب فريد الخازن وبحضوره، جمع وليد غياض ممثّلاً البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ووفداً من حزب الله برئاسة الحاج محمد سعيد الخنسا وعضويّة الدكتور مصطفى علي والدكتور عبدالله زيعور. وتمحور النقاش حول ثلاثة ملفات هي: رئاسة الجمهوريّة، النازحون السوريّون والوضع في الجنوب.

 

 

على خط آخر، حادثة مفجعة وقعت أمس، وطرحت تساؤلات حول الرقابة على إجراءات السلامة العامة في لبنان، حيث قتل 8 أشخاص على الأقل جراء حريق نجم عن تسرّب غاز داخل مطعم «pizza secret» بناية غناجة، في منطقة بشارة الخوري.
وأعلن فوج إطفاء بيروت أن «عناصره أطفأت حريقاً في المطعم المذكور وأوضح أن «تسرّب مادة الغاز أدى إلى انفجار في المطعم وسقوط ضحايا بين قتيل وجريح». وأفادت المعلومات بأن الضحايا قتلوا نتيجة الاختناق ولم يستطيعوا الخروج من المطعم لأن الحريق تمركز عند باب المطعم في بشارة الخوري. وعمل القاضي زاهر حمادة على توقيف صاحب المطعم ووضع حراسة على أحد العمال المصابين بعدما نقل إلى أحد المستشفيات.
وفور شيوع الخبر، وصل وزير الداخلية بسام مولوي إلى مكان الحريق الهائل في بشارة الخوري، وقال: «الأدلة الجنائية ستجري تحقيقها في الحادثة والقضاء حتماً سيظهر الجهة المسؤولة والمعلومات الأولية أشارت إلى سقوط 8 ضحايا ويتم التأكد من ضحية تاسعة».