Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر May 21, 2021
A A A
هذا ما ورد في افتتاحية البناء
الكاتب: البناء

 

مع الجمود الحكوميّ الذي سيبقى مع تلاوة رسالة رئيس الجمهورية أمام المجلس النيابي اليوم، كان الأبرز ما قاله النائب السابق وليد جنبلاط، عن رفض سعوديّ للتعاون مع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، داعياً لتضحية يقدّمها الحريري لصناعة التسوية، متسائلاً عما إذا كان يجب أن يبقى لبنان معلقاً على علاقة الحريري بالسعودية؟
وفيما تراجع منسوب التوتر على الحدود الجنوبيّة مع فلسطين المحتلة، سجل الداخل توترات وإشكالات أمنيّة متنقلة في أكثر من منطقة على خلفيّة الاعتداءات التي قام حزب القوات على الحافلات التي تقل السوريين خلال توجّههم إلى مبنى السفارة السورية في بعبدا للمشاركة في الاستحقاق الرئاسي السوري، ما أدّى إلى وقوع عدد من الجرحى أحدهم بحال الخطر.
وكانت عشرات الحافلات الكبيرة والصغيرة التي تقل آلاف النازحين السوريين انطلقت من مراكز التجمع في منطقة البقاع الشمالي صباح أمس، إلا أن عناصر القوات عرقلت مسيرتهم وعمدت إلى الاعتداء المباشر عليهم.
وبحسب المعلومات الميدانيّة فقد تعرّض النازحون السوريون لضغوط من بعض بلديات البقاع والمنظمات الدولية، ولتهديدات أيضًا من بعض مواطنيهم في مخيمات النازحين في عرسال، لثنيهم عن ممارسة حقهم في الانتخابات، الى أن وصل الأمر الى حدّ الاعتداء الميداني إثر تعرّض “فان” يقوده حسين علي كردية إلى رشق بالحجارة قرب محطة التل في سعدنايل أثناء نقله ناخبين إلى السفارة السورية في بيروت نتج عن ذلك إصابة السوري محسن صالح إبراهيم وقد نقل إلى مستشفى الميس للمعالجة، وهو بحالة حرجة.
وفي الشمال، انطلق حشد كبير من النازحين السوريين باتجاه السفارة السورية في بيروت، فاصطفّت عشرات الباصات والفانات على طول الطريق العام الذي يربط المنية بعكار وسط إجراءات أمنية واكبتها عناصر مخابرات الجيش اللبناني وقد حضر الى المكان عدد من وجهاء عشائر عرب سورية ورئيس المركز الوطني كمال الخير.
وتجمّع عدد كبير من الناخبين السوريين ممن سجلوا أسماءهم في قائمة الانتخابات عند ساحة نصب الجيش في جبل محسن بطرابلس رافعين الأعلام السورية وصور الرئيس بشار الأسد توجّهوا بمواكبة أمنية إلى السفارة السورية في بعبدا لممارسة حقهم في الانتخابات، لكن ما إن وصلت الى منطقة نهر الكلب حتى تبيّن أن مناصرين لأحزاب لبنانية أقاموا حاجزًا مخصّصاً لاعتراض حافلات الناخبين، وهناك اعتدوا عليهم بطريقة وحشية. ولم تسلم حافلة تقلُ متضامنينَ معَ فلسطينَ من الاعتداء الميليشياوي على نهر الكلب خلالَ توجهِهم من الشمالِ الى جنوبِ لبنانَ.
ولاقت الاعتداءات على حافلات السوريين حملة استنكار وإدانات واسعة شملت معظم القوى والأحزاب الوطنية والقومية والإسلامية اللبنانية.
ورأى رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان في تصريح، أن هذه الاعتداءات تعكس إفلاساً لدى الجهات المحرّضة والمنفذة. ولفت الى أنّ الجهات المعتدية باتت معروفة لدى الرأي العام وهي بأفعالها المشينة كناية عن عصابة أشرار وتمارس عملاً تخريبياً وفتنوياً، ليس ضدّ دولة شقيقة للبنان وحسب، بل ضدّ لبنان، فالاعتداءات بهذا الشكل تمس هيبة الدولة والمؤسسات العسكرية والأمنية، وتضرّ بالوحدة الوطنية والاستقرار.
بدوره، استنكر “حزب الله” في بيان، “بشدة الاعتداءات المشينة التي لا تمتّ ‏بأي صلة الى القيم الأخلاقية والتصرف الإنساني والعلاقات الطبيعية المفترضة بين ‏الشعبين اللبناني والسوري”. موضحاً أن “مشاركة المواطنين السوريين بهذه الكثافة العالية في ‏الانتخابات الرئاسية أزعجهم بشدة، بعدما سقط بالكامل مشروع الاستثمار السياسي ‏في النازحين السوريين ومأساتهم التي تسبّبت بها قوى التكفير والإرهاب ورعاتها ‏الدوليون والإقليميون”.
كما استنكرت حركة أمل “بشدة ما حصل اليوم من اعتداءات على مواطنين من الشقيقة سورية”. وفي بيان اعتبرت الحركة أن “هذه التصرفات لا تمتّ بصلة إلى القيم الأخلاقية والانسانية اللبنانية، بل تمثل عنصرية بغيضة غريبة عن المجتمع اللبناني، وخارجة عن أصول التعاطي بين أشقاء تجمعهم علاقة أخوية متجذرة”.
وأكد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، أن “الاعتداء على الناخبين السوريين في لبنان مؤلم، ونضعه برسم السلطات المعنية في لبنان”. أضاف أن الاعتداء على حافلات الناخبين لا يليق باللبنانيين، مؤكداً أنه يضع “هذه الاعتداءات برسم السلطات المعنية في لبنان”.
في غضون ذلك، يعقد المجلس النيابي جلسة اليوم في قصر الأونيسكو برئاسة رئيس المجلس نبيه بري لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حول الوضع الحكومي. وأشارت مصادر نيابية لـ”البناء” إلى أن “المجلس سيتخذ موقفاً لكن لم يُحدَّد بعد”، موضحة أن “جلسة اليوم لتلاوة الرسالة وترفع الجلسة ولاحقاً يحدّد الرئيس بري موعداً لجلسة المناقشة قد تكون مطلع الأسبوع المقبل”.
وحتى ذلك الحين يسعى الرئيس بري جاهداً مع كل الأطراف بحسب المصادر “لاحتواء مسبق لأي توتر وتصعيد كلامي وسياسي وطائفي خلال الجلسة، لكن لم يحصل حتى الساعة على ضمانات من كافة الأطراف بهذا الشأن”. وكشفت المصادر أنه “من الآن وحتى انعقاد جلسة مناقشة الرسالة ستكون هناك اتصالات ومشاورات تصبّ في إطار التهدئة والتخفيف من حدة أي توتر محتمل للحفاظ على الاستقرار والتوازن الداخلي”.
ودعت كتلة الوفاء للمقاومة خلال اجتماعها أمس، برئاسة النائب محمد رعد الى “وجوب أن يبذل الجميع جهودهم لتشكيل الحكومة اللبنانية التي تعتبر المدخل الضروري والحصري لوضع خطة الحل والإنقاذ ومواجهة المشاكل والصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها الشعب اللبناني، والتي تستلزم الاهتمام بالمصلحة العامة كأولوية وعدم التوقف عند الحسابات الخاصة والضيقة”.
أكدت الكتلة أننا “واثقون بأن ما راكمه المقاومون الفلسطينيون من انتصارات في مختلف الاتجاهات خلال هذه الجولة من القتال والمواجهة ضد الصهاينة الغزاة، سيؤسس لمرحلة واعدة من الإنجازات الميدانية والتعبوية والسياسية والاستراتيجية، تعود بالخير الوافر على كل شعب فلسطين وشعوب المنطقة كافة”.
على صعيد آخر، أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن البنك المركزي سيقوم بعمليات بيع الدولار للمصارف المشاركة على منصّة Sayrafa بـ12 ألف ليرة للدولار الواحد.