Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر June 19, 2022
A A A
هذا ما ورد في افتتاحية “الأنباء”
الكاتب: الأنباء

أربعة أيام فاصلة عن موعد الاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة العتيدة التي يعلّق اللبنانيون آمالهم عليها وينتظرون منها أن تكون خشبة خلاصهم من الأزمة التي يتخبط فيها البلد منذ بداية هذا العهد، الذي لم يبق له إلا التمسك بحبال الهواء بانتظار الفرج.

ومن رحم هذه المعاناة، جدد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط المطالبة بتشكيل الحكومة، واصفاً المرحلة التي يمر بها لبنان اليوم بالقاسية وتتطلب حكومة إصلاحية ومنتجة خارج التنازع السياسي وبدع الثلث المعطل لطرف أو الوزارات المحسومة لفريق آخر، حكومة قادرة على التواصل مع المجتمعين العربي والدولي.

مصادر سياسية توقفت عند مطالبة العديد من القوى السياسية بحكومة منتجة وفاعلة تضع في سلم أولوياتها معالجة الوضع الاقتصادي المنهار، من دون ان تكشف عن اسم “الفدائي” الذي بإمكانه تحمّل هذه المسؤولية، وإذا وعد وفى، وإذا قرر فعل.

المصادر أشارت عبر “الأنباء” الإلكترونية الى أن “المشكلة ليست باسم الشخص الذي يكلف تشكيل الحكومة بل بالشروط التي تضعها أمامه بعض الكتل، وأسلوب المحاصصة الذي يحوّل إلى رهينة في أيدي تلك الكتل، فيتحوّل الجهد من تشكيل حكومة لإنقاذ البلد الى حكومة لإرضاء هذه القوى، فتنتهي الأمور الى تشكيل حكومة على شاكلة الحكومات السابقة”.

المصادر لفتت الى اللقاءات التي يجريها السفير السعودي وليد البخاري في دارته في اليرزة مع النواب والقيادات السنّية، وفي مقدمهم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة. وتوقعت أن يكون لتلك اللقاءات تأثير كبير في الاستشارات النيابية يوم الخميس المقبل.

توازياً، أشار عضو لقاء نواب الشمال أحمد الخير في حديث مع “الانباء” الالكترونية الى أنه وزملاءه في اللقاء ما زالوا في اطار التشاور في ما بينهم، ولم يتوصلوا بعد الى اتخاذ قرار موحّد، كاشفاً أنهم بمعزل عن الدخول في الأسماء فهم ليسوا بعيدين عن الرئيس نجيب ميقاتي ولا عن أي شخص غيره قادر على تحمّل المسؤولية، فالموضوع بالنسبة له يتعلّق بذهنية القيمين على تشكيل الحكومة، فهل ستتغيّر أم ستبقى على حالها. والأسماء من وجهة نظره ليست مهمة وكذلك العناوين، وسأل: “فهل يدرك الجميع حجم الازمة بمعزل عن الخلافات القائمة في ما بينهم؟ وهل الجميع مصممون على التعاون لمصلحة البلد دون تدخلات واملاءات خارجية؟ فنحن ما يهمنا لهلنا وناسنا لأن أوضاعنا صعبة جدا والبلد أصبح على شفير الهاوية”.

بدوره، كشف النائب بلال الحشيمي عن اجتماع يعقد غدا الاثنين مع زملائه النواب المستقلين، كاشفاً في اتصال مع “الانباء” الالكترونية ان الاتجاه يميل الى تسمية الرئيس ميقاتي باعتباره الأنسب في الوقت الحاضر “لأنه لا يمكن تسمية شخص لا يمتلك الخبرة في هذه الفترة القصيرة”، مضيفا “ربما تصبح الامور أسهل بعد الاستحقاق الرئاسي اذ لم يبق سوى أربعة أشهر، فماذا يمكن ان يفعل من لا يملك الخبرة فنكون في ظل حكومة تصريف اعمال ورئيس مكلف فتضيع الطاسة وتتشتت المسؤوليات”، ملمّحاً الى امكانية حصول تبديل في بعض الوزراء في الحكومة الحالية من 5 الى 6 وزراء يجري استبدالهم بوجوه جديدة.

وقال حشيمي: “بين الاسماء المتداولة يبقى ميقاتي الأوفر حظاً”، سائلاً: “كيف يحل ميقاتي عقدة جبران باسيل الذي بدأ بوضع الشروط بقصد الفوز ببعض الحقائب الدسمة فهل يخضع ميقاتي لهذه الشروط وكيف سيتعامل معها؟” داعياَ الى عدم الاطالة وتشكيل حكومة اليوم قبل الغد لإنقاذ الوضع الاقتصادي المنهار.

أيام فاصلة اذ ستكون اللقاءات فيها مكثفة لتحديد اسم الرئيس المكلف الجديد، في حين تبقى هموم الناس تتصدر الأولويات والبوصلة التي يجب ان تتبعها القوى السياسية لإنقاذ ما تبقى من هذا البلد.