Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر October 17, 2020
A A A
هذا ما ورد في إفتتاحية “النهار”
الكاتب: النهار

تحت عنوان “في سنة الانتفاضة الاستهانة “الحاكمة” الى الذروة!”ن كتبت صحيفة النهار في افتتاحيتها:

اذا كان ” العام المروع ” كما وصفه المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش أدى بانهياراته وويلاته الى احياء الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة 17 تشرين الأول 2019 اليوم بمرارة عدم تحقيق أهدافها الأساسية في التغيير الجذري من جهة ، ولكن مع اشتداد الحاجة الى بقاء شعلتها بل تصعيد تحركاتها وأفكارها وثقافة الانتفاضة من جهة أخرى، فان المشهد السياسي وحده يفترض ان يحفز الانتفاضة على تجديد الثورة بأساليب مختلفة وحاسمة هذه المرة.
في ذكرى سنة الانتفاضة التي تعتبر اكبر تعبير احتجاجي اجتماعي وإصلاحي وثورة على الفساد عابرة كل المناطق والطوائف والفئات، وجد اللبنانيون انفسهم امام أسوأ فصول الاستهانة السياسية اطلاقا بجبل الازمات والانهيارات والمشكلات المتدافعة والمتزاحمة في اخطر مصير يواجهه لبنان في تاريخه وفي سنة مئوية قيام لبنان الكبير. مع مرور سنة على الانتفاضة التي بدأ احياء ذكراها منذ مساء امس وستتوالى اليوم فصول هذا الإحياء في وسط بيروت والعديد من المناطق، صدم اللبنانيون بمستوى الاحتقار لمعاناتهم ومآسيهم لدى جهات سياسية ورسمية معنية في المقام الأول باحترام الأصول الدستورية وعدم تسخيرها للشخصنة والعوامل السياسية والحزبية الضيقة والمضي في الاستهانة بإفقاد لبنان أي فرصة متاحة للإنقاذ أيا تكن الاعتبارات السياسية التي تطرح كذرائع فارغة من أي مضمون جدي وحقيقي لاستعجال فرصة تشكيل حكومة انقاذية. بدأ الامر مع ارجاء مفاجئ للاستشارات النيابية الملزمة يوم الخميس الماضي من دون أي مسوغ مقنع او موضوعي بدليل ان أي طرف او تكتل نيابي لم يتطوع لتبني الذريعة التي أعطيت للارجاء خصوصا وسط ضياع التبريرات التي طرحتها الجهات المعنية ساعة بذريعة طلب كتل نيابية هذا الإرجاء وساعة بعنوان الميثاقية . وتصاعدت معالم هذه الازدواجية الفاقعة امس بعدما بدا واضحا ان المضي في هذه المغامرة الخطيرة الناشئة عن تضييع فرصة تشكيل الحكومة لتصفية حسابات شخصية بات ينذر بوضع رئاسة الجمهورية في موقع شديد الحرج والخطورة لانها ستتحمل تبعات مخيفة ان جرت الاستهانة مرة ثانية الخميس المقبل بإرجاء جديد للاستشارات او التسبب بتمديد الفراغ الحكومي وترك البلاد تحت وطأة سلطة شبه مشلولة تجسدها حكومة تصريف الاعمال الحالية، كما بدأت تلوح بذلك بعض الدوائر المحيطة بالرئيس ميشال عون. واذا كان الرئيس سعد الحريري التزم والزم أوساطه قراره بالصمت المعبر المطبق اقله في انتظار الخميس المقبل وما يمكن ان يقدم عليه معطلو استحقاق التكليف، فان ذلك لم يحجب التداعيات البالغة الخطورة التي بدأت ترتسم حيال هذه النزعة الجارفة لجعل الاستشارات ألعوبة بل رهينة محاولة ارغام الحريري على التراجع والتزام التنازلات امام رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل. ولكن بدا مساء امس ان دوامة التناقضات في التسريبات المتعلقة بموقف القصر وموقف باسيل بلغت ذروتها بعدما تبين ان الحريري ليس في وارد القيام باي خطوة. اذ بإزاء تلويح القصر نهارا ان ارجاء الاستشارات مرة ثانية ليس مستبعدا اذا لم يحصل اتصال بين بيت الوسط وباسيل، فان الأوساط القريبة من باسيل جزمت بانه ليس في وارد أي اتصال بالحريري ولن يبدل موقفه الرافض لتكليفه مهما حصل. كما تحدثت التسريبات عن اقحام فرنسا في هذه الزاوية فتحدثت
عن محاولة فرنسية لتأمين تواصل بين الحريري وباسيل ثم اشارت معلومات الى ان وسيطا محليا حاول السعي الى تواصل بين الاثنين ولكنه لم يوفق.
في أي حال لم تكن دلالات المأزق الذي تسبب به قرار ارجاء الاستشارات بعيدا من المواقف والمعطيات التي واكبت جولة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر على عدد من المسؤولين والقادة السياسيين مستثنيا منها مرة أخرى النائب جبران باسيل. ولكن زيارة شينكر لقصر بعبدا امس واجتماعه مع رئيس الجمهورية لم تمر من دون إشكالات اذ انه بعد الزيارة عممت معلومات رسمية من بعبدا نسبت الى شينكر انه “نوه بالدور الإيجابي الذي يلعبه الرئيس عون في قيادة مسيرة مكافحة الفساد وتغيير النهج الذي كان سائدا في السابق”. ولكن المتحدث باسم السفارة الأميركية في بيروت كايسي بونيفيلد سارع الى التوضيح لـ “النهار” انه ” خلال الزيارة أشار السيد شينكر الى السيف المعلق في مكتب الرئيس عون والذي كتب عليه ” الشفافية هي السيف الذي يقضي على الفساد” . وفي تعليقه على العبارة حض شينكر الرئيس عون على استعمال (مجازيا ) سيف الشفافية لتغيير نهج الحكم”. وخلال اللقاء الذي تركز على مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل اعرب شينكر عن امله في تشكيل حكومة منتجة تعنى بتحقيق الإصلاحات الاقتصادية الضرورية. وجال شينكر امس على كل من الرئيس سعد الحريري والرئيس نجيب ميقاتي ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس “تيار المرده” سليمان فرنجيه كما التقى مجموعة من الشخصيات السياسية الى عشاء خاص.