Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر December 5, 2023
A A A
هذا ما كشفه نضال السبع لموقع المرده عن اتجاه الاوضاع ووحدة سييرت متكال والقرار ١٧٠١ ورئاسة الجمهورية
الكاتب: دميا فنيانوس - موقع المرده

بعدما أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تستعد لمطاردة وقتل قادة حركة “حماس” في جميع أنحاء العالم لا سيما قطر ولبنان وتركيا، وبعد كتابته عدة منشورات عبر حسابه على منصة “إكس” حول هذه الموضوع، كان لموقع “المرده” حديث خاص مع الباحث في الشأن السياسي نضال السبع الذي أجاب على عدد من الأسئلة.

* المعلوم ان لديك رادارات تلتقط بدقة اتجاه الاوضاع هل ننحو الى حرب شاملة ام سيصار الى تسوية ما؟
يجيب السبع: حسب معلوماتي الإدارة الأميركية وادارة الرئيس بايدن أعطت نتنياهو الضوء الأخضر من أجل تنفيذ العمليات ومنح هذا الضوء الأخضر حتى نهاية شهر كانون الثاني المقبل وبالتالي ربما تلجأ إسرائيل الى الاستمرار بالعمليات وقصف غزة وهدم البيوت وتدمير المستشفيات ولكن أيضاً هذا الأمر يعتمد على المجتمع الإسرائيلي الذي يضغط للافراج عن المساجين وفشلت إسرائيل في تحقيق هذا الامر، وبعد 50 يومًا من العمليات العسكرية توعّد نتنياهو حركة حماس بالقضاء عليها وهذا الأمر لم يحدث، وتحدث عن الدخول الى الأنفاق وهذا الامر لم يحدث ايضاً، وعلينا الاخذ بعين الاعتبار الخسائر الكبيرة التي يتعرض لها الجيش الإسرائيلي، وأعتقد ان اسرائيل هذه المرة الأولى منذ الـ 48 التي تخوض فيها معركة حقيقية لأن حرب الـ82 كانت “نزهة” بالنسبة للجيش الإسرائيلي الذي يتكبّد اليوم خسائر كبيرة جداً سواء في قطاع غزة أو في جنوب لبنان ومن الملفت ان اسرائيل تتكتّم بشكل كبير عن الخسائر في صفوفها في جنوب لبنان، وكلما ارتفعت نسبة الخسائر البشرية عند الجيش الاسرائيلي يدفعها هذا الامر نحو الذهاب الى الهدنة والتفاوض، وكلما تمكّن الجيش الاسرائيلي من فرض ارادته في الميدان سيستمر في هذه المعركة، وأنا اعتقد ان ما نشهده هو في إطار المفاوضات وبالتالي يجأ الجيش الإسرائيلي الى مزيد من القتل بمحاولة للضغط على حركة حماس من أجل ان تذهب الى صفقة مرضية للاسرائيليين ولكن هذا الأمر لم يتحقق حتى هذه اللحظة.

* ذكرت عبر منصة “اكس” ان اسرائيل قد تلجأ الى عمليات اغتيال لقادة حماس، هل ستطال هذه العمليات برأيك مسؤولين من حماس في لبنان؟
أجاب السبع: بحكم المؤكد انه على مدى 75 عاماً رسم الاسرائيليون صورة اسطورية للجهاز الأمني وللجيش الاسرائيلي وكانوا يطلقون على هذا الجيش انه الجيش الذي لا يقهر، وفي عام 67 هذا الجيش تمكن من احتلال سيناء التي تعادل مساحتها بمساحة 7 مرات من لبنان، وتمكّن أيضا من السيطرة على قطاع غزة وبالتالي الضفة الغربية واحتلال القدس والجولان بستة أيام فقط، في حين ان الجيش الاسرائيلي عاجز اليوم.
وأضاف: 7 تشرين كشف عجز المنظومة الأمنية الإسرائيلية والعجز عن اختراق كتائب القسام، لذلك يحاول الجيش الاسرائيلي ان ينفذ عمليات فيها الكثير من القتل وأيضاً سيعمد الجهاز الأمني الاسرائيلي الى تنفيذ عمليات تستهدف قادة حماس سواء داخل فلسطين بالضفة الغربية وبقطاع غزة وطبعاً يضعون يحيى السنوار ومحمد الضيف وشقيق محمد السنوار وايضاً مروان عيسى على رأس قائمة الاغتيالات، وربما ايضاً تلجأ اسرائيل الى تنفيذ عمليات اغتيال في لبنان ولكن الصورة التي كانت اسرائيل تلجأ إليها في السبعينات من خلال إرسال كوموندوس لاغتيال القادة الفلسطينيين لم تعد قائمة خاصة ان الاسرائيليين بعد تنفيذهم عملية فردان في 9 نيسان 1973 توجهوا الى مدينة طرابلس وحاولوا ان ينفذوا عمليات اغتيال ولكن وقع في الأسر ضابط في الموساد اسمه داني ياتوم فيما بعد تبيّن انه كان يحمل الجنسية الألمانية تحت اسم أورلخ لوسبرخ واصبح مديراً للموساد تم القاء القبض عليه من قبل العميد عصام أبو زكي واعتقل ايضا 8 ضبّاط في الميناء، في ذلك الوقت أصدرت غولدا مائير أوامر لجهاز الموساد ولوحدة سييرت متكال بوقف تنفيذ العمليات الخارجية وأصبحت إسرائيل تعتمد على العملاء في تنفيذ العمليات ولم يعد الإسرائيلي بنفسه يذهب الى الدول المعادية لإسرائيل من أجل تنفيذ العمليات. وبعد هذا الإخفاق الإسرائيلي، إسرائيل لا تنفذ عمليات إلا ضمن بيئة آمنة وهي بحاجة الى تعاون الأجهزة الأمنية في هذا البلد لتستطيع ان تنفذ العمليات، وبعد الإخفاق الإسرائيلي في طرابلس نفذت إسرائيل عمليات إغتيال في أوروبا وكان آخرها عملية اغتيال عاطف بسيسو عام 1992، أيضاً قامت إسرائيل باغتيال رئيس الجهاد الإسلامي في مالطا، وممكن لاسرائيل ان تنفذ عمليات إغتيال ضمن البيئة الآمنة وضمن الأجهزة الأمنية التي تتعاون معهم، ولكن ان يقوم كوموندوس إسرائيلي كما فعل في عام 1973 فهذا الأمر من المستحيل حصوله اليوم في لبنان.

* ماذا عن وحدة سييرت متكال التي تحدثت عنها؟ وهل تراجعت قدرة هذه الوحدة في الوقت الراهن لاسيما ان عملية طوفان الاقصى لم يتم اكتشاف الاعداد لها قبل انطلاقها؟
ان وحدة سييرت متكال من اهم الوحدات في الجيش الاسرائيلي وتتبع رئاسة الاركان هي وحدة للقتل وتنفيذ العمليات والاغتيالات وهي تعمل الى جانب جهاز الموساد الذي يتابع ويراقب الشخصية المراد اغتيالها بالحد الأدنى لمدة 6 أشهر ثم تأتي وحدة سييرت متكال من أجل تنفيذ العمليات والاغتيال كما حدث في بيروت عام 1973 بعملية “فردان”.
هذه الوحدة تعرّضت الى ضربة كبيرة حين تم اعتقال أورلخ لوسبرخ والذي تبين ان اسمه الحقيقي هو داني ياتوم والذي أصبح فيما بعد مديرًا لجهاز الموساد، ويهود باراك الذي أصبح رئيسا للوزراء كان عضواً في هذه الوحدة ونتنياهو كان ايضاً عضواً في هذه الوحدة وجوناثان نتنياهو اي شقيق بنيامين نتياهو كان ايضاً عضواً في هذه الوحدة وبالتالي هذه المجموعة كلها اشتركت بتنفيذ عملية “فردان”. وفي عام 1973 في الشهر 7 وصلت هذه الوحدة الى ميناء طرابلس وتم اعتقالها من قبل أجهزة الأمن اللبنانية ومن الممكن ان يكون نتنياهو او جوناثان او باراك تم اعتقالهم في لبنان وطبعاً كانوا في تلك الأوقات يحملون أسماء أجنبية وأيضاً حين تم اعتقال أورلخ لوسبرخ قامت غولدا مائير بوقف كل العمليات الخارجية لأن اعتقال اي ضابط سواء في الميدان او خارج الحدود تقع مسؤولية اعتقاله على عاتق رئيس الوزراء مباشرة وهو الذي يتحمل المسؤولية، ومع بداية الحرب على غزة تحدث نتيناهو انه سوف يرسل وحدة سييرت متكال الى قطاع غزة على امل ان يحقق انجازاً وحتى هذه اللحظة بعد مرور اكثر من 50 يوما يبدو ان الجيش الإسرائيلي عاجز في الميدان وهو يعتمد على سلاح الجو، وفي 7 تشرين اكتشفنا ان الجيش الإسرائيلي هو عملياً قوات جوية وليس قوات برية وأيضاً يفتقر الى الاجهزة الأمنية التي كانت سائدة في فترة السبعينات، ويعمل الإسرائيلي الآن سواء في جنوب لبنان او في قطاع غزة بدون أعين لأنه بعد 7 تشرين وبعد أن دخلت حركة حماس الى معبر إيرز والى القواعد المحيطة في غلاف غزة تم الكشف عن العديد من الجواسيس داخل قطاع غزة وأيضا يقوم حزب الله بشكل يومي منذ 7 تشرين باستهداف أعمدة التجسس المنصوبة على الحدود والتي تؤمن لإسرائيل معلومات إستخباراتية كبيرة في الميدان. وبهذه الحالة برأيي من الممكن أن يلجأ الإسرائيليون الى عمليات التسميم والقتل بصمت وهذا يعتمد على العملاء والجواسيس.

* ماذا عن القرار ١٧٠١ ودعوة البعض الى اضافة تعديلات عليه؟
اجاب السبع: حسب المعلومات ان جان ايف لودريان خلال لقائه رئيسي حزب القوات سمير جعجع والكتائب سامي الجميّل طرح موضوع تعديل القرار ١٧٠١ وإقامة منطقة أمنيّة من أجل حماية الإسرائيليين لأن هناك ضغطاً على نتنياهو من المستوطنين وهم غير قادرين على العودة الى جنوب لبنان في ظل تواجد حزب الله ولكن لا أعتقد ان هذا الأمر ممكن أن يمرَّر في الداخل اللبناني خاصة ان هناك استياءً من أداء وزير الخارجية عبدالله بوحبيب حول التعديل الأخير الذي تم تمريره في الأمم المتحدة، ثانياً الحرب في غزة والاشتباك في الجنوب اللبناني يجعل حزب الله متشدداً أكثر في هذه الأوقات.

* هل الملف الرئاسي بات على الرف؟
ختم السبع قائلاً: بحكم المؤكد في ظل الحرب على غزة لا أحد الآن يتحدّث في الملف الرئاسي، والمبعوث الفرنسي جان ايف لودريان جاء الى لبنان وهو يطرح التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، ويبدو ان هذا الأمر من غير الممكن تمريره في مجلس الوزراء نتيجة اعتراض وزير الدفاع ونتيجة الحسابات الدقيقة داخل مجلس الوزراء وبالتالي ربما يتم اللجوء الى المجلس النيابي من أجل التمديد لقائد الجيش، وطبعًا هذا الامر بحاجة الى تغطية من الثنائي الشيعي وأعتقد انه ليس في وضع “الكاريتاس” لمنح جوائز مجانية سواء للفرنسيين او للأميركيين وعليه في حال ذهب حزب الله للتمديد لقائد الجيش اعتقد انه هناك ثمناً بالمقابل، وحتى هذه اللحظة لا يوجد حديث حول الملف الرئاسي وحتى هذه اللحظة أيضا سليمان فرنجيه هو الأكثر جدية بموضوع ترشيحه من باقي المرشحين.