Beirut weather 13.54 ° C
تاريخ النشر July 29, 2022
A A A
هذا ما دوّنته “اللواء” في سطور افتتاحيتها
الكاتب: اللواء

ثلاثة ايام من تموز و31 يوماً من آب، وتدخل البلاد في دائرة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، تحت ولاية المادة 73 من الدستور، ومفادها انه «قبل موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية بمدة شهر على الاقل، او شهرين على الاكثر يلتئم المجلس بناء على دعوة من رئيسه لانتخاب الرئيس الجديد، وإذا لم يدع المجلس لهذا الغرض فإنه يجتمع حكماً في اليوم العاشر الذي يسبق اجل انتهاء ولاية الرئيس».

هذا يعني، من وجهة نظر اوساط دبلوماسية وسياسية ان خيط الامل، المائل امام لبنان وسط زحمة خطيرة من الاستحقاقات، بعضها اقليمي، دولي، محلي مثل ترسيم الحدود البحرية، والمخاطر المترتبة على فشل مهمة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الذي من المنتظر ان يصل بعد غد الاحد الى بيروت، فضلا عن الاستحقاقات الحياتية والمعيشية التي كادت ان تحوّل اللبنانيين الى مشاريع اشتباكات يومية، طمعاً بربطة خبز، او الحصول على ليترات قليلة من الماء، هذا الامل يتمثل بتجديد السلطات العامة، من الرئاسة الاولى والثالثة، وسائر السلطات الأخرى، سواء النقدية او الفضائية.
والاستحقاق الرئاسي من هذه الوجهة، لا يشغل هذه الاوساط، بل مراكز القرار العالمي والاقليمي.. في لقاء القمة الذي عقد بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان مساء امس.
وقال مصدر رئاسي فرنسي ان اللقاء بحث في وضع الآلية السعودية- الفرنسية لدعم لبنان انسانياً ومعيشياً موضع التنفيذ.
واشارت مصادر سياسية إلى ان كبار المسؤولين والسياسيين، اصبحو عاجزين عن القيام باي تحرك اومبادرة،تساهم في اخراج الوضع السائد والسيئ من جموده المدمر، والارجح انهم سلموا بعدم قدرتهم وتعايشوا مع الوضع الراهن، بكل تداعياته المأساوية، وباتوا ينتظرون المتغيرات الإقليمية والدولية، لعلها تساعد بحلحلة الوضع الداخلي واخراج لبنان من ازمته التي باتت شبه مستعصية.
وكشفت مصادر سياسية ان ابرز ما يتحكم بتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة، ليس الشروط والمطالب التعجيزية التي تراود طموحات رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ،بل هي نوازع الغاء الخصوم المنافسين، والتشفي منهم، ووضع يد التيار على المواقع والوظائف الاساسية بالدولة وقالت: ان جميع عروض المقايضة التي قدمها باسيل، مباشرة أو بالواسطة، قبل تسمية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة الجديدة، وبعدها ووجهت بالرفض، باعتبارها غير منطقية،وليست قابلة للتنفيذ،لانها استندت الى رغبة جامحة، لوضع اليد على الوظائف والمراكز الوظيفية الاساسية بالدولة في نهاية العهد، وليس بداياته كما هو متبع باستمرار، لان رئيس الجمهورية الجديد، ايا كان، لن يكون مقيدا بالتركيبة الوظيفية الموروثة عن العهد العوني أو التابعة له، بل يتطلب الامر وجود موظفين محررين من اي تبعية حزبية اوسياسية، ليستطيع الاستعانة بهم للنهوض بالدولة، وصولا إلى تعيين موظفين جدد في بعض المواقع المهمة.
واشارت المصادر الى ان فشل وسقوط طموحات رئيس التيار الوطني الحر بالمقايضة، بسبب رفض رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، خلال تشكيل حكومة تصريف الأعمال او طوال ولايتها، وبعدما ايقن باسيل استحالة تنفيذ ما يسعى اليه، حاول مرارا توجيه قاضية العهد غادة عون، استغلال وظيفتها،على غير وجه حق لملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والزج به في السجن، تشفيا، للاقتصاص منه، على امل ان يحقق من ذلك انتصارا وهميا للعهد في نهاية ولايته ويلقي من خلاله مسؤولية الازمة والانهيار المالي والاقتصادي على الحاكم بمفرده،ويجنب العهد العوني سوء الاداء ومسؤولية الكارثة المدمرة التي اغرق لبنان فيها،بممارساته اللادستورية والتعطيلية للسلطة.
ونقلت المصادر عن مقربين لرئيس التيار الوطني الحر، استياءه البالغ في مجالسه الضيقة، من فشل كل محاولات القاضية عون لملاحقة والقاء القبض على الحاكم، محملا رئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة مسؤولية واخرين بالقضاء، تعطيل وعرقلة ملاحقة سلامة، ومتوعدا بأنه لن يتوانى عن القيام بكل مايلزم وحتى اليوم الاخير من عهد عون لوضع سلامة بالسجن.
ومن المتوقع ان تحضر الملفات الضاغطة سواء في ما خص الترسيم أو الاصلاحات أو الحكومة والاستحقاق الرئاسي في كلمة الرئيس ميشال عون، وفي الكلمة الاخيرة لمناسبة عيد الجيش في 1 آب، والذي يقام الاثنين في الفياضية.
ولاحظت مصادر مطعة أن لا شيء يوحي أن المناخ سيتبدل لجهة أن حكومة ستبصر النور في المدى المنظور. ورأت المصادر ان الجميع أصبح في هذا الجو كما ان معظم الأفرقاء باتوا غير متحمسين لهذا الأمر اي تأليف الحكومة وهذا ما عكسته المواقف الصادرة عن مباشرة أو بشكل غير مباشر وبالتالي ليس متوقعا أن يؤدي اللقاء المنتظر بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف في احتفال عيد الجيش الى حلحلة في الملف الحكومي أو احداث خرق ما.
وقالت لـ «اللواء» ان هذه ان ما من أحد يسأل عن هذا الملف بعدما غيب عن اي نقاش او بحث سياسي حتى أن الملفات التي تستدعي معالجة تطرح في اجتماعات متفرقة أو من خلال إصدار موافقات استثنائية، والتواصل الواجب قيامه بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة حيال ذلك بتم عبر المدراء العامين وتلفت إلى ان ما تحدث عنه مرارا الرئيس نجيب ميقاتي عن امكان عقد جلسة لمجلس الوزراء في حال لزم الأمر ليس واضحا بعد لاسيما حكومة تصريف الأعمال تصرف بالمعنى الضيق.
وأوضحت المصادر ان ملف تشكيل الحكومة اصبح في حكم «النسيان». وفي ملف ملف ترسيم الحدود فتحدثت المصادر عن ضخ معلومات كثيرة قبيل زيارة الوسيط الاميركي آموس هوكستين الى بيروت نهاية الاسبوع الجاري الا انه لا يمكن اعتبارها دقيقة قبل الاستماع الى ما يحمله الوسيط الأميركي من أجوبة من الجانب الاسرائيلي، لكن المؤكد ان للبنان ثوابت لا يمكن التنازل عنها. فلبنان لا يمكن أن يوافق على استثمار مشترك مع الاسرائيليين لحقل قانا، وتلفت الى أن ما ورد من معلومات يؤكد ان الجانب الإسرائيلي وافق على مطلب لبنان بالخط 23، الا ان زيارة هوكستين من شأنها أن تعزز هذه المعلومة.
أما بالنسبة الى امكانية وجود شركات تستثمر في حقل قانا وتمنح ما ينتج عنها الى الجانبين اللبناني والاسرائيلي، فذاك غير واضح بعد، كما تقول المصادر.
وعُلم ان هوكستين سيلتقي بشكل منفصل كلا من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس حكومة تصريف الأعمال.
و بقي تشكيل الحكومة في دائرة الشلل مقابل حراك حول استحقاق رئاسة الجمهورية وقضايا اخرى، حيث استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه بحضور الوزير السابق يوسف فنيانوس والمعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل، وجرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية، اللقاء الذي استمر زهاء ساعة غادر بعده فرنجية مكتفياً بالقول: «كلو تمام « نحن والرئيس نبيه بري فريق واحد. وردا على سؤال عن احتمال ترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية؟ قال فرنجه: كل شيء لمصلحة لبنان نحن معه.
لكن مصادر سياسية توقفت عند غياب كتلة نيابية سنية موحدة وزانة، تكون لها كلمتها في الاستحقاق الرئاسي بعد تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسية والنيابي وعدم خوضه الانتخابات، فبات النواب السنة مشرذمين وموزعين بين هذه الكتلة وتلك ويتبعون مواقف كتلهم.
لكن المصادر اشارت الى مسعى من مفتي الجمهورية لجمع النواب السنّة حول مواقف موحدة سواء في العمل المجلسي التشريعي والرقابي او في العمل الانمائي المناطقي، عدا في الاستحقاق الرئاسي، وهو يلتقي النواب السنة تباعاً لهذه الغاية.