Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر September 27, 2021
A A A
هذا ما دوّنته “البناء” في سطور افتتاحيتها
الكاتب: البناء

تترقب الساحة الداخلية نتائج زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى فرنسا، لا سيما لجهة إعادة إطلاق مؤتمر سيدر لدعم لبنان مالياً في إطار إعادة النهوض الاقتصادي، وعلمت «البناء» أن أجواء زيارة ميقاتي كانت إيجابية والمسؤولون الفرنسيون أبدوا كامل استعدادهم لدعم لبنان بمساعدات مالية واستثمارات في قطاعات عدة لكنها مشروطة بحزمة إصلاحات مالية واقتصادية بالتوازي مع استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي»، لكن مصادر وزارية تشير إلى أن «هذه الإصلاحات التي يطالب بها المجتمع الدولي وفرنسا تحتاج إلى وقت ودراسة معمقة وإلى توافق داخل الحكومة لكي لا تزيد في الدين العام أولاً ولكي لا تأتي على حساب المواطنين».
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظم احتفالاً حاشداً لميقاتي في قصر الإليزيه قبل أن ينتقل ميقاتي إلى بريطانيا على أن يعود إلى بيروت نهاية الأسبوع. ومن المتوقع بحسب مصادر «البناء» أن يعقد مجلس الوزراء جلسة الأربعاء المقبل في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون وعلى جدول أعمالها جملة بنود، لا سيما رفع الدعم والبطاقة التمويلية وملف ترسيم الحدود، على أن يضع ميقاتي عون ومجلس الوزراء في أجواء زيارته إلى فرنسا وبريطانيا وسيبلغ المجلس ضرورة الإسراع بإنجاز الإصلاحات المطلوبة وبدء التفاوض مع صندوق النقد.
وكان ميقاتي استقبل في مقر إقامته في لندن وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جيمس كلفرلي، في حضور سفير لبنان لدى المملكة المتحدة رامي مرتضى. وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وحاجات لبنان في هذه الأوقات الصعبة ودور بريطانيا في دعمه ومساندته، ومواكبتها لخطة النهوض الاقتصادي التي تعمل عليها الحكومة. وعلمت «البناء» أن ميقاتي سيقوم بجولة عربية تشمل قطر والكويت ومصر وربما الإمارات والسعودية.
ولفت مصادر سياسية لـ«البناء» إلى أن «القوى الغربية لا سيما واشنطن وباريس ترى أن المهمة الأساسية للحكومة هي تأمين الاستقرار الداخلي كمرحلة مؤقتة للانتخابات النيابية وإجراء هذه الانتخابات أملاً بتظهير موازين قوى جديدة كتقليص كتلة التيار الوطني الحر وحزب الله وإدخال قوى جديدة إلى البرلمان من ممثلي الحراك المدني لكي تصبح هناك «كوتا» نيابية تدين بالولاء المباشر للأميركيين والفرنسيين إضافة إلى قطع الطريق على تعاظم النفوذ الإيراني في لبنان». وتوقعت المصادر معركة سياسية ساخنة قبل الانتخابات المقبلة كون المجلس النيابي الجديد هو الذي سينتخب رئيس الجمهورية المقبل، مشيرة إلى معركة أخرى تلي معركة الاستحقاق النيابي هو استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية لا سيما أن قوى وشخصيات عدة تعتزم خوض هذا الاستحقاق في ظل رهانات خارجية على نتائجه».
وفي سياق متصل قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد: «عادوا للتمسكن وشكلوا حكومة نواكبها من الداخل والخارج، ويهيئون الآن الفرصة من أجل خوض الانتخابات النيابية». وأضاف يحضرون كل العتاد والعدة وسنشهد ضغوطاً كبيرة على المرشحين من الذين يؤيدون نهج المقاومة، وسيمنعون إذا استطاعوا أن تكون هناك تحالفات وسيضغطون على سحب عدد من المرشحين الذين يمكن أن ينجحوا ويكونوا في صف المقاومة. سيضغطون عليهم إما بالتهديد بمصالحهم خارج البلاد أو بتهديدهم بعقوبات ستفرض عليهم، وبخاصة إذا كانوا يعملون ولهم مصالح خارج البلاد، وسيحاولون شراء الذمم ودفع أموال باهظة من أجل أن يعدلوا موازين القوى ويسيطروا على الأكثرية المقبلة في المجلس النيابي». وأضاف: «كل ذلك توهم منهم بأنهم يستطيعون أن يغيروا المسار السياسي في هذا البلد ويأخذوه إلى حيث أخذوا بعض دول الخليج لمصالحة العدو الإسرائيلي وتطبيع العلاقات معه. سنواجه هذا الاستحقاق بكل ما يتاح لنا قانوناً وسنخوض هذه المعارك الانتخابية وثقتنا كبيرة بشعبنا وبوعي أبناء البيئة المقاومة، وسنشرح كل ما لدينا للناس حتى يكونوا على اطلاع ووضوح كامل بالموضوع».
على صعيد أزمة المحروقات، سجلت حلحلة جزئية في ما خص أزمة البنزين حيث لوحظ تراجع طوابير السيارات أمام المحطات، وذلك بعدما سلمت أغلب الشركات المادة إلى المحطات التي فتحت أبوابها يوم السبت الماضي وعملت على تعبئة البنزين للمواطنين الذين رحبوا بهذا الانفراج، إلا أن مصادر نفطية أشارت لـ«البناء» إلى أن هذا الانفراج مؤقت حتى بداية الشهر المقبل حيث من المتوقع تكرار السيناريو مرة أخرى حيث سيصار إلى تقنين توزيع المحروقات من قبل الشركات خوفاً من الرفع الكامل للدعم ما يعيد أزمة الطوابير إلى حالها قبل أن يرفع مصرف لبنان الدعم كلياً لتعود الأمور إلى طبيعتها. وتوقعت المصادر أن يبلغ سعر صفيحة البنزين بعد تحرير سعرها إلى 250 ألف ليرة.
وكان شركة الأمانة للمحروقات قد واصلت توزيع مادة المازوت الإيراني على المؤسسات في مختلف المناطق اللبنانية، حيث حطت رحالها في محافظة عكار وسلم عدداً من أفران المنطقة في بلدات الحيصا، التليل، شربيلا، وعكار العتيقة وسط ترحيب أصحاب هذه المؤسسات والأهالي على أن تستكمل عمليات شحن المازوت خلال الساعات والأيام المقبلة لتسليم هذه المادة إلى المؤسسات المختلفة، لا سيما المؤسسات الصحية والإنسانية. إضافة إلى آبار المياه التابعة للبلديات وإلى أصحاب مولدات الاشتراكات الكهربائية.
وأعلن نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، أنّه «في حال لم تتحرّك الشركات ومصرف لبنان لتأمين حاجات البلاد من المحروقات سنستمر بإدخال المواد النفطية»، مؤكداً أن «حزب الله على استعداد لإدخال المازوت عبر المعابر الحدودية المعروفة ولكنّ البعض في البلد يخاف من أميركا وعقوباتها». وفي حديث عبر قناة «المنار»، قال قاسم إن «الكميّة التي طلبها التجار اللبنانيون وصلت إلى نحو 25 مليون ليتر». وأشار إلى أن موازين القوى هي التي أتت بالمازوت الإيراني إلى لبنان، وأي اعتداء إسرائيلي على لبنان سيقابله ردّ من حزب الله حتى لو جرّ إلى حرب». ولفت قاسم إلى أن «المشاكل الأساسية في عدم وجود خطط اقتصادية والفساد والعقوبات الأميركية هي التي أوصلت البلاد إلى هذه الحال»، قائلاً: «المازوت الإيراني الذي مرّ عبر سورية بواسطة حزب الله كسر أهم حصار على لبنان منذ تاريخه حتى الآن».