Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر March 15, 2023
A A A
هذا ما دوّنته “الأنباء” في سطور افتتاحيتها
الكاتب: الأنباء الإلكترونية

عشية الاتفاق التاريخي بين المملكة العربية السعودية وإيران، بدأ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط زيارة الى دولة الكويت، استهلّها بلقاء مع الجالية اللبنانية على ان يستكملها اليوم بجملة لقاءات سياسية رسمية مع المسؤولين الكويتيين، والتي ستكون مناسبة لشكر الكويت على وقوفها الى جانب لبنان دائماً، كما التعبير عن موقفه من قضايا الساعة لبنانياً وإقليمياً، لا سيما في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ المنطقة.

وكان جنبلاط سبق زيارته الى الكويت بتجديد دعوته الى وجوب التوجّه نحو الحوار من أجل إنجاز استحقاق رئاسة الجمهورية، مستشهداً بالتقارب الإيراني السعودي الذي حصل، مشيراً إلى أن لا نتائج فعلية للحروب والمعارك، سياسياً كان أم عسكرياً، وتبقى التسوية الحل الأنسب في عالم السياسة، وهذا ما هو مطلوب اليوم في لبنان.

انعكاسات التوافق بين طهران والرياض لم تظهر في المنطقة بعد بشكل جلي، وإن بانت مؤشرات إيجابية من اليمن تتحدّث عن احتمال الركون إلى تسوية معيّنة، مع فك الحوثيين الحصار عن مدينة تعز قبل أيام، وعودة مفاوضات جنيف بين طرفي الصراع، على أمل أن ينسحب هذا الجو الإيجابي في المنطقة على لبنان، وهو ما أمل به جنبلاط، لإطلاق المسار الإصلاحي الذي يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية.

مصادر سياسية متابعة للشأن شدّدت على وجوب “تلقّف المبادرات التسووية التي يتم طرحها من كل حدب وصول، أكان لجهة مبادرة جنبلاط، أو مبادرة حوار رئيس مجلس النواب نبيه برّي، أو حتى مبادرة بكركي لتحقيق توافق مسيحي حول ترشيح شخصية من سلّة شخصيات إلى موقع الرئاسة، لأن كل هذه الطروحات تؤمّن الحد الأدنى من التلاقي المطلوب، ودونه لا إنجازاً للاستحقاقات، بل دورانٍ في حلقات مفرغة”.

وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، تطرّقت المصادر إلى الاتفاق السعودي الإيراني الذي تم برعاية صينية، لافتة إلى أن “الطرفين اللذين دار بينهما صراع مباشر وغير مباشر، وكان دموياً في بعض المراحل، كاليمن، تلاقيا من أجل مصالحهما، فلماذا لا يلتقي المسؤولون اللبنانيون؟ وهل المطلوب رعاية خارجية في كل مرّة لانجاز الاستحقاقات؟ ألا يُمكن لمرّة واحدة لبننة انتخاب رئيس للجمهورية؟”.

في هذا السياق، تم التداول بمعلومات صحافية تحدّثت عن تطور أنجزه المطران أنطون أبي نجم من خلال لقاءاته مع الأطراف المسيحية، مفادها الخروج بلائحة من 11 إسماً يُمكن ترشيحهم لرئاسة الجمهورية، على أن تتم غربلة الأسماء، فيبقى 3 أو 4 أسماء، يتم التوافق حول واحد منها مسيحياً ووطنياً.

“القوات اللبنانية” بدورها لم توضح حقيقة موقفها من مبادرة بكركي والمطران أبي نجم بعد، لكن نائب تكتّل “الجمهورية القوية” الياس اسطفان شدّد على أن “التكتّل مستمر في دعمه ترشيح ميشال معوّض حتى الساعة، بالرغم من الوجود العديد من الطروحات والمبادرات، ومواصفاتنا معروفة، رئيس سيادي إصلاحي لا يتبع لمحور الممانعة”.

لكن على ما يبدو فإن فرص الحوار في لبنان لم تنضج بعد رغم التقارب الإقليمي، و”القوات اللبنانية” لا زالت على موقفها الرافض، وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، أكّد اسطفان أن “لا حوار تحت الضغط، ولن نقبل بالتوجّه نحو حوارات أوصلت لبنان إلى ما هو عليه، بل نريد إنجاز الاستحقاق بطريقة ديمقراطية”.

على خطٍ آخر، واصل سعر صرف الدولار مساره التصاعدي أمس، ووصل إلى مستوىً قياسي، 100 ألف ليرة للدولار، ما تسبب بارتفاع جنوني في أسعار مختلف المنتجات في الأسواق، لا سيما المحروقات.

مصادر اقتصادية لفتت إلى أن “مسار سعر صرف الدولار سيستمر تصاعدياً، ولا بوادر لهبوطه في ظل الانسداد السياسي، وإقفال المصارف، كما أن لا بوادر لتحرّك مصرف لبنان مع فشل تدخلاته في المرتين الأخيرتين، وعجزه عن لجم الارتفاع لأكثر من بضع ساعات”.

المصادر دعت إلى “إنجاز الاستحقاقات وتنفيذ الإصلاحات التي من شأنها التخفيف من وطأة الضغوط المرمية على عاتق الاقتصاد، وعندها، ستعود الأمور إلى سكتها الصحيحة، فينخفض سعر الصرف”.

وفي ظل التدهور الاقتصادي المستمر، تبقى التسوية الحل الأنسب لانجاز الاستحقاقات، وبطليعتها انتخابات رئاسة الجمهورية، الني ينطلق منها اللبنانيون نحو الحلول الأخرى، ولا شك أن التهدئة الإقليمية ستنعكس تهدئةً في الداخل اللبناني، ولكن الملف يحتاج إلى بعض الوقت، لخفض سقوف الشروط المرتفعة، والنزول عن الشجرة.