Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر August 14, 2022
A A A
هذا ما جاء في افتتاحية “الأنباء”
الكاتب: الأنباء

مبادرة الحوار التي أطلقها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط باتجاه حزب الله حول عدد من المسائل الأساسية بهدف إراحة الجو السياسي في البلد وتخفيف الأعباء عن المواطنين والبحث الجدي عن إمكانية خرق جدار الازمات المتراكمة عشية استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وإنْ أربكت البعض من خارج رقعة الشطرنج، إلا أنها أحدثت صدمة إيجابية بدأت تتظهر نتائجها شيئاً فشيئاً. وإذا كان كثيرون آثروا الانتظار لتتضح الصورة أمامهم قبل تحديد موقفهم من هذه المبادرة، فإن قلة غرقت في التحليلات السطحية فانزلقت نحو تفسيرات خاطئة، واضعةً نفسها خارج المعادلات الوطنية التي لطالما كان الحوار أساسها.

ولأن المبادرة للحوار لا تنحصر بالمبدأ بالتواصل مع حزب الله فقط، كانت زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط الى الديمان ولقاؤه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، والتي رأت فيها مصادر سياسية مطلعة أنها تحمل عنوانين رئيسيين: الأول، التأكيد على دور بكركي الوطني والوقوف على رأيها في القضايا الوطنية والاستراتيجية وبالأخص في ما يتعلق بملف الاستحقاق الرئاسي، والثاني التأكيد على العلاقة التاريخية التي تربط المختارة ببكركي والتي تكرست في مصالحة الجبل التاريخية في آب ٢٠٠١.

وفي هذا السياق اعتبر عضو تكتل الجمهورية القوية النائب نزيه متى في حديث مع “الأنباء” الإلكترونية أن معركة الرئاسة فُتحت منذ أكثر من شهرين، معتبرا انه “كلما تقدمنا باتجاه إنجاز هذا الاستحقاق كلما أصبحت المعركة محتدمة أكثر”، وأشار إلى أن “مواصفات رئيس الجمهورية التي تتمسك بها القوات اللبنانية أصبحت معروفة جدا، وهي أن يكون شخص الرئيس لبنانيا مئة في المئة غير مرتهن لهذا الطرف او ذاك، وأن يكون مؤمناً بلبنان ألـ ١٠٤٥٢ كيلو متر مربع بكامل سيادته بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى وأن يكون توافقيا بمعنى الحفاظ على سيادة واستقلال لبنان دون تفريط وارتهان لأي كان، وهو ما نشدد عليه بالمعنى التوافقي”.

وأكد متى “رفض القوات اللبنانية لأي رئيس يُدخل لبنان في النفق ست سنوات جديدة، لأننا سئمنا من الرؤساء الذين يحملون هذه المواصفات ولم نعد نقبل الانتظار أكثر”.

من جهته رأى الوزير السابق سجعان قزي أن “معركة الاستحقاق الرئاسي فُتحت من الديمان على الرغم من محاولات البعض فتحها من غير أمكنة، لكنهم وجدوا أن المكان المناسب والمترفع عن المصالح الفئوية والضيقة هو الصرح البطريركي، خصوصا في ظل الانقسامات بين الاحزاب المسيحية”.

واعتبر قزي في حديث مع “الانباء” الإلكترونية أن “الذين حاولوا من خلال الكمين الذي نُصب للبطريرك الراعي لأسباب سياسية بعد ما جرى للمطران موسى الحاج فوجئوا أن دوره أصبح أقوى. والدليل توافد القيادات اللبنانية وسفراء الدول الكبرى الى الديمان للبحث مع البطريرك بهذا الاستحقاق من اجل اختيار رئيس جمهورية جديد قادر على إعادة ترسيخ علاقاته بمحيطه العربي وعلاقاته مع العالم أجمع”.

وشدد قزي على أن “هناك اعترافاً من الجميع بأن الرئاسة هي مناسبة للجمع وليس للتفرقة، ومن هنا يمكن ان نستخلص المبادرة النبيلة التي قام بها النائب تيمور جنبلاط بالتنسيق مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بعد التقارب الموضوعي بينه وبين حزب الله”، مشيرا إلى أن “الراعي كان مرتاحا للتشديد على مصالحة الجبل التي نريد معها ان ننتقل من المصالحة الى بناء الجبل، لأن مصير الجمهورية اللبنانية أصبح على كف عفريت، والجبل هو الملاذ الدائم لفكرة لبنان”.