Beirut weather 11.41 ° C 23 Mar 2025 - 03:32:20
تاريخ النشر March 21, 2025
A A A
هدى شديد… لن نقول وداعاً
الكاتب: حسناء سعادة - موقع المرده

…ورحلت هدى شديد بعد صراع مع المرض، رحلت الى حيث لا وجع ولا مرض، هي التي إنتصرت على الخبيث اكثر من مرة بايمانها وباصرارها على المقاومة وبحبها للحياة التي كانت تليق بها.

من إذاعة لبنان الحر الموحد من اهدن انطلقت الى عالم الاعلام، تميزت وتمايزت وأثبتت نفسها وتفوقت بحضورها واناقتها، بثقافتها وموضوعيتها وسرعة البديهة لديها، لها اسلوبها الخاص وسلاستها في نقل الخبر بموضوعية واحياناً التعليق عليه بطريقة مبتكرة خاصة بها.
ترافقت هدى مع السرطان منذ صباها هي العروس التي فقدت زوجها بهذا المرض بعد اشهر قليلة من عرسها فرثت عريسها غناءً لا نواحاً فابكت كل المشاركين في العزاء، حزنت، غضبت، عاتبت ربها لكنها لم تستسلم فعادت ووقفت على رجليها مناضلة من دون ان تنسى تنسيق ما تركه وراءه من إرث في الكتابة فكانت الوفاء بعينه لزياد سعادة.
كانت هدى لا تخشى الموت لكنها كانت تخاف كثيراً من البقاء في منتصف الطريق بين الحياة والموت، تخاف ان تحتاج لمن يوقفها ويقعدها او يدخلها المرحاض فهي مستقلة حتى الرمق الاخير رغم ان كل الاحبة من اهل واخوات واصدقاء كانوا في خدمتها.
“كله مجد باطل” همست لي في لقائنا الاخير، لا شيء يستحق ان نتوقف عنده ونتمسك به وعدنا بالذاكرة الى أيامنا الجميلة الى طاولة إذاعة اهدن، الى مشاوير الديمان اليومية لتغطية نشاط الصرح البطريركي الصيفي من دون انقطاع على مدى ثلاثة اشهر الصيف، الى مغادرتها زغرتا نحو العاصمة بيروت لانطلاقة جديدة، تحدثنا عن من وقف الى جانبها في السراء والضراء، عن من تمسك بالأمل وفعل المستحيل من اجل شفائها هي المؤمنة بانه “ليس بالدواء وحده”.
هدى صديقة العمر والمهنة لن اقول وداعاً فالوداع لا يليق بك انت الحاضرة ابداً في قلوب أهلك والمحبين، انت الصابرة والمناضلة، انت القوية حتى في ضعفك ومرضك، انت الصادقة والوفية لصداقاتك.
أحزننا رحيلك ولكننا ابناء ايمان ورجاء ونعلم ان مكانك الجديد سيكون افضل وارحم من هذه الدنيا الغادرة.
كل التعازي لأهلك واصدقائك واحبائك ونحن منهم.