نجح جوفنتوس في الاحتفاظ بلقب بطل الدوري الايطالي لكرة القدم للعام الخامس على التوالي، بالإضافة إلى لقب كأس إيطاليا، اثر فوزه على ميلان 1 0 في النهائي.
وجاءت هذه الثنائية، على رغم التجديد الكبير الذي شهدته صفوف الفريق، مطلع الموسم برحيل لاعبين بارزين من طينة اندريا بيرلو والارجنتيني كارلوس تيفيز والتشيلياني ارتورو فيدال. وضمت صفوف جوفنتوس العديد من المواهب في مختلف الخطوط بدءا من الحارس العملاق والاسطوري جيانلويجي بوفون وصولا الى الظاهرة الارجنتيني باولو ديبالا.

بوفون الرمز
على رغم تقدمه في السن، لا يزال العملاق بوفون (38 عاما) في قمة مستواه ويدين له فريق «السيدة العجوز» بانجازه التاريخي هذا الموسم. سيد منطقة العمليات على غرار غرف الملابس، أكد بوفون جدارته كقائد من خلال تعامله مع اللاعبين بالحكمة والمرونة بالاضافة حماسه الكبير.
صلب مثل الرخام الذي تشتهر به مدينة مسقط رأسه كارارا، احرز بوفون هذا الموسم لقبه السابع مع جوفنتوس. وكان له دور بارز في تحقيقه لكونه حقق رقما قياسيا في تاريخ الدوري الايطالي في نظافة شباكه حيث لم يدخل مرماه اي هدف لمدة 973 دقيقة بين الهدف الذي سجله في مرماه مهاجم سمبودريا انطونيو كاسانو في 10 كانون الثاني في المرحلة التاسعة عشرة حتى ضربة الجزاء التي سجلها اندريا بيلوتي في المباراة امام تورينو في 20 آذار الماضي في المرحلة الثلاثين.

بارزاغلي الحمض النووي
استقدمه جوفنتوس من فولفسبورغ الالماني عام 2011 وكان عمره حينذاك 30 عاما في صفقة قدرت بـ300 الف يورو فقط. حينها قال بوفون: «انه الافضل في ايطاليا بأسرها».
وبعد 5 اعوام، يبدو بارزاغلي اقوى أكثر من أي وقت مضى، وبوفون لم يغير رأيه، واقترح مؤخرا «استنساخا فوريا» لزميله. بارزاغلي مدافع متألق وقوي لكنه نظيف، ونادرا ما يغامر بتجاوز منتصف الملعب وأسلوب لعبه يجعل منه مدافعا ايطاليا. مع ليوناردو بونوتشي وحده في خط الدفاع باربعة لاعبين او مع جيورجيو كييلليني او دانييلي روغاني عندما يلعب جوفنتوس بخمسة مدافعين، كان مستوى بارزاغلي ثابتا طوال الموسم.

خضيرة الخبير
تأثر خط وسط جوفنتوس كثيرا بعد رحيل بيرلو وفيدال، لكن الفرنسي بول بوغبا وكلاوديو ماركيزيو والالماني سامي خضيرة رفعوا التحدي وكانوا عند الموعد وشكلوا ثلاثيا من الطراز العالمي.
لم يخسر الثلاثة اي مباراة لعبوها معا، والالماني على رغم الاصابات التي عاناها، كان عنصرا قويا ومهما جدا في صفوف البيانكونيري. سجل 5 اهداف وصنع 4 في 24 مباراة.
واستفاد جوفنتوس كثيرا من خبرة خضيرة في الملاعب الاوروبية خاصة المواسم الخمسة التي لعبها مع ريال مدريد الاسباني وقدرته على اللعب في مستويات عالية. وعزز خضيرة سجله: بطل العالم، بطل «ابطال اوروبا«، بطل اسبانيا، بطل المانيا، والآن توج بطلا لايطاليا.

ديبالا الجوهرة
كنيته تدل على كل شيء. ديبالا تعني الجوهرة. مباشرة بعد انضمامه الى جوفنتوس قادما من باليرمو، اي الى عالم آخر من حيث الضغط والاستعراض، فرض الارجنتيني الواعد نفسه في صفوف السيدة العجوز.
سجل ديبالا 20 هدفا مع 7 تمريرات حاسمة في 43 مباراة في مختلف المسابقات، وفرض نفسه المهاجم الاكثر فاعلية في هجوم جوفنتوس، كما ان انسجامه مع الكرواتي ماريو ماندزوكيتش كان لافتا ايضا. الكرواتي يعمل ويبذل الجهود، في حين ان ديبالا يتفنن ويتألق، ويضيف الخيال إلى براغماتية فريق السيدة العجوز. في سنة واحدة، أنسى الجماهير مواطنه كارلوس تيفيز وهذا إنجاز.