Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر May 2, 2017
A A A
“نور” او زواج القاصرات فيلم يكتسح الصالات اللبنانية
الكاتب: موقع المرده ـ حسناء سعادة

 

3w5a6041 3w5a6107 3w5a6638 w1 w2 we ww www5
<
>

يشهد “نور” لخليل زعرور منذ انطلاق عرضه في صالات السينما اللبنانية اقبالاً لافتاً منقطع النظير لفيلم يعالج قضية اجتماعية تتعلق بزواج القاصرات وضرورة تشريع قانون لا يسمح بالزواج لمن هن دون الـ 18 من العمر.
يقول المخرج زعرور في حديث لموقع “المرده” ان الفيلم ينقل قصة قد تحصل في اي منزل او منطقة، ويتضمن صرخة حقيقية لتوعية المجتمع والناس على مساوىء الزواج المبكر، وذلك بطريقة سلسة وبقالب جميل بحيث يخرج المشاهد من الصالة وعلى وحهه بسمة بدل الحزن اذ ان الفيلم “ليس فيلماً كئيباً او مأساوياً بل فيه قصة حب وبراءة وضحك ومراهقة عشناها جميعاً في حياتنا والعاب مارسناها قبل اجتياح الانترنت لعالمنا وهناك النهر والعرزال وهناك رسالة نتمنى ان تصل الى اكبر عدد من الجمهور”.
ويشرح زعرور انه قبل المباشرة بكتابة قصة الفيلم كانت هناك زيارات لجمعيات تعنى بحقوق المرأة والطفل ولقاءات مع فتيات عشن قصصاً واقعية بهذا الاطار تم بناء السيناريو على اساسها فكانت “نور” ابنة الخمسة عشر ربيعاً التي سلخت من طفولتها وتم تزويجها في عمر لا تزال تحتاج فيه الى اللعب واللهو وليس الى تحمل مسؤولية زوج يكبرها سناً واعمالاً منزلية ضاغطة ما يحرمها من الفرح وعيش طفولتها واحلامها.
ويدعو زعرور الجمعيات والمدارس والاهل والشباب لحضور الفيلم نظراً لما يتضمنه من رسالة ستدفعهم للاصرار على التغيير والمطالبة بشكل اشد واقوى باصدار قانون يمنع الزواج المبكر.
ويرى زعرور ان “لا علاقة للدين لا من قريب ولا من بعيد بهذه القضية الاجتماعية بل ان الجهل هو السبب الرئيسي الذي يؤدي الى هكذا مأساة قد تعيشها اي فتاة اذا لم نتمكن من الوصول الى قانون يحد هذه الظاهرة المنتشرة في العديد من الاماكن في مناطقنا، لاسيما انه من خلال ما شاهدناه من قصص لاحظنا انه في العديد منها لم يقصد الاهل الاساءة الى اطفالهم بل كانوا يعتبرون انهم يفعلون ذلك لمصلحة بناتهم “، مضيفا انا كمخرج لبناني يجب ان اسلط الضوء على مجتمعي حتى اتمكن من التغيير قدر المستطاع حتى لو اضطررت الى اخراج فيلم ثان وثالث.
الفيلم استغرق تصويره 3 سنوات وذلك لاسباب مادية يقول زعرور لافتا الى انه مخرج ومنتج مستقل ولا يتكل على شركة انتاج، مشيراً الى انه حصل على مساعدات ودعم من عدة سفارات ومن مهرجان “سينمائيات” الذي ترأسه السيدة ريما فرنجيه ومن غيرهم حتى تمكن من اخراج الفيلم الذي شاركته في كتابته اليسا ايوب فيما يقوم هو بدور المنتج والمخرج والموزع والممثل في نفس الوقت.
يشارك في بطولة الفيلم كل من: جوليا قصار، عايدة صبرا، إيفون معلوف، نبال عرقجي وفانيسا أيوب التي تلعب دور “نور” فيما موسيقى الفيلم للموسيقي اللبناني توفيق فروخ، وتم تصويره في بلدة يحشوش الى بعض اللقطات في بلدة بصاليم.
“نور” ليس العمل الاول لزعرور الا انه الفيلم الروائي الطويل الاول حيث سبقه فيلماً قصيراً حمل اسم “الشباك” وربح جائزة افضل فيلم بمهرجان السينما الاوروبية كما ربح جوائز باليابان وفرنسا وكندا، بالاضافة الى فيلم “ملاكي” الذي هو فيلم وثائقي عالج قضية امهات واهالي المفقودين وحاز جوائز عديدة، وقد اعتبر زعرور انه لو تم اخراج “نور” كفيلم وثائقي لما وصل الى هذا الجمهور العريض “لان حضور الافلام الوثائقية محصور ببعض الجمهور ولا يهتم له الجمهور الواسع، ونحن نريد ايصال الرسالة لاكبر شريحة ممكنة من المجتمع”.

“نور” فيلم يعكس قضية قد تلامس اياً منا كما يتناول الطبقية في القرى اللبنانية ويعالج مواضيعه باسلوب قريب محبب يسمح للمشاهد بالتسلية المقترنة بالتوعية لذا ننصح بمشاهدته بانتظار ان يصل المجلس التشريعي قريباً الى وضع قانون يحد من هذه الظاهرة.