Beirut weather 16.32 ° C
تاريخ النشر January 14, 2025
A A A
نواف سلام من قصر بعبدا: كفى فرصا ضائعة وتطلعاتنا كبيرة ولن نساوم عليها

اكد رئيس الحكومة المكلف تشكيل الحكومة القاضي نواف سلام ان إعادة الإعمار ليست مجرد وعد بل إلتزام، معتبرا ان ذلك يتطلب العمل الجاد على التنفيذ الكامل للقرار 1701 وكافة بنود إتفاق وقف إطلاق النار، وفرض الانسحاب الكامل للعدو من آخر شبر محتل من الأراضي اللبنانية. فلا أمن ولا إستقرار لبلادنا دون ذلك. وقال ان هذا يقتضي العمل أيضا على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بواسطة قواها الذاتية، كما جاء حرفيا ونص عليه إتفاق الطائف.”

وقال الرئيس سلام انه سيكون على الحكومة التي سيعمل على تشكيلها وضع برنامج متكامل لبناء إقتصاد حديث ومنتج معتبرا ان الشرط الأساس لذلك هو قيام دولة قادرة وعادلة، لافتا الى “ان الأساس في الاصلاحات السياسية هو العمل على تنفيذ احكام الطائف التي لم تنفذ بعد، وعلى تصحيح ما نفذ منه خلافا لنصه او روحه، وعلى سد ثغراته. وهذا لا يتحقق من دون العمل على تطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة، ومن دون سلطة قضائية مستقلة ومؤسسات امنية فاعلة.”

وإذ اكد العمل لإنصاف ضحايا إنفجار مرفأ بيروت ولتحقيق العدالة لهم ولذويهم، ولإنصاف المودعين في المصارف، اعتبر ان الرهان الصحيح الوحيد هو الرهان على وحدتنا وعلى تعاوننا وعلى بناء المؤسسات القوية.

ورداً على بعض الهواجس التي أثيرت بالأمس، قال:انني بفطرتي وتكويني وممارستي السياسية لست من اهل الإقصاء بل من اهل الوحدة. ولست من أهل الاستبعاد بل من اهل التفاهم والشراكة الوطنية . ويداي الإثنتان ممدودتان الى الجميع للإنطلاق سويا في مهمة الإنقاذ والإصلاح وإعادة الإعمار. وتوجه الى الشباب بالقول: أن لبنان الذي سنعمل لأجله هو لبنان الذي يحتضنكم لتعيشوا فيه بأمان.

وكان رئيس الجمهورية العماد جوزف عون عقد ظهر اليوم اجتماعاً مع رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري والرئيس سلام. وأبلغ الرئيس عون الرئيس المكلف بنتائج الاستشارات النيابية الملزمة الأمس، وكلّفه بتشكيل الحكومة الجديدة.

وبعد مغادرة الرئيس بري، عقد الرئيس عون خلوة مع الرئيس سلام.

كلمة الرئيس المكلف

وعلى أثر انتهاء الخلوة، تحدث الرئيس سلام الى الصحافيين فقال: “من هذا الصرح الذي عادت إليه الحياة، بانتخاب رئيس جديد هو فخامة الرئيس جوزف عون، أتوجه الى ممثلي الأمَّة وجميع المواطنين، لأشكرهم على الثقة التي منحوني إياها لتولي هذه المهمة الصعبة، خدمة للبنان واللبنانيين جميعا. شعوري عميق بالامتنان والمسؤولية. فهذا ليس مجرد تكليف بل دعوة للعمل لتحقيق تطلعاتكم، ولا سيما الشابات والشباب منكم: تطلعات التغيير وبناء دولة عادلة قوية حديثة ومدنية نستحقها جميعا، إنسجاما مع ما تضمنه خطاب القسم الذي احيا الأمل بإعادة بناء دولة القانون والمؤسسات. فبعد المعاناة والأحزان والآلام بسبب العدوان الإسرائيلي الهمجي الأخير على لبنان، وبسبب اسواْ أزمة إقتصادية وسياسات مالية أفقرت اللبنانيين آن الأوان لنقول: كفى! حان الوقت لبدء فصل جديد. فصل نريده متجذرا بالعدالة والأمن والتقدم والفرص ليكون لبنان بلد المواطنين الأحرار المتساوين بالحقوق والواجبات. واهم التحديات التي نواجهها اليوم هي التصدي لنتائج العدوان الأخير. إن جزءا كبيرا من شعبنا لا تزال منازله مهدَّمة ومؤسساته التجارية مدَّمرة وصروحه التربوية معطَّلة. وواجب علينا ان نحفظ كرامتهم بالعمل أولا على تأمين شروط إعادة بناء القرى والمنازل المهدَّمة في الجنوب والبقاع وبيروت من اجل عودة كريمة لأهلنا إليها.وإعادة الإعمار ليست مجرد وعد بل إلتزام. وهذا يتطلب العمل الجاد على التنفيذ الكامل للقرار الأممي 1701 وكافة بنود إتفاق وقف إطلاق النار، وفرض الانسحاب الكامل للعدو من آخر شبر محتل من أراضينا. فلا أمن ولا إستقرار لبلادنا دون ذلك. وهذا يقتضي العمل أيضا على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بواسطة قواها الذاتية، كما جاء حرفيا ونص عليه إتفاق الطائف.”

أضاف: “وبالنسبة الى الأزمة المالية والإقتصادية المستمرة، سيكون على الحكومة التي سأعمل على تشكيلها وضع برنامج متكامل لبناء إقتصاد حديث ومنتج. إقتصاد يرتكز على تحفيز نمو شامل ومستدام، وعلى تأمين فرص العمل للأجيال الطالعة. غير ان الشرط الأساس لذلك هو قيام دولة قادرة وعادلة، ذات إدارة شفافة وفاعلة، دولة تقوم على مبدأ المواطنة الجامعة ومفهوم سيادة القانون، دولة تجسد في جميع الحقول والمجالات دون استثناء المبادئ العالمية لحقوق الإنسان، كما نصّت عليه أيضا مقدمة الدستور المعدَّل بالاستناد الى إتفاق الطائف. فالأساس في الاصلاحات السياسية التي طال انتظارها هو العمل في آن واحد على تنفيذ احكام الطائف التي لم تنفذ بعد، وعلى تصحيح ما نفذ منه خلافا لنصه او روحه، وعلى سد ثغراته. وهذا لا يتحقق من دون العمل على تطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة، ومن دون سلطة قضائية مستقلة ومؤسسات امنية فاعلة.”

وتابع: “لقد عشنا في ظل إدارة مترهلة حكمتها الزبائنية ونخرها الفساد، فآن الاوان لنفضها، ووضعها في خدمة الناس. وهذا كله لا يمكن الحديث عنه قبل ان نعمل بكل طاقاتنا لإنصاف ضحايا إنفجار مرفأ بيروت ولتحقيق العدالة لهم ولذويهم، ولإنصاف المودعين في المصارف.”

أضاف: “والى الشباب الذين هم طاقة هذا البلد ومهندسو غده، الشباب الذين غادروا لبنان مقهورين او بقوا هنا محبطين، أقول لهم أن لبنان الذي سنعمل لأجله هو لبنان الذي يحتضنكم لتعيشوا فيه بأمان: تتعلمون هنا، وتعملون هنا وتساهمون في بنائه على صورة طموحاتكم واحلامكم.”

وقال: “إنه فصل جديد. كان لكلٍّ منَّا رهان على خارج ما، والتجربة علَّمتنا ان الرهان الصحيح الوحيد هو الرهانعلى وحدتنا وعلى تعاوننا. فلنراهن على بعضنا البعض ولنراهن على بناء المؤسسات القوية. لقد ضيعنا الكثير من الفرص لبناء الدولة السيدة المدنية المستقلة. ولا حاجة للتذكير بها من قبل الطائف وبعده. فكفى فرصا ضائعة! كفى ما مررنا به من تجارب شعر البعض فيها بالغبن او الحرمان او الخوف او العزل قبل الطائف كما بعده. أصغيت بالأمس الى بعض الهواجس التي أثيرت، ومنها ما أثير من هذا المنبر بالذات. وجوابي هو أنني بفطرتي وتكويني وممارستي السياسية لست من اهل الإقصاء بلمن اهل الوحدة. ولست من أهل الاستبعاد بل من اهل التفاهم والشراكة الوطنية . وهذه دعوتي الصادقة، ويداي الإثنان ممدودتان الى الجميع للإنطلاق سويا في مهمة الإنقاذ والإصلاح وإعادة الإعمار.”

وختم بالقول: “في ممارستي لمهمتي الجديدةسأحرص على الا يشعر مواطن واحد بغبن او تهميش او إبعاد. تطلعاتنا كبيرة ولن نساوم عليها، لكن ندرك أيضا ان خطوات تدريجية وثابتة هي أحيانا الطريق الأنجح لتحقيقها. سأبدأ بالعمل فورا بالتعاون الكامل مع فخامة الرئيس، وأملي كبير بأن نطلق معا ورشة بناء لبنان الجديد.