Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر December 25, 2017
A A A
نهاية 2017 مأسوية لريال مدريد
الكاتب: عبدالناصر حرب - النهار

لم يكن أكثر المتشائمين من عشاق نادي ريال مدريد يتوقّع أن يسقط الفريق بهذه الطريقة “المهينة” في ملعب سانتياغو برنابيو، في وقت لم يكن فيه أكثر المتفائلين يتوقّع ان يعود برشلونة بثلاثة أهداف نظيفة من معقل “الملكي”.

لكن ذلك حصل، واكتسح برشلونة مضيفه وغريمه ريال مدريد 3-0، في قمة مباريات المرحلة 17 من الدوري الاسباني لكرة القدم.

“ناقوس الخطر يدق” في مدريد، قبل بداية العام 2018، الذي يبدو انه لن يكون مبشراً بالخير على النادي المدريدي، بعدما عزز برشلونة صدارته وأصبح الفارق بينهما كبيراً (14 نقطة مع مباراة أقل لريال)، لتشير التوقعات إلى ابتعاد المدير الفني زين الدين زيدان وفريقه من المنافسة على اللقب المحلي، والفشل بالاحتفاظ به موسماً جديداً.

ريال مدريد ودّع 2017 بخمسة ألقاب ملوّنة وتاريخية: الدوري الاسباني، دوري أبطال أوروبا، كأس السوبر الاسباني، كأس السوبر الاوروبي وأخيراً كأس العالم للأندية، الذي أحرزه “الملكي” السبت الماضي بفوزه على غريميو البرازيلي بهدف دون رد سجله البرتغالي كريستيانو رونالدو، وخسارة قاسية.

هل تكون الخسارة أمام برشلونة بداية النهاية؟
أثارت الخسارة القاسية لريال مدريد في ملعبه الكثير من الانتقادات والجدل في “بيت النادي”، لكن يبدو ان عطلة الشتاء ستكون مرحلة “هادئة نسبياً” لحين عودة النشاط بعد نحو أسبوعين، لكن الأكيد ان زيدان سيفعل كل ما في وسعه لتخطي “مرارة” الهزيمة وتذبذب مستوى الفريق.

وعلى الرغم من الخسارة الثقيلة للفريق، إلا ان رئيس النادي فلورنتينو بيريز ذهب إلى غرفة ملابس اللاعبين بعد اللقاء ووقف إلى جانب المدرب محتوياً الوضع السيئ، بعد الغضب الكبير الذي كان يجتاح الغرفة، وفق ما ذكر موقع صحيفة “ماركا” الاسبانية.

ووصف زيدان الخسارة بـ”القاسية للغاية”، مضيفاً: “أعلم أنني سأتعرض لكثير من الانتقادات، ولكنني جاهز لاتخاذ القرارات، في كرة القدم الأمور تتغير سريعاً”. وتابع زيزو: “خسرنا، ولكن يتعين علينا استعادة التوازن. لن نستسلم، إنها فترة عصيبة. أرى أننا لا نستحق هذا الوضع”.

وتعرض “الملكي” لأسوأ هزيمة في عهد المدرب الفرنسي، الذي تولى قيادة الفريق في كانون الثاني 2016، حيث كانت أكبر خسارة أمام فولفسبورغ 2-0 وثم أمام توتنهام 3-1.

ولم تكن آراء نجوم ريال مدريد مختلفة عن المدرب، حيث أكد البرازيلي مارسيلو: “سنواصل العمل. الوضع صعب للغاية، ولكن ريال لا يستسلم”.

هل كان هذا “السيناريو” متوقعاً؟
طبعاً، لم يكن هذا “السيناريو” متوقعاً قبل انطلاق الموسم، حيث ان ريال مدريد هيمن على الالقاب المحلية، باستثناء كأس ملك اسبانيا، فضلاً عن فوزه الكبير على برشلونة في مباراتي كأس السوبر الاسباني، وقبلها إحراز ألقاب عدة، إلا ان اقفال النادي الباب أمام أي صفقة جديدة لتدعيم الصفوف، كان من الأسباب الاساسية لهذا الوضع، خصوصاً أن النادي تخلى عن ثلاثة لاعبين بارزين هم ألفارو موراتا والمدافع بيبي وخاميس رودريغيز.
وقد تكون هناك أسباب أخرى أدت إلى تراجع نتائج الفريق، أبرزها الاصابات المتكررة لنجمه الويلزي غاريث بيل، مروراً بتراجع أداء المهاجم كريم بنزيمة، الذي يتعرّض للكثير من الانتقادات، حتى انه تعرّض لصافرات الاستهجان خلال مباراة برشلونة.

ماذا سيفعل ريال مدريد؟
زيدان في وضع لا يحسد عليه أبداً في الفترة الحالية، حيث يتساءل عشاق النادي: “ما هي حاجة الفريق في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، هل سينجح زيدان في تخطي المرحلة؟”.
أما التخوّف الأكبر لدى عشاق “الملكي” سيكون من المواجهة المرتقبة بين الفريق وباريس سان جيرمان الفرنسي “القوي” في دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا.
أسئلة كثيرة وآراء مختلفة حول ريال مدريد والفترة الصعبة التي يمر بها، إلا ان الاهم لدى جماهير النادي هو عودة الفريق إلى السكة الصحيحة، بغض النظر عن قدرته على إحراز اللقب المحلي، لكن سيكون الاحتفاظ باللقب الاوروبي موسماً ثالثاً على التوالي حقاً شرعياً لزيدان لنسيان النهاية المأسوية لعام 2017، والتتويج بلقب كبير في 2018.